بمبادرة من الكاتب الصحافي والعضو السابق بمجلس نقابة الصحافيين المصرية، كارم يحيى، وقّع عشرات الصحافيين المصريين، على عريضة لا تزال مفتوحة لجمع التوقيعات، للإعلان عن موقفهم الرافض لزيارة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان للقاهرة، في إطار جولة بالمنطقة.
المبادرة خرجت في ظل غياب موقف حتى الآن من مجلس نقابة الصحافيين المصرية، أسوة بالرسالة الصادرة عن نقابة الصحافيين التونسيين إلى رئيس الجمهورية التونسية، برفضهم الصريح لزيارة بن سلمان تونس.
وقال كارم يحيى "هذا اقتراح للتداول بإصدار بيان يوقع عليه من يشاء من أعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحافيين.. علماً أن زيارة ولي العهد السعودي ستتم قريبا".
وأعلن الصحافيون المصريون الموقعون على هذا البيان إدانتهم استقبال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مصر "لأسباب إنسانية ومهنية ونقابية ووطنية".
وفسروا الأسباب في بيانهم "إنسانيًا؛ أهدر النظام السعودي ويهدر القيم الإنسانية وفي مقدمتها الحق في الحياة، سواء لموطني بلاده أو للمصريين وغير المصريين العاملين في المملكة. فالسعودية بلد لا يحكمه القانون ولا يتمتع بنظام قضائي مستقل موثوق في إعماله مبادئ العدالة. بل يتستر بالإسلام والشريعة للعصف بالحريات والحقوق ولتبرير ارتكاب الفظاعات المنافية للحقوق الأساسية للإنسان. ويشجع أيضا على انتهاك هذه القيم بدعم نظم مستبدة فاسدة في الإقليم وخارج الإقليم".
ومهنياً، فسروها بـ"قتل الزميل الصحافي جمال خاشقجي وعلى هذا النحو البشع في قنصلية المملكة في إسطنبول 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018 جريمة واضحة ومكتملة الأركان يتحملها النظام السعودي من الألف إلى الياء. والإصرار على إفلاته من المسؤولية ومعه الأسرة المالكة وبخاصة محمد بن سلمان تستوجب من الصحافيين في مصر وكافة أنحاء العالم إدانة هذا النظام وعلى رأسه الملك وولي عهده، واعتبارهم على رأس قائمة أعداء حرية التعبير والصحافة في العالم. بل وفي تاريخ المهنة".
وقالوا "إذا كانت وسائل الإعلام والصحف في مصر تخضع للقيود الجائرة وللسيطرة البغيضة من سلطة لا تحترم بدورها الحريات وحقوق القراء والمشاهدين وأخلاقيات مهنة الصحافة، فإن بين الصحافيين المصريين العديد الذين سيرفعون الصوت عاليا ضد كل هذه الانتهاكات، بل والجرائم في السعودية ومصر وغيرهما".
أما نقابيًا، فقالوا "لا يتصور أن يقوم المتهم الأول بالمسؤولية عن جريمة القتل البشع لزميل صحافي على هذا النحو ومحاولات التغطية عليها بزيارة مصر، من دون أن يرتفع صوت نقابة الصحافيين المصريين بما لها من تاريخ استنكارا واعتراضا".
وتمنّى الصحافيون الموقعون "أن يحذو مجلس النقابة حذو الموقف النقابي والمهني والإنساني المحترم لنقابة الصحافيين التونسيين"، وعبّروا عن خشيتهم من أن "يستمر هذا الصمت المدان جراء وقوع هذا الكيان المنوط به الدفاع عن الحريات والحقوق والتضامن من الزملاء الصحافيين في قبضة ذوي المصالح المناقضة لكل ما هو مهني ونقابي الموالين للطغاة أعداء الحريات والشعوب".
وأضافوا "لم تكن صدفة أو زلة لسان أن يشير الرئيس الأميركي دونالد ترامب في دفاعه عن جرائم آل سعود، وبخاصة محمد بن سلمان، إلى أنه لولا السعودية لكانت إسرائيل في ورطة كبيرة، وليس صدفة أن يدافع رئيس الحكومة الإسرائيلية مجرم الحرب ضد الفلسطينيين والعرب عن محمد بن سلمان وجرائمه على هذا النحو". وتابعت العريضة "وليس بخافِ جرائم السعودية وحلفائها باليمن، حيث تسببت في موت طفل كل عشر دقائق وفق تقديرات الأمم المتحدة. كما أن المصريين لن ينسوا تيران وصنافير المغتصبة من النظام السعودي وقد ارتبطت زيارات ولي العهد مصر بإهدار مصرية الجزيرتين مقابل حفنة من مال"، حسب عريضة التوقيعات.
واختتم الموقعون بيانهم بالقول "لكل هذه الأعتبارات والأسباب ولأن ضمائر الإنسانية لا تحتمل الصمت على جرائم النظام السعودي وبن سلمان، فإننا نقولها من القاهرة: لا أهلا ولا مرحبا بولي العهد السعودي في مصر. ونقول له ولمستضيفيه: مكان بن سلمان أن يودع قفص الاتهام بمحكمة دولية لا هنا في القاهرة".