سياسة/فلاديمير بوتين/(ميخائيل كليمنتييف/Getty)
01 يوليو 2020
+ الخط -

يحظى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تزامنا مع الاستفتاء الشعبي لتمديد حكمه، باهتمام صحافة الشمال الأوروبي.

وفي السياق، خصصت صحيفة "يولاندس بوستن" الدنماركية، ذات التوجه الليبرالي، اليوم الأربعاء، ما يشبه جردة للرد على ما كتبه بوتين في "ذا ناشيونال انترست" (The National Interest) الأميركية المحافظة، والصحيفة الروسية الحكومية "روسيسكا غازيتا" (Rossiyskaya Gazeta)، بذكرى مرور 75 سنة على الحرب العالمية الثانية.

وتناولت الصحيفة تحميل الرئيس الروسي لجارته بولندا مسؤولية ما جرى لها من اجتياح نازي، وتحميل دول البلطيق مسؤولية احتلالها في 1940. وقالت إنه "بنظر بوتين فإن البولنديين يتحملون مسؤولية ما جرى لهم من مآس في الحرب العالمية الثانية، مثلما يرى أن دول البلطيق (ليتوانيا ولاتفيا واستونيا) ساهمت بالمسؤولية عن ضمها إلى الاتحاد السوفييتي، بحسب قراءته للتاريخ بمناسبة مرور 75 سنة على الحرب العالمية الثانية".

"يولاندس بوستن": "من المفيد دوما معرفة طريقة تفكير الأعداء، وهكذا ينظر إلى بوتين في الديمقراطيات الغربية، فهو ضم شبه جزيرة القرم ودعم الانفصاليين في غرب أوكرانيا، وساعد القاتل (بشار) الأسد للبقاء في السلطة في سورية، ويقف خلف هجمات واغتيالات في بريطانيا وألمانيا"

وتساءلت "يولاندس بوستن" بتهكم: "من الصحيح أن روسيا اليوم غير محكومة بنظام رعب وإرهاب (جوزيف) ستالين؛ لكن هل ينبغي على المرء أن يشكر الرئيس (بوتين) على ذلك؟". واستشهدت بقول سفيرة أميركية سابقة في موسكو إنه "لا يوجد خبراء في الشأن الروسي، بل جهلاء". 

ومضت "يولاندس بوستن" تذكر بسياسات بوتين بقولها إنه "من المفيد دوما معرفة طريقة تفكير الأعداء، وهكذا ينظر إلى بوتين في الديمقراطيات الغربية، فهو ضم شبه جزيرة القرم ودعم الانفصاليين في غرب أوكرانيا، وساعد القاتل (بشار) الأسد للبقاء في السلطة في سورية، ويقف خلف هجمات واغتيالات في بريطانيا وألمانيا". 

وأردفت عن واقع روسيا الداخلي: "في ظل 20 سنة من حكم الرجل بشكل مطلق، ساخرا من سيادة دولة القانون، بقضاة موالين للكرملين، ومسؤولين فاسدين، بأوليغارشية عينها على كل شيء في البلاد".

وقالت: "إن خطاب بوتين بمناسبة الحرب العالمية الثانية يركز على ما يراه انحرافات غربية، وإذا أردنا أن نختزل وجهة نظره فهي على النحو التالي: أولا، بولندا مسؤولة عن تدميرها في تلك الحرب. وثانيا، دول البلطيق تنازلت بنفسها عن سيادتها في عام 1940 لتنضم إلى الاتحاد السوفييتي، وأن الروس بذلك كانوا محررين أكثر من كونهم محتلين. وثالثا، فإن ستالين لم يكن بلا أخطاء، لكنه لم يكن سيئا، كان عبقريا في العلاقات الدولية، ومعاهدته مع النازية قبيل الحرب كانت تكتيكا ذكيا".

وبعد هذا الاستعراض لطريقة تفكير بوتين عن التاريخ، ترى الصحيفة "إنها تراجيديا تلحق بأخرى، وكذبة تلحقها أخرى. فبولندا كانت ضحية معاهدة سوفييتية-نازية لإزالتها، فيما بوتين يعتبرها مسؤولة عما حصل لها، لأنها رفضت التعاون مع الكرملين. ومن المفهوم موقف وارسو من روسيا بعد كل الذي تعرضت له منها. أما عن سعادة إستونيا وليتوانيا ولاتفيا بالاحتلال الروسي، فذلك خبر جديد في منطقة البلطيق. الأمر لم يكن ليتم دون اتفاق تحالف بين هتلر وستالين (1940)".

وعن رأي بوتين بستالين تقول الصحيفة: "وأخيرا نكتشف أن ستالين كان عبقريا في السياسة الخارجية، لكنه لو كان كذلك لأمكنه اكتشاف نوايا ألمانيا في عصر النازية، على الأقل كان استمع لجواسيسه حول العالم، الذين حذروه من هتلر، وبدل ذلك رمى تحذيراتهم في سلة القمامة".

وترى "يولاندس بوستن" أن "ما كتبه بوتين بمناسبة مرور 75 عاما على الحرب العالمية الثانية يشرح الكثير. فهو بهذه الأفكار ينظر إلى مشاركته في الحرب السورية كبادرة إنسانية، ولا أحد يقلل من بطولات الجيش الأحمر في الحرب العالمية الثانية، بعد أن غير السوفييت تحالفاتهم مع النازية، حيث ارتكبت أخطاء تاريخية كلفت الملايين من المواطنين السوفييت حياتهم".

وختمت الصحيفة: "في هذه الأيام يسعى بوتين، من خلال استفتاء شعبي، للاستمرار كرئيس إلى الأبد تقريبا، وهذا لا يبشر بالخير، لكن شكرا لكم لجعل جهلنا بموسكو أقل قليلا".​

المساهمون