ويأتي الهجوم الصاروخي بعد يومين من اختتام الجلسة الأولى للحوار الاستراتيجي العراقي الأميركي، والذي تضمن تعهد بغداد بحماية المصالح الأميركية ووقف الهجمات عليها، وفقا للبيان المشترك الذي صدر عن الجانبين.
ووفقا لمصادر أمنية عراقية، تحدثت لـ"العربي الجديد" رافضة كشف هويتها، فإن "صاروخا من طراز كاتيوشا سقط داخل حرم المعسكر، وشوهد عمود دخان يتصاعد من داخله"، مؤكدة أنه لم ترد أي معلومات لغاية الساعة عما إذا تسبب القصف بخسائر.
وشوهدت مروحيات عراقية تحلق في سماء المنطقة بشكل منخفض، وبدأت عملية مسح جوي عليها، ولم تصدر الحكومة العراقية برئاسة مصطفى الكاظمي على الفور أي توضيح رسمي بشأن الاستهداف.
إلى ذلك، أكد شهود عيان أن الصاروخ أطلق من مقبرة قريبة من المعسكر، وشوهدت قوات عراقية تطوق المنطقة التي توجد فيها المقبرة.
ويأتي ذلك بعد ساعات من تهديد مليشيات عراقية موالية لطهران، ومنها "كتائب حزب الله" و"العصائب"، بـ"رد عسكري"، في حال فشلت الطرق الدبلوماسية بإنهاء جميع أشكال الوجود الأميركي في العراق، معتبرة أن الحوار الاستراتيجي يهدف إلى الإبقاء على القوات الأميركية فترة أطول في العراق.
وكان صاروخ "كاتيوشا" قد سقط، ليل الأربعاء – الخميس، قرب مبنى السفارة الأميركية داخل المنطقة الخضراء ببغداد، وهو أول استهداف للمصالح الأميركية في العراق منذ أكثر من شهرين، والذي سبقته عدة هجمات استهدفت السفارة الأميركية ومعسكر التاجي ردا على قتل القوات الأميركية قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، وقائد مليشيا "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، بضربة جوية قرب مطار بغداد، مطلع العام الحالي.
ويتوقع أن يفرض الهجوم مزيدا من التحديات على حكومة الكاظمي التي تعهدت للأميركيين بوقف الهجمات ضد قواتها، كما أنه قد يمثل رد فعل للفصائل المسلحة الموالية لطهران في العراق، برفض مخرجات الجلسة الأولى للحوار الأميركي العراقي الذي أقر تقليص عدد القوات الأميركية في العراق، وهو ما اعتبرته عدة فصائل في بيانات متفرقة مخيباً لها على اعتبار أنهم يطالبون بالانسحاب وليس تقليص العدد.
وقال الخبير بالشأن الأمني العراقي أحمد الحمداني، لـ"العربي الجديد"، إن الهجوم الصاروخي بمثابة رسالة واضحة من الفصائل المسلحة موجهة لحكومة الكاظمي بالدرجة الأولى، مرجحاً أن يكون الهجوم قد نفذته مجموعة متشددة داخل "الحشد الشعبي"، مثل "كتائب حزب الله" و"النجباء" و"العصائب"، التي تعتبر الأقرب إلى الحرس الثوري الإيراني وتتبنى مواقفه.
وأضاف الحمداني أن الاعتداء سيضعف الثقة بأي تعهد مستقبلي من الكاظمي بحماية القوات الأميركية، وقد يؤسس لرد أميركي آخر على غرار الهجوم الذي استهدفت فيه عدة مقرات لمليشيات مسلحة منتصف مارس/ آذار الماضي، ردا على مقتل جنديين أميركيين وآخر بريطاني بهجوم صاروخي على معسكر التاجي أيضا، وفقا لقوله.
وخلال العام الحالي، انسحبت القوات العراقية من ستة معسكرات وقواعد شمالي ووسط البلاد، ضمن عملية أسمتها إعادة تموضع، واقتصر وجودها الرئيسي على ثلاث قواعد هي عين الأسد في الأنبار، وحرير في أربيل، والتاجي، التي جرى استهدافها اليوم.