07 يوليو 2019
الفضاء المفتوح: روح تتعلم وعين ترى
"أتمنى أن أرمق ملامِح زملائي ونظراتهم خلال تعليقاتهم في قاعة الدرس، لأستطيع التحدّث بطلاقة"، كم هو جميل أن تستشعر الزملاء في قاعة الدرس، وترى بعينيك ابتسامة أستاذك.
"أحيانا الصوت يصل منقوصا أو مشوّها، الجامعة باتت تمنعني من التعبير بكل حرية، والنّظر وحده من يمنع عنّي سوء الظن وراء تعليقات زملائي، ويمنع عن تغلغل عشرات الأفكار السلبية التي منعت عني التقدم في التفكير، صرت متحجرة المشاعر داخل الحرم الجامعي، تلك الأصوات جعلتني اليوم عاجزة عن مواجهة أي مشكلة في حياتي".
كلمات من طالبة جامعية، تصف وجعها وتقارنه بالمتنفس التعليمي الذي استمتعت به من خلال التدريبات العلمية في الفضاء المفتوح، بمشاركة طلبة مختلف التخصصات، استطاعت وغيرها من زملائها التعبير بأريحية أكثر عن طموحها في المستقبل، بعيدا عن "مطرقة الرقيب" و"المقررات الدراسية" و"قطع حبل الأفكار من هذا وذاك" "وأحكام الصحّ والخطأ" المسبقة.
فضاء حر أو مساحة حرة هو المكان البعيد عن الطاولات والكراسي، وتقييد أسماء الحضور والغيابات، يجد فيه طالب العلم الزمن الكافي لإظهار فكرة أو ينطق بمجمل أفكاره بعيداً عن رقيب اسمه "المقرر الدراسي" والمحدّدات الساعية لمناقشة موضوع من آلاف المواضيع، بل ويطلق العنان فيه لطرح تساؤلات يتلقف إيجاد إجابات محددة لها، تشفى معها علة سوء الفهم والاستيعاب وتسكن آلام الاستفهامات العالقة.
الخوض في مبادرة نقل التجارب لطلبة الإعلام مثلا خطوة ناجحة، خصوصا بالنسبة لمن يملكون الخبرة من خلال تجاربهم السابقة، في هذا المجال وغير منتسبين لأي جامعة جزائرية بصفة أستاذ جامعي، ينقلونها بطريقة تحفيزية، في مقابل ذلك من الصعب بمكان أن تُفتح لذوي الخبرات الأبواب لتقديم تدريبات في قاعة من قاعات الدروس حتى وإن كانت بـ"المجان" في أي جامعة عمومية تسير بدفتر شروط، وقوانين لا يمكن تجاوزها إلا بقرارات رسمية صارمة.
البعض يتابعون ذلك "الشغف"، فما فائدة ما تعلموه إن لم يجد مكاناً للاستثمار فيه، ونقله للأجيال عبر تدريبات مباشرة وفي الهواء الطلق، يضمن العصف الذهني للأفكار ويُكسِّر معها "صنم الجدران المغلقة"، ويذهب الطلبة في التعبير عن تفاصيل التعليم العالي التي تؤرقهم داخل قاعة المحاضرات.
فكرة بزغ نورها في تلك اللحظات، بأن الجامعة الجزائرية بحاجة إلى تدريبات لمنتسبيها في الفضاء المفتوح، يتم برمجتها على مراحل، وتكون مواضيعها خارج المقررات الدراسية، وقريبة من كل المعلومات النظرية التي تعلّموها، وخصوصا أنها كانت مرتبطة بالواقع والراهن والأحداث، فذلك ما يمنحهم الثقة ويحفزهم أكثر لحب التعليم والمطالعة والتفكير خارج الصندوق، وتخرجهم من الإطار الأكاديمي إلى الإطار الميداني، يكتسبون معها فن التواصل والتعبير بأريحية وتمنحهم الحق في التفاعل فيما بينهم دون مطرقة "الخطأ والصواب" ومعها يحلو للطالب تسجيل الأفكار المستجدة.
الفضاءات المفتوحة عبارة عن جغرافية ممتدة يطغى عليها اللون الأخضر المريح والهواء النقي، إذ تؤثر على العقل والروح من جانب إيجابي، وتمنح المدرّب فرصة أن ينفّذ مهمته كرسالة بعيداً عن تعقيدات الوظيفة التي أثقلت العشرات من الأستاذة في الجامعات، فكثيرون منهم يسعون إلى خدمة الإنسان بعيداً عن التزامات الوظيفة، وحالهم يقول مثلما قال عالم الاجتماع الفرنسي "بيار بورديو": "كم هو جميل أن تكون خادماً لدى الإنسانية".
"أحيانا الصوت يصل منقوصا أو مشوّها، الجامعة باتت تمنعني من التعبير بكل حرية، والنّظر وحده من يمنع عنّي سوء الظن وراء تعليقات زملائي، ويمنع عن تغلغل عشرات الأفكار السلبية التي منعت عني التقدم في التفكير، صرت متحجرة المشاعر داخل الحرم الجامعي، تلك الأصوات جعلتني اليوم عاجزة عن مواجهة أي مشكلة في حياتي".
كلمات من طالبة جامعية، تصف وجعها وتقارنه بالمتنفس التعليمي الذي استمتعت به من خلال التدريبات العلمية في الفضاء المفتوح، بمشاركة طلبة مختلف التخصصات، استطاعت وغيرها من زملائها التعبير بأريحية أكثر عن طموحها في المستقبل، بعيدا عن "مطرقة الرقيب" و"المقررات الدراسية" و"قطع حبل الأفكار من هذا وذاك" "وأحكام الصحّ والخطأ" المسبقة.
فضاء حر أو مساحة حرة هو المكان البعيد عن الطاولات والكراسي، وتقييد أسماء الحضور والغيابات، يجد فيه طالب العلم الزمن الكافي لإظهار فكرة أو ينطق بمجمل أفكاره بعيداً عن رقيب اسمه "المقرر الدراسي" والمحدّدات الساعية لمناقشة موضوع من آلاف المواضيع، بل ويطلق العنان فيه لطرح تساؤلات يتلقف إيجاد إجابات محددة لها، تشفى معها علة سوء الفهم والاستيعاب وتسكن آلام الاستفهامات العالقة.
الخوض في مبادرة نقل التجارب لطلبة الإعلام مثلا خطوة ناجحة، خصوصا بالنسبة لمن يملكون الخبرة من خلال تجاربهم السابقة، في هذا المجال وغير منتسبين لأي جامعة جزائرية بصفة أستاذ جامعي، ينقلونها بطريقة تحفيزية، في مقابل ذلك من الصعب بمكان أن تُفتح لذوي الخبرات الأبواب لتقديم تدريبات في قاعة من قاعات الدروس حتى وإن كانت بـ"المجان" في أي جامعة عمومية تسير بدفتر شروط، وقوانين لا يمكن تجاوزها إلا بقرارات رسمية صارمة.
البعض يتابعون ذلك "الشغف"، فما فائدة ما تعلموه إن لم يجد مكاناً للاستثمار فيه، ونقله للأجيال عبر تدريبات مباشرة وفي الهواء الطلق، يضمن العصف الذهني للأفكار ويُكسِّر معها "صنم الجدران المغلقة"، ويذهب الطلبة في التعبير عن تفاصيل التعليم العالي التي تؤرقهم داخل قاعة المحاضرات.
فكرة بزغ نورها في تلك اللحظات، بأن الجامعة الجزائرية بحاجة إلى تدريبات لمنتسبيها في الفضاء المفتوح، يتم برمجتها على مراحل، وتكون مواضيعها خارج المقررات الدراسية، وقريبة من كل المعلومات النظرية التي تعلّموها، وخصوصا أنها كانت مرتبطة بالواقع والراهن والأحداث، فذلك ما يمنحهم الثقة ويحفزهم أكثر لحب التعليم والمطالعة والتفكير خارج الصندوق، وتخرجهم من الإطار الأكاديمي إلى الإطار الميداني، يكتسبون معها فن التواصل والتعبير بأريحية وتمنحهم الحق في التفاعل فيما بينهم دون مطرقة "الخطأ والصواب" ومعها يحلو للطالب تسجيل الأفكار المستجدة.
الفضاءات المفتوحة عبارة عن جغرافية ممتدة يطغى عليها اللون الأخضر المريح والهواء النقي، إذ تؤثر على العقل والروح من جانب إيجابي، وتمنح المدرّب فرصة أن ينفّذ مهمته كرسالة بعيداً عن تعقيدات الوظيفة التي أثقلت العشرات من الأستاذة في الجامعات، فكثيرون منهم يسعون إلى خدمة الإنسان بعيداً عن التزامات الوظيفة، وحالهم يقول مثلما قال عالم الاجتماع الفرنسي "بيار بورديو": "كم هو جميل أن تكون خادماً لدى الإنسانية".