شاب تركي يقفز من برج غلاطة على ارتفاع 36 متراً

10 نوفمبر 2017
شلبي قفز من هذا المكان قبل 385 عاماً (فيسبوك)
+ الخط -

قفز يوم الخميس، جنكيز قوتشاك (44 عاماً)، من برج غلاطة التاريخي في مدينة إسطنبول، في تجربة أعادت طيران، هزارفن شلبي، قبل 385 عاماً، إلى الأذهان.

وعلى الرغم من اختلاف القفزتين، شلبي بأجنحة وقوتشاك بمظلة، إلا أن الأتراك اعتبروا مخاطرة اليوم، وقفز الشاب التركي من على ارتفاع 36 متراً، إنجازاً ذكرهم بالأول.

وقال قوتشاك، خلال تصريحات صحافية، بعد قفزته اليوم "أنا مولع بالمغامرات الرياضية منذ كنت في السابعة من عمري، وبدأت برياضة القفز منذ عام 1991 بشكل فعلي"، مضيفاً أنه منذ 26 عاماً وهو يقفز من الأماكن الشاهقة ومن الطائرات.

وفي حين أكد قوتشاك أنه سيعيد الكرّة في مايو/ أيار المقبل، عبّر عن سعادته بالقفز من البرج بعد 385 عاماً من قفزة العالم العثماني، هزارفن أحمد شلبي، حين قفز من البرج في الجانب الأوروبي من إسطنبول، وحلّق عبر أجنحة اصطناعية ركبها على ساعديه، إلى منطقة أوسكودار في الجانب الآسيوي من المدينة عام 1632.

وجرب هزارفن شلبي، والذي عاش في القرن السابع عشر، أول محاولة للطيران، وذلك من خلال الأجنحة الاصطناعية التي فصّلها وركّبها بنفسه، مستمداً الفكرة من إسماعيل جوهري الذي عاش في القرن العاشر للميلاد، إذ ينسب إلى شلبي أنه عمل على تحليل وتدقيق النتائج التي وصل إليها جوهري، وكذلك عمل على فحص متانة الأجنحة في منطقة أوك ميداني في إسطنبول، قبيل تجربة الطيران.

ركّب شلبي عام 1632، في يوم ذي رياح جنوبية غربية، الأجنحة الاصطناعية، وتمكن من الطيران من برج غلطة إلى أسكودار في قسم إسطنبول الآسيوي، قاطعاً مسافة 3358 متراً، ليكون بذلك واحداً من أبرز الشخصيات التركية التي حاولت الطيران.

ولشلبي حصة وفيرة في لوحات المعلومات التي تحكي تاريخ البرج وأدواره عبر الأزمنة، فهزارفن أحمد شلبي، ولد في عام 1609، وعاش طول حياته تحت ظل الدولة العثمانية في القرن 17 في عهد السلطان مراد الرابع.

وتميّز هزارفن، أو في بعض المراجع هزفران، والذي يعني اسمه بالفارسية "من يعرف عن كل شيء أكثر من اللازم"، بشبه عزلة، إذ قام بالتّجارب العلمية المختلفة في منزله، إلى أن اجتاحته فكرة الطيران، فخرج، ربما إلى قدره، إذ تقول المصادر التاريخية إن السلطان مراد الرابع، أعجب بفكرة وتنفيذ هزارفن للطيران، فكافأه عليها بكيس من الذهب، قبل أن ينفيه إلى الجزائر، ليموت فيها عام 1640.

ويعتبر برج غلاطة من معالم إسطنبول الشهيرة، إذ ينسب بناؤه أول مرة من الخشب للإمبراطور البيزنطي "أنسطاسيوس" عام 70 للميلاد، ليكون أحد أقدم الأبراج في العالم، قبل أن يحترق ويعاد بناؤه عام 507 مرة ثانية، وثالثة عام 1832، ورابعة عام 1967، ليستقر على وضعه الحالي الممتزج بين أكثر من طراز وفن معماري، ويقتصر على الدور السياحي.

يتكون البرج المرتفع عن الأرض بنحو 70 متراً، من تسعة طوابق عرض جدرانها 3,75 أمتار، في آخر طابقين منها مطعمان يقدمان المأكولات العثمانية التقليدية، يوصل مصعدان الزوار إليهما، لتكون ضفتا إسطنبول على مرأى العين، ومضيق البوسفور والقرن الذهبي موضع رقابة وتأمل.

مرت على البرج تبدلات كثيرة، لعل أهمها تحوله في القرن الخامس عشر، بعد فتح العثمانيين للقسطنطينية، إلى سجن، قبل أن يأخذ دوره برصد الحرائق وحركة السفن. لكن الذكرى الأبرز، والتي يرددها رعاته حتى اليوم، أنه المكان الذي أوحى لهزارفن أحمد الشلبي فكرة الطيران.


المساهمون