انتشرت على موقع "تويتر" تغريدات باسم أبو ماريا القحطاني، وهو أحد أهم قيادات جبهة النصرة في سورية، سعى فيها إلى نفي ما يُنقل عن وجود تيار في جبهة النصرة يدعو إلى الانشقاق عن تنظيم القاعدة. لكن كلام القحطاني يكاد يؤكّد هذا الأمر في إطار النفي، أو يعمل على استجلاب العروض في إطار نفي ما يُشاع.
ينفي القحطاني وجود دعم من أي دولة لجبهة النصرة، وفي الوقت عينه يؤكّد أن هذا الدعم "ليس حرام شرعاً". يقول القحطاني في تغريداته: "أنا شخصيا أقول وأدين لله، إذا تعارضت مصلحة أهل الشام مع مصلحة بقائنا بالتنظيمات اخترت الأولى". ويُشير القحطاني إلى أن "البعض يتكلم بكلام أن "النصرة،" وبالأخص أن الشيخ (أبو محمد) الجولاني يريد أن ينفصل عن "القاعدة" بتدخل خليجي وهذا يتداوله البعض، وكذلك سبق وتكلم "الدواعش" أن "النصرة" لها علاقة بقطر". ويُضيف القحطاني: "قبل أن أبدأ لقد عرفت جبهة النصرة، ومن أول يوم تأسست ولليوم لم يكن لها دعم حكومي من دولة أو حزب، ولكن تقبل الدعم من عوام المسلمين كافة". والأهم في كلام القحطاني ما يقوله عن أن "الشرع لا يحرم أن يأخذ المجاهدون الدعم من حكومة؛ ما إذا توافقت المصالح وليس فيه إملاءات من قبل تلك الحكومات على المجاهدين، مع أن الجبهة لهذا اليوم لم يصلها دعم من هذا النوع، كما أننا لا ننكر على من يصله الدعم والمساعدة دون أن تفرض عليه الجهة الداعمة أمورا مخالفة للشرع الحنيف، بل إن هناك بعض من الفصائل تتلقى دعما خارجيا، ولكن لن نتكلم ما دام ذلك الدعم لا يؤثر على دينهم وجهادهم؛ فهي أمور شرعا تعتبر من باب المعاملات".
إقرأ أيضاً: "أحرار الشام" الهدف المقبل لـ "النصرة"؟
وفي الجزء الثاني من تغريداته، يظهر أبو ماريا، وكأنه يستجلب عروضاً من الآخرين. فهو يسأل: "لو أن النصرة حلت بيعتها، هل ستقوم الدول بتسليح المجاهدين، وهل نسيتم أن أميركا قبل أن تعلن النصرة بيعتها للقاعدة قامت بوضع اسمين من قيادات الجبهة في سورية على قائمة العقوبات، حينها لم تكن النصرة أعلنت تبعيتها لأحد؟". ومن أسئلته أيضاً: "إن أعلنت جبهة النصرة انفصالها عن القاعدة، هل ستقوم الدول العربية بدعم المجاهدين وقصف مواقع بشار (الأسد)؟".
الأهم ما يرد في الجزء الأخير من التغريدات، وهو يوحي مباشرة باستعداد "النصرة" لأي خطوة إذا ما اقتنعت أنها في خير بلاد الشام". يقول القحطاني: "ورغم كل هذا فإن جبهة النصرة لم تجد المشروع المنقذ للشام حتى تقوم، وتقدم مصلحة تحرير الشام على انتسابها للقاعدة، ولقد بين الدكتور أيمن الظواهري برسائله مسبقا أن القاعدة لن تقف بمصير الشام. ومن يعتقد أن تنظيم القاعدة سيرفض المشروع السني، من أجل الارتباط فهو مخطئ؛ والدليل على ذلك مذكرة أزواد فهي تتكلم عن واقع مشابه، كذلك راجعوا توجيهات التنظيم بالتعامل مع الحكومات التي ما بعد الثورات، حتى انتقد تلك التوجيهات الدواعش والغلاة، وفي النهاية نحن مع أي مشروع سني حقيقي، وقد قالها شيخنا أسامة بن لادن رحمه الله: إن مصلحة الدولة المسلمة مقدمة على مصلحة الجماعة".
إذاً، جاء كلام القحطاني ليزيد من الالتباس حول علاقة جبهة النصرة بتنظيم القاعدة، وإمكانية الانشقاق عنه. وقد بدأ الحديث عن هذا الأمر منذ أسابيع، إذ أشارت أوساط أمنية ذات ارتباطات عربيّة إلى أن أحد الخيارات الموجودة على طاولة بعض العواصم الفاعلة في ملف استيعاب التيارات الإسلاميّة السلفية وغير السلفية (الإخوان المسلمين) ضمن "قاعدة جديدة"، وهي العمل على المستوى الوطني وليس الدولي. بمعنى تراجع هذه التيارات عن السعي للعمل خارج إطار بلدانها، والقبول بالضوابط التي توضع لها، في مقابل السماح لها في العمل السياسي، كذلك العمل العسكري في بعض البلدان (سورية نموذجاً). ويسترشد أصحاب هذه الوجهة، بالنموذج الأفغاني، والاعتراف التدريجي بحركة طالبان كلاعب أساسي في هذا البلد. وتهدف هذه الخطوة إلى استيعاب الجزء الأكبر من هذه الحركات، ومراقبتها عن قرب، بدل خوض مواجهة مفتوحة معها، لا يبدو أن هناك أفقاً لها.
تضع هذه المصادر محاولات فصل "النصرة" عن "القاعدة" في سياق تحضير "محور إسلامي سني" لمواجهة إيران. وهنا من المهم الالتفات إلى إشارة القحطاني للكلام عن "مشروع سني".
وكانت وكالة رويترز" قد نقلت عن "مصادر جهادية أن الجولاني اقترح على مجلس شورى الجماعة أن تندمج الجبهة مع جيش المجاهدين والأنصار، وهو جماعة جهادية أصغر تتألف من مقاتلين محليين وأجانب تحت قيادة قائد شيشاني، وتأجل الإعلان بسبب اعتراضات بعض قادة جبهة النصرة الذين يرفضون فكرة الانفصال عن القاعدة. غير أن البعض يرى أن من المستبعد أن يوقف ذلك الجولاني عن المضي في خطته".
وتُشير مصادر "العربي الجديد" إلى أن البحث الأساسي في جبهة النصرة هو كيفية تجنّب ضربات التحالف الدولي. وبحسب هذه المصادر، فإن القيادات السورية في "النصرة" تعتبر أنها تدفع ثمن أخطاء "داعش"، الذي تشكل التحالف الدولي لضربه. وفي الوقت عينه، هي تدفع ثمن مواجهة "داعش".
لكن أمام هذا الطرح سلسلة من العقبات أبرزها:
1 ــ ما هو حجم الانشقاق الذي ستتعرض له "النصرة" في حال قيامها بهذه الخطوة؟ السؤال ليس عمّا إذا ما كان سيحصل انشقاق، فهذا أمر مفروغ منه، خصوصاً لدى عدد من القيادات غير السورية. السؤال الأساسي هو حجم هذا الانشقاق، وعما إذا كانت الجبهة تستطيع استيعابه. ولقيادة "النصرة" خبرة بالتعامل مع هذه الانشقاقات، فهي واجهت أمراً مشابهاً عندما رفض أبو محمد الجولاني مبايعة أبي بكر البغدادي.
2 ــ ما هو الثمن الذي ستدفعه "النصرة"؟ هل سيكون مطلوباً منها قيادة الحملة العسكرية البرية ضد "داعش"؟
3 ــ هذا الأمر يحتاج لغطاء من دول إقليمية، فهل هناك دول مستعدة لتحمّل مسؤوليّة تأمين هذا الغطاء، مع كل ما يحمله من مخاطر، خصوصاً أن السلفية الجهادية أثبتت مراراً أنها تضرب اليد التي تساعدها.
4 ــ قامت "النصرة" بتوجيه ضربة قاسية لحركة "حزم"؛ وهي من أبرز الحركات المعارضة التي تحظى بدعم أميركي، وقد اعتبرت الخارجية الأميركيّة أن هذا الأمر سيؤثر بدعم المعارضة المعتدلة. فهل هذه المعارك، جزء من الصراع داخل "النصرة" وضرب لأي نقاش مع أجهزة استخبارات غربية، أو أنه إفراغ للساحة من "المعارضة المعتدلة" ليصبح التعويل على "النصرة" واستيعابها ضمن "المعارضة المعتدلة" أمراً أسهل؟
إقرأ أيضاً: مخطوفو عدرا العمالية: لا مبالاة رسمية وتعتيم إعلامي
ينفي القحطاني وجود دعم من أي دولة لجبهة النصرة، وفي الوقت عينه يؤكّد أن هذا الدعم "ليس حرام شرعاً". يقول القحطاني في تغريداته: "أنا شخصيا أقول وأدين لله، إذا تعارضت مصلحة أهل الشام مع مصلحة بقائنا بالتنظيمات اخترت الأولى". ويُشير القحطاني إلى أن "البعض يتكلم بكلام أن "النصرة،" وبالأخص أن الشيخ (أبو محمد) الجولاني يريد أن ينفصل عن "القاعدة" بتدخل خليجي وهذا يتداوله البعض، وكذلك سبق وتكلم "الدواعش" أن "النصرة" لها علاقة بقطر". ويُضيف القحطاني: "قبل أن أبدأ لقد عرفت جبهة النصرة، ومن أول يوم تأسست ولليوم لم يكن لها دعم حكومي من دولة أو حزب، ولكن تقبل الدعم من عوام المسلمين كافة". والأهم في كلام القحطاني ما يقوله عن أن "الشرع لا يحرم أن يأخذ المجاهدون الدعم من حكومة؛ ما إذا توافقت المصالح وليس فيه إملاءات من قبل تلك الحكومات على المجاهدين، مع أن الجبهة لهذا اليوم لم يصلها دعم من هذا النوع، كما أننا لا ننكر على من يصله الدعم والمساعدة دون أن تفرض عليه الجهة الداعمة أمورا مخالفة للشرع الحنيف، بل إن هناك بعض من الفصائل تتلقى دعما خارجيا، ولكن لن نتكلم ما دام ذلك الدعم لا يؤثر على دينهم وجهادهم؛ فهي أمور شرعا تعتبر من باب المعاملات".
إقرأ أيضاً: "أحرار الشام" الهدف المقبل لـ "النصرة"؟
وفي الجزء الثاني من تغريداته، يظهر أبو ماريا، وكأنه يستجلب عروضاً من الآخرين. فهو يسأل: "لو أن النصرة حلت بيعتها، هل ستقوم الدول بتسليح المجاهدين، وهل نسيتم أن أميركا قبل أن تعلن النصرة بيعتها للقاعدة قامت بوضع اسمين من قيادات الجبهة في سورية على قائمة العقوبات، حينها لم تكن النصرة أعلنت تبعيتها لأحد؟". ومن أسئلته أيضاً: "إن أعلنت جبهة النصرة انفصالها عن القاعدة، هل ستقوم الدول العربية بدعم المجاهدين وقصف مواقع بشار (الأسد)؟".
الأهم ما يرد في الجزء الأخير من التغريدات، وهو يوحي مباشرة باستعداد "النصرة" لأي خطوة إذا ما اقتنعت أنها في خير بلاد الشام". يقول القحطاني: "ورغم كل هذا فإن جبهة النصرة لم تجد المشروع المنقذ للشام حتى تقوم، وتقدم مصلحة تحرير الشام على انتسابها للقاعدة، ولقد بين الدكتور أيمن الظواهري برسائله مسبقا أن القاعدة لن تقف بمصير الشام. ومن يعتقد أن تنظيم القاعدة سيرفض المشروع السني، من أجل الارتباط فهو مخطئ؛ والدليل على ذلك مذكرة أزواد فهي تتكلم عن واقع مشابه، كذلك راجعوا توجيهات التنظيم بالتعامل مع الحكومات التي ما بعد الثورات، حتى انتقد تلك التوجيهات الدواعش والغلاة، وفي النهاية نحن مع أي مشروع سني حقيقي، وقد قالها شيخنا أسامة بن لادن رحمه الله: إن مصلحة الدولة المسلمة مقدمة على مصلحة الجماعة".
إذاً، جاء كلام القحطاني ليزيد من الالتباس حول علاقة جبهة النصرة بتنظيم القاعدة، وإمكانية الانشقاق عنه. وقد بدأ الحديث عن هذا الأمر منذ أسابيع، إذ أشارت أوساط أمنية ذات ارتباطات عربيّة إلى أن أحد الخيارات الموجودة على طاولة بعض العواصم الفاعلة في ملف استيعاب التيارات الإسلاميّة السلفية وغير السلفية (الإخوان المسلمين) ضمن "قاعدة جديدة"، وهي العمل على المستوى الوطني وليس الدولي. بمعنى تراجع هذه التيارات عن السعي للعمل خارج إطار بلدانها، والقبول بالضوابط التي توضع لها، في مقابل السماح لها في العمل السياسي، كذلك العمل العسكري في بعض البلدان (سورية نموذجاً). ويسترشد أصحاب هذه الوجهة، بالنموذج الأفغاني، والاعتراف التدريجي بحركة طالبان كلاعب أساسي في هذا البلد. وتهدف هذه الخطوة إلى استيعاب الجزء الأكبر من هذه الحركات، ومراقبتها عن قرب، بدل خوض مواجهة مفتوحة معها، لا يبدو أن هناك أفقاً لها.
تضع هذه المصادر محاولات فصل "النصرة" عن "القاعدة" في سياق تحضير "محور إسلامي سني" لمواجهة إيران. وهنا من المهم الالتفات إلى إشارة القحطاني للكلام عن "مشروع سني".
وكانت وكالة رويترز" قد نقلت عن "مصادر جهادية أن الجولاني اقترح على مجلس شورى الجماعة أن تندمج الجبهة مع جيش المجاهدين والأنصار، وهو جماعة جهادية أصغر تتألف من مقاتلين محليين وأجانب تحت قيادة قائد شيشاني، وتأجل الإعلان بسبب اعتراضات بعض قادة جبهة النصرة الذين يرفضون فكرة الانفصال عن القاعدة. غير أن البعض يرى أن من المستبعد أن يوقف ذلك الجولاني عن المضي في خطته".
وتُشير مصادر "العربي الجديد" إلى أن البحث الأساسي في جبهة النصرة هو كيفية تجنّب ضربات التحالف الدولي. وبحسب هذه المصادر، فإن القيادات السورية في "النصرة" تعتبر أنها تدفع ثمن أخطاء "داعش"، الذي تشكل التحالف الدولي لضربه. وفي الوقت عينه، هي تدفع ثمن مواجهة "داعش".
لكن أمام هذا الطرح سلسلة من العقبات أبرزها:
1 ــ ما هو حجم الانشقاق الذي ستتعرض له "النصرة" في حال قيامها بهذه الخطوة؟ السؤال ليس عمّا إذا ما كان سيحصل انشقاق، فهذا أمر مفروغ منه، خصوصاً لدى عدد من القيادات غير السورية. السؤال الأساسي هو حجم هذا الانشقاق، وعما إذا كانت الجبهة تستطيع استيعابه. ولقيادة "النصرة" خبرة بالتعامل مع هذه الانشقاقات، فهي واجهت أمراً مشابهاً عندما رفض أبو محمد الجولاني مبايعة أبي بكر البغدادي.
2 ــ ما هو الثمن الذي ستدفعه "النصرة"؟ هل سيكون مطلوباً منها قيادة الحملة العسكرية البرية ضد "داعش"؟
3 ــ هذا الأمر يحتاج لغطاء من دول إقليمية، فهل هناك دول مستعدة لتحمّل مسؤوليّة تأمين هذا الغطاء، مع كل ما يحمله من مخاطر، خصوصاً أن السلفية الجهادية أثبتت مراراً أنها تضرب اليد التي تساعدها.
4 ــ قامت "النصرة" بتوجيه ضربة قاسية لحركة "حزم"؛ وهي من أبرز الحركات المعارضة التي تحظى بدعم أميركي، وقد اعتبرت الخارجية الأميركيّة أن هذا الأمر سيؤثر بدعم المعارضة المعتدلة. فهل هذه المعارك، جزء من الصراع داخل "النصرة" وضرب لأي نقاش مع أجهزة استخبارات غربية، أو أنه إفراغ للساحة من "المعارضة المعتدلة" ليصبح التعويل على "النصرة" واستيعابها ضمن "المعارضة المعتدلة" أمراً أسهل؟
إقرأ أيضاً: مخطوفو عدرا العمالية: لا مبالاة رسمية وتعتيم إعلامي