صحيفة روسية: ترامب لم يعد يحكم أميركا

08 ابريل 2017
تغير موقف الإعلام الروسي من ترامب (Getty)
+ الخط -


شكلت الضربات الأميركية على قاعدة الشعيرات الجوية، في محافظة حمص وسط سورية، آخر نقطة تحول في الخطاب الإعلامي الروسي، ليبدأ بتوجيه انتقادات صريحة إلى إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مردداً كلمة "العدوان" التي استخدمها الكرملين بعد ساعات على وقوع الضربات.

وعلى مدى يوم الجمعة، ركز الإعلام الروسي على إبراز التداعيات السلبية للضربة مثل بدء تقدم مسلحي تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة"، ونسف العلاقات الروسية الأميركية، والنفقات المالية التي تكبدتها واشنطن لشن هذه العملية، والتذكير بأنها أجريت دون التنسيق مع الكونغرس، بالإضافة إلى إجراء مداخلات مع خبراء يشاركون الموقف الرسمي للدولة الروسية.

إلا أن صحيفة "فزغلياد" ذهبت في مقال نشر على موقعها إلى ما هو أبعد من ذلك، معتبرة أن ترامب خسر معركته مع "إستبلشمنت" وعجز عن انتهاج سياسة مستقلة.

وفي مقال بعنوان "ترامب لم يعد يحكم أميركا"، ذكرت الصحيفة أن "الضربات الأميركية على القاعدة السورية وضعت نقطة نهائية في محاولات ترامب انتهاج سياسة مستقلة"، مضيفة أنه "بعد أقل من ثلاثة أشهر على تنصيبه، انتصر "إستبلشمت" في واشنطن على الرئيس الأميركي الـ45 الذي دعا سابقا إلى التعاون مع روسيا في مجال مكافحة الإرهاب".

واعتبرت أن "ترامب الذي وصل إلى سدة الحكم برؤيته الخاصة للسياسة الخارجية وأفكار عدم التدخل في شؤون دول ذات سيادة، أعلن استسلامه وألقى السلاح أمام الحزب والحكومة".

وحاول كاتب المقال التكهن بأسباب اتخاذ ترامب قرار شن الضربة "بناء على معطيات لا تزيد مصداقيتها كثيرا عن أنبوب كولن باول بالأمم المتحدة عشية ضرب العراق، والقضاء على الدولة في هذا البلد وخلق تربة لقيام داعش"، متسائلا ما إذا كان قرار ترامب يعود إلى خطر حجب الثقة أم للإثبات للعالم أنه ليس مواليا لروسيا!

وخلصت الصحيفة إلى أن واشنطن غير قلقة من مقتل أطفال في دول أخرى، موجزة "مهمة "إستبلشمنت" في بقاء واشنطن القوة العظمى الوحيدة، وهدف قطاع الصناعات العسكرية في الحصول على عقود مربحة، ومهمة ترامب في البقاء في السلطة مهما كان الثمن".

يذكر أن انحياز الإعلام الروسي لدعم ترامب على حساب منافسته الديمقراطية، هيلاري كلينتون، كان واضحا خلال حملة السباق إلى البيت الأبيض في العام الماضي، ولكن حصة ترامب بأجندة الإعلام الروسي بدأت تتراجع بعد تنصيبه، إلى أن وصلت لحد الهجوم عليه بعد الضربة الصاروخية على قاعدة الشعيرات يوم الجمعة.