شجرة ميلاد بكل اللغات في إسبانيا

06 يناير 2016
مضى عيد الميلاد لكن شجرة اللغات بقيت(العربي الجديد)
+ الخط -
تحتفل المدارس في إسبانيا بعيد الميلاد عن طريق الاحتفاء بكل الطلاب الغرباء الذين يتعلمون في نفس المدرسة، للتقليل من شعورهم بالغربة ولمساعدتهم على الاندماج بالمجتمع الجديد والغريب عليهم.

وتستغل مناسبة عيد الميلاد بما تحمله من بهجة، لجعل القادمين يتشاركون هذه الفرحة مع طلاب المدارس الإسبانيين، ولعل أجمل الأفكار كانت تلك التي طرحتها إحدى مدارس تعليم الإسبانية في مدريد، إذ يصمم الطلاب شجرة للميلاد ويعلقون عليها بطاقات بكل اللغات.

يكتب الطلاب كل بلغته الأصلية على البطاقة، ويزينها ويعلقها على شجرة الميلاد، والتي ستعلق على باب المدرسة، لتعزيز احترام اللغات الأخرى، واحترام الاختلاف، وتشجيع الطلاب على تعلم الإسبانية.

وتقوم المدرسات بمشاركة الطلاب، كل هذا ضمن طقس احتفالي يجلب فيه كل طالب نوعاً من الطعام، كالحلويات التقليدية في بلده مثلاً، بينما تقدم المدرسة الحلويات والأكلات التي تقدم في إسبانيا في العيد.

وفي مدرسة escuela de idiomas في منطقة الكوبندس التابعة لمدريد، وهي المدرسة الرسمية لتعليم اللغة الإسبانية، يحتفل الطلاب المنحدرون من جنسيات عدة بعيد ميلاد السيد المسيح رفقة الطاقم التدريسي، حيث يقيمون يوماً خاصاً يحضر فيه الطلاب ومعهم أكلاتهم وموسيقاهم الشعبية وبطاقات المعايدة المكتوبة بلغتهم الأصلية، وتعلق هذه البطاقات على شجرة المدرسة، محتفين بها وبهويتهم الأصلية وإرثهم الثقافي والمعرفي، ثم يتناوبون على وضع موسيقى بلادهم ليتعرف عليها الآخرون.

وحضرت الموسيقى واللغة العربية كثيراً في هذا اليوم، وذلك من خلال لاجئين سوريين وعراقيين عصفت الحرب ببلادهم ونثرتهم على بقاع الأرض، لكنهم حملوها معهم مثلما حملوا ملامحهم.

وتركت الموسيقى العربية دهشة ومتعة مميزة لدى كل من سمعها، مثلما ترك جمال الحروف العربية دهشته، فطلب بقية الطلاب والمدرسين من الطلاب العرب كتابة أسمائهم بالعربية والاحتفاظ بها كلوحات عالية الجمال.

مضى عيد الميلاد.. لكن شجرة اللغات بقيت واقفة على باب المدرسة بانتظار السنة القادمة.. وطلاب آخرين بلغات أخرى.


اقرأ أيضاً: بريطاني يطرح تسجيلات تعالج صعوبة النوم

دلالات
المساهمون