شكراً للجنرال!

27 فبراير 2016
لا حدود للقطيعة بين السلطة الفلسطينية والمشهد الثوري(نضال آشتية/الأناضول)
+ الخط -
لا حدود للقطيعة بين السلطة الفلسطينية في رام الله وبين المشهد الفلسطيني الثوري، وإن كانت السلطة تحتل حيزاً كبيراً يشوّه المشهد الثوري لشعب يرزح تحت الاحتلال ويسعى للتحرر من نيره ومن قيوده.
وقد جاءت رسالة وزير المالية الفلسطيني، شكري بشارة، لنظيره الإسرائيلي، موشيه كاحلون، مختومة برجاء نقل تحياته للجنرال يوآف مردخاي، منسق أعمال الاحتلال ونشاطاته (وهي ليست مدنية بقدر ما هي نشاطات قمع وقتل وحصار وإغلاق) على مساهمة الأخير في إنجاح اللقاء بين الوزير الفلسطيني ونظيره الإسرائيلي، لتؤكد مرة أخرى حجم هذه القطيعة وحجم الفجوة بين سلطة جاءت تتوج مسيرة تحرر لتتحول إلى أداة طيعة تقبل إملاءات الاحتلال، وتشكره على تسليمها مستحقاتها التي تأخذها (كضريبة) من تعب وعرق أبناء شعبها الذين يعملون داخل إسرائيل.

تفضح الرسالة الفلسطينية الموجهة للوزير الإسرائيلي ما يشي بوجود تفاهم بين السلطة الفلسطينية، وبين حكومة الاحتلال على تفضيل مسار التعاون والسلام الاقتصادي، لبناء "ثقة بين الجانبين"، يتم تكريسه على أرض الواقع، على الخيارات الأخرى والتي يفترض فيها أن تعبر عن الحالة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وطموحات هذا الشعب بالعمل بحرية وكرامة في وطنه المحرر، وألا تقايض سلطته الوطنية حقه في العمل بمواقف سياسية يبتزها الاحتلال.
لكن أكثر ما تعكسه الرسالة هو مدى ضعف ووهن السلطة الفلسطينية في رام الله، وتعلقها واعتمادها على ما يجود به الاحتلال. فإذا كان الوزير في السلطة يأمل بأن تصل تحياته الخالصة لجنرال الاحتلال، فكيف بمقدوره بعد ذلك أن يتحدث عن المواجهة والصمود؟

قبل يومين رفض الرئيس الإسرائيلي، رؤفين ريفلين، استقبال النائب الفلسطيني جمال زحالقة في ديوانه لأنه التقى ونائبا التجمع الآخرين: حنين زعبي وباسل غطاس، مع أهالي شهداء الهبّة من القدس المحتلة. وعلل ريفلين رفضه هذا بأنه لا يريد الإساءة لمشاعر الجمهور الإسرائيلي التي تم تأليبها ضد نواب التجمع، فهل نتمنى على الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن يقيل وزيراً عنده يبحث عن قنوات لإيصال تحياته الخالصة لجنرال الاحتلال المسؤول عن الهدم والاقتلاع، والقتل والاعتقال والإغلاق والحصار إكراماً واحتراماً لمشاعر ذوي الشهداء الذين قتلهم جيش الجنرال مردخاي؟