تشهد مناطق شرق سورية تحركات وتنقلات للقوات العسكرية المنتشرة هناك، وسط تنافس بينها للاستحواذ على مناطق إضافية، ووسط توقعات بفتح بعض الجبهات، خاصة عين عيسى بريف الرقة الشمالي، فيما تعثر مسير دورية روسية- تركية بسبب اعتراضها من الأهالي في ريف مدينة عين العرب الغربي.
وقالت مصادر مطلعة في المنطقة، لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، إنّ دورية روسية– تركية مؤلفة من ثماني عربات عسكرية، انطلقت من قرية آشمة في ريف مدينة عين العرب (كوباني) الغربي، وسط تحليق للطيران الروسي في أجواء المنطقة، إلا أنّ سكاناً في قريتي جارقلي فوقاني بيندر، اعترضوا طريقها ورشقوها بالحجارة، لتعود أدراجها إلى نقطة الانطلاق في قرية آشمة، حيث دخلت العربات العسكرية التابعة للجانب التركي من البوابة القريبة من قرية آشمة، فيما عادت العربات العسكرية الروسية إلى مركزها في منطقة الإذاعة غرب عين العرب.
وكانت القوات الأميركية قد اعترضت بدورها، أمس الأربعاء، دورية للشرطة العسكرية الروسية في محيط مدينة المالكية شمال شرق الحسكة، حيث كانت الأخيرة متوجهة نحو معبر سيمالكا عند الحدود السورية– العراقية، لتتمركز عدة مدرعات أميركية على طريق المعبر وتقطع الطريق أمام الدورية الروسية.
وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ دورية عسكرية أميركية تمركزت، صباح اليوم الخميس، عند قرية وانك الواقعة على مدخل مدينة المالكية، بغية اعتراض أية دورية روسية تحاول دخول المالكية، فيما كثفت القوات الروسية، خلال ساعات مساء أمس الأربعاء، دورياتها ضمن ريف المالكية، وجابت قرى واقعة عند الحدود السورية– التركية، وصولاً إلى قريتي كاسان وقسر ديب، قبل أن تتجه، صباح اليوم الخميس، إلى قريتي سويديك وشكر خاج جنوبي المالكية.
في غضون ذلك، تشهد مناطق شرق الفرات عموماً تحركات متسارعة لمختلف القوات، دون تبين مغزى هذه التحركات على وجه التحديد.
ومساء أمس الأربعاء، انسحبت قوات النظام السوري برفقة عشرات الآليات العسكرية من بلدة عين عيسى بريف مدينة الرقة، متوجهة إلى غرب المدينة.
ورصد ناشطون خروج رتل يضم قرابة 15 حافلة على متنها ما يقارب 500 عنصر للنظام السوري، وعدة آليات من معبر الهورة جنوب مدينة الطبقة إلى مناطق سيطرة النظام، قادما من عين عيسى ومحيطها شمال الرقة. وأشار الناشطون إلى توجه رتل للقوات الروسية قادم من مدينة الطبقة غربي الرقة، إلى مناطق سيطرة النظام السوري، من معبر الهورة بريف الرقة الغربي.
وكانت قوات النظام السوري قد استقدمت، أمس الأربعاء، تعزيزات عسكرية جديدة إلى بلدة عين عيسى، ومناطق التماس مع فصائل "الجيش الوطني" المعارض والجيش التركي.
وقالت مصادر ميدانية، لـ"العربي الجديد"، إنّ رتلاً لقوات النظام مؤلفاً من 25 عربة عسكرية، برفقة قوات روسية، وصل إلى اللواء 93، وبلدة عين عيسى، وأماكن أخرى شمال الرقة.
لم تستبعد المصادر احتمال أن تعمد تركيا والفصائل إلى فتج جبهات عين عيسى وتل تمر وريف عين العرب، بهدف محاصرة عين العرب، دون دخولها
وبحسب المصادر، فإنّ التعزيزات شملت راجمات صواريخ بعيدة المدى ومدفعية ميدانية، ودبابات وناقلات جند لقوات النظام وعناصر تتبع لمليشيا "القاطرجي" المكلفة بحماية حقول النفط والتابعة للنظام السوري.
وقصف الجيش التركي، ليلة أمس الأربعاء، قريتي قزعلي والعايد بريف الرقة، بالقنابل الضوئية لكشف عمليات تسلل لقوات "قسد" بمحاور الجبهات، بالترافق مع قصف مدفعي متبادل في القرى الشمالية لمدينة عين عيسى.
وكان الجيشان التركي و"الوطني" سيطرا، قبل يومين، على قرية النايف غرب مدينة تل أبيض، مع ورود أنباء عن تجهيزات من قبل الجيش التركي لعمل عسكري باتجاه مدينة عين عيسى.
ورأت مصادر محلية، في حديث مع "العربي الجديد"، أنّ قوات النظام قامت بإعادة انتشار ترقباً للنتائج العملية لقمة ضامني أستانة التي عقدت، أمس الأربعاء، عبر الفيديو بين قادة تركيا وروسيا وإيران.
ولم تستبعد المصادر احتمال أن تعمد تركيا والفصائل إلى فتج جبهات عين عيسى وتل تمر وريف عين العرب، بهدف محاصرة عين العرب، دون الدخول إليها، بسبب رمزيتها في مقاومة تنظيم "داعش" الإرهابي، خاصة أنّ استعادتها من "داعش" تمت على يد قوات "البشمركة" وليس "قسد" وحدها، وبتسهيلات تركية حينها بالسماح لأول مرة لقوة عسكرية كردية بالعبور داخل أراضيها قانونياً وعلناً.
من جهة أخرى، وصلت عشرات الشاحنات المحملة بمعدات عسكرية ولوجستية، أمس الأربعاء، إلى قاعدة "قسرك" شرق تل تمر بريف الحسكة التابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن.
وقدمت القافلة المؤلفة من 17 شاحنة كبيرة من قاعدة للتحالف الدولي في الشدادي، شرقي البلاد، برفقة 6 عربات عسكرية أميركية.
وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ القوات الأميركية أنشأت مطاراً جديداً في منطقة اليعربية بريف الحسكة الشرقي، وذلك في إطار السباق المحموم بينها وبين روسيا لتعزيز وجودهما العسكري في شمال شرق سورية.
وبحسب المصادر، فإنّ القوات الأميركية أنشأت المطار في المنطقة الواقعة بين قرية أم كهيف وصوامع حبوب "تل علو" على بعد 8 كيلومترات جنوباً بريف مدينة اليعربية، مشيرة إلى أنها استقدمت معدات عسكرية ولوجستية إلى المطار، كما رفعت سواتر ترابية وبنت ثكنات عسكرية، إضافة إلى تعبيد الطريق المؤدي للمطار.
وفي السياق، استقدمت القوات الأميركية تعزيزات عسكرية لقاعدة التحالف الدولي في تل بيدر بريف الحسكة، ضمت 10 شاحنات وآليات حملت معدات عسكرية ولوجستية.