صراع روسي ـ إيراني على "سورية المفيدة"

13 سبتمبر 2015
تسعى روسيا للتوازن مع إيران في سورية (الأناضول)
+ الخط -
يرى كثيرون أن جوهر التدخل العسكري الروسي المتزايد في سورية حالياً، يهدف في نهاية المطاف إلى تثبيت مساعي النظام للحفاظ على ما تسميه إيران "سورية المفيدة"، التي يُمنع سقوطها بأي حال، وتضمّ الساحل السوري ودمشق وحمص. من هنا، يفسر البعض تزايد الحضور الروسي في منطقة الساحل، على أنه مسعىً روسي من قبل موسكو، لتنفيذ هذا المشروع من جهة، ولموازنة التواجد الإيراني فيها من جهة أخرى، تحسباً لاحتمالات نجاح مشروع التقسيم.

ويبدو أن الروس قد بدأوا يشعرون بعد مساندة النظام لأكثر من أربعة أعوام ودفع مبالغ مالية طائلة، بأنهم فقدوا الكثير من نفوذهم في سورية لصالح إيران، والتي باتت تسيطر على جميع مرافق الدولة وحتى على القرارات السياسية المتعلقة بالحلّ السياسي بما يخدم مصالحها في المنطقة. هذا ما يُفقد روسيا قدرتها على فرض تسوية سياسية بناءً على بيان جنيف، القائم على الانتقال السياسي من دون أركان النظام.

ويبدو أن هذا التخوّف الروسي قد دفع موسكو إلى التفكير بعقلية جديدة، وهي التوسّع في سورية من خلال ابتداع فكرة تشكيل تحالف لمكافحة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) والقضاء عليه، ولكن انطلاقاً من المناطق التي يسيطر عليها النظام. وذلك في محاولة روسية لإضفاء شرعية دولية على تدخلها في سورية من بوابة "محاربة الإرهاب".

اقرأ أيضاً: الوزاري العربي يناقش القضية الفلسطينية وجلسة خاصة لسورية

لذلك بدت روسيا في الفترة الماضية ليّنة مع المعارضة السورية، وتواصلت مع السعودية وأوحت لهم بقبولها بحلّ سياسي من دون بقاء الأسد، الذي يرجح أن يكون الهدف منه هو الضغط على النظام السوري من أجل إعطاء تنازلات جديدة. لكن موسكو عادت لتصريحاتها القديمة، وبتأكيد أكبر على بقاء بشار الأسد وشرعيته بالسلطة، والذي جاء بلسان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أكد أنه "لا بدّ من أن يكون رئيس النظام السوري شريكاً في التسوية السياسية".

يُذكر أن مسؤولين أميركيين أكدوا، يوم الثلاثاء، لوكالة "فرانس برس"، أن "ثلاث طائرات عسكرية روسية على الأقلّ، هبطت في سورية في الأيام الأخيرة، اثنتين منها طائرتا شحن عملاقتان من طراز أنتونوف 124 كوندور، والثالثة طائرة لنقل الأفراد". وأوضح أحد المسؤولين أن "الطائرات هبطت في مطار بمحافظة اللاذقية، شمال غرب سورية (التي تُعتبر أحد معاقل الأسد)".

وكشف المسؤول الأميركي أيضاً، أن "الروس أنشأوا مبانٍ مؤقتة في هذه المنطقة، يمكنها إيواء مئات الأشخاص، إضافة إلى تأمين تجهيزات مطار". وأضاف أن "كل هذا يشير إلى وجود نية لإقامة قاعدة جوية"، لافتاً إلى "عدم توفر معلومات عن وجود أسلحة روسية في المكان".

ويبدو أن الدول الإقليمية الداعمة للمعارضة السورية، قد فضّلت أن يكون ردها على التدخل الروسي ميدانياً، من خلال دعم الفصائل التي تشكل تهديداً رئيسياً لدمشق وفتح جبهة تهدد النظام بشكل مباشر، في العاصمة. وقد استطاعت تلك الفصائل وعلى رأسها "جيش الإسلام"، تحقيق انتصار كبير على أطراف الغوطة الشرقية، كما تتحدث معلومات عن تحضيرات من قبل الجبهة الشمالية لهجوم في حماة، كي تظهر ضعف قوات النظام، وتفشل الفرضية الروسية من أن "القوات النظامية وحدها قادرة على محاربة تنظيم داعش".

اقرأ أيضاً: المعارضة توسّع هجومها قرب دمشق وقائد جديد لـ"أحرار الشام"

المساهمون