تداولت وسائل إعلام كردية في مدينة أربيل مقطع فيديو لسيدة عراقية إيزيدية تروي قصة قيام عناصر حزب "العمال الكردستاني"، بخطف ابنها البالغ من العمر 15 عاماً من مدينة سنجار غربي محافظة نينوى، لإرغامه على الانضمام لصفوفهم في القتال ضد الجيش التركي.
وقالت السيدة في تصريحها "طفلي واسمه فارس عثمان عمر خضر كان يتلقى اتصالات من عناصر حزب العمال الكردستاني من أجل إقناعه بالانضمام إليهم، وابني كان يرفض الذهاب، ويختبئ منهم في منازل الجيران"، مضيفة "وبعد أن زادوا الضغط عليه هرب منهم واختبأ في المخيمات، وهناك اختطفوه وأرغموه على الانضمام إلى صفوفهم".
ولفتت إلى أنها لا تعلم شيئاً الآن عن ابنها منذ نحو 6 أشهر، معبرة عن خشيتها من احتمال قيام مقاتلي "الكردستاني" بخطف ابنتها أيضاً.
وتابعت "بهذه الطريقة يخطفون أبناءنا وبناتنا ويزجون بهم للقتال ضد تركيا، ويتسببون بمقتلهم"، مبينة أنّ "مسلحي العمال الكردستاني قاموا بخداع الأكراد الإيزيديين، فهم لم يأتوا إلى سنجار من أجلنا، بل جاؤوا ليسلبونا أرضنا وأطفالنا ومنازلنا ومراعينا".
ودعت إلى ممارسة ضغوط على "العمال الكردستاني" لإقناعه بإعادة الأطفال الإيزيديين إلى عائلاتهم، مطالبة الإيزيديين بحماية أطفالهم من الاختطاف والتجنيد للقتال مع "الكردستاني".
ولفتت إلى تعرضها إلى الاعتداء بسبب مشاركتها في تظاهرة رافضة لوجود "العمال الكردستاني" في سنجار، موضحة أنّ مقاتلي الحزب قالوا لها "ابنك لدينا، فكيف تشاركين في تظاهرة ضدنا".
وسبق أن نظم إيزيديون في سنجار، وقفات احتجاجية متكررة رافضة لاستمرار وجود مقاتلي "العمال الكردستاني" في المدينة، وتعرض مشاركون في هذه الوقفات لعمليات تضييق واعتقال من قبل عناصر "الكردستاني".
منظمة ارهابية من قبل المجتمع الدولي
— Hamsah 🇮🇶 (@hamsafaiq1) August 3, 2020
ماذا تفعل في جبل سنجار#PKK pic.twitter.com/pAsFp2zyIE
وقال مسؤول محلي سابق في سنجار، لـ "العربي الجديد"، اشترط عدم ذكر اسمه، إنّ "العمال الكردستاني" الذي يتواجد في قرى محيطة بمدينة سنجار لديه ذراع مسلح داخل المدينة يتمثل بمليشيا "وحدات حماية سنجار" التي تتولى مهمة تهديد وأحياناً اعتقال معارضي الحزب، مبيناً أنّ القمع الذي تمارسه المليشيا "لا يزال مقلقاً للسكان، وتسبب بهروب كثير منهم إلى إقليم كردستان".
والشهر الماضي، اتهم قائممقام مدينة سنجار محما خليل، حزب "العمال الكردستاني"، بإدارة سجون سرية في المدينة التي ينشط فيها منذ سنوات، مشيراً إلى أنّ السلطات تلقت أخيراً مئات البلاغات من قبل الأهالي بشأن وجود سجون سرية مرعبة تدار من قبل عناصره، مؤكداً، وجود حالات خطف لرجال ونساء من المكون الإيزيدي تمت على يد مقاتلي الحزب.
وسيطر مسلحو "العمال الكردستاني" الذي تصنفه أنقرة على قائمة التنظيمات الإرهابية على سنجار بعد انسحاب تنظيم "داعش" الإرهابي منها عام 2015، وفرضوا حكماً ذاتياً فيها، قبل أن تتحول إلى معقل رئيسي للحزب حال دون عودة أهلها إليها.
وعام 2018 انسحب عناصر "العمال الكردستاني"، من داخل المدينة إلى مناطق جبل سنجار وقرى محيطة بها على خلفية خلاف مع الجيش العراقي، إلا أنّ جماعة مسلحة موالية للحزب تدعى "وحدات حماية سنجار" بقيت تسيطر على المدينة.