اهتمت أبرز الصحف الأميركية بالزيارة التي أجراها رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، إلى واشنطن الأمس الأربعاء، واتفقت على أن موقف العبادي الرافض لعمليات "عاصفة الحزم" باليمن، جعل الرئيس الأميركي في حيرة من أمره بشأن من يجب إرضاؤه، الحليف السعودي أم الحليف العراقي.
ونقلت في هذا الصدد صحيفة "واشنطن بوست" أن خلافا بارزا بين حليفين لأميركا بالشرق الأوسط طفا على السطح، يوم الأربعاء، حينما انتقد رئيس الوزراء العراقي بشكل علني الضربات الجوية التي تقودها المملكة العربية السعودية في اليمن. وأضافت الصحيفة أن تصريحات العبادي، التي تقف وراءها بشكل بارز المواقف المعارضة لإيران في المنطقة، جسدت التحديات التي تواجه إدارة الرئيس باراك أوباما، في مساعيها لاحتواء التحالفات المختلفة التي تقيمها، بما في ذلك التحالف مع الدول العربية السنيّة، والتحالف مع العراق ذي الأغلبية الشيعية.
وأوضحت "واشنطن بوست" أن الولايات المتحدة الأميركية وجدت نفسها في وضع لا تحسد عليه، لا سيما أنها تحاول دعم استمرار الضربات الجوية السعودية في اليمن لصد الحوثيين الذين تدعمهم إيران. غير أن إدارة أوباما وفي إطارة حربها على تنظيم الدولة الإسلامية، تضيف الصحيفة، تجد نفسها بصدد دعم حملة عسكرية عراقية تلاقي الدعم كذلك من إيران.
وفي متابعتها للموضوع نفسه، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن إدارة الرئيس أوباما حاولت منذ وقت طويل جعل المواقف السعودية والعراقية تتوحد، بناءً على المخاوف المشتركة من الإرهاب، ومصالح البلدين في استقرار منطقة الشرق الأوسط.
كما أشارت إلى أن الصعوبات التي تواجهها واشنطن في تحقيق ذلك، ظهرت بشكل جلي داخل الأراضي الأميركية، حينما قام حيدر العبادي بانتقاد العمليات التي تقودها المملكة العربية السعودية في اليمن، قائلا إنها غير "منطقية" ومعبرا عن مخاوفه من تسببها في حرب طائفية أوسع في المنطقة.
وذكرت الصحيفة أن الإدارة الأميركية فنّدت ادعاءات العبادي بكل أدب، وقالت إن الرئيس الأميركي ونائبه بايدن، لم يقوما خلال اجتماعين منفصلين بالعبادي، بانتقاد العمليات السعودية في اليمن. كما نقلت الصحيفة تصريحاً للمتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، قال فيه "ندعم بشدة" العمليات السعودية "ولهذا السبب قمنا بتزويد.. المعلومات الاستخباراتية والدعم اللوجيستي" للضربات الجوية السعودية في اليمن.