وزير جزائري سابق يردّ على هجوم مجلة "الجيش": تهديداتكم لا تخيفني

09 سبتمبر 2017
وصفت المجلة الوزير وشخصيات أخرى بـ"الأقلام المأجورة"(فاروق باطيش/فرانس برس)
+ الخط -
رد رئيس "حزب التجديد الجزائري" سابقاً ووزير التجارة السابق، نورالدين بوكروح، على ما وصفها "تهديدات وتخويف من الجيش"، بعدما نشرت مجلة "الجيش"، الناطقة باسم الجيش الجزائري، افتتاحية هاجمت فيها بحدة بوكروح وشخصيات سياسية وإعلامية عدة، على خلفية مطالبتهم بتدخل الجيش في الوضع الراهن في البلاد، ووصفتهم بـ"الأقلام المأجورة".

واتهم بوكروح مجلة "الجيش" بالقذف، وكتب في رده: "مجلة الجيش وجهت لي شتائم وصفتني بالمرتزق الذي باع روحه للشيطان، الذي وضع قلمه في خدمة مصالح انتقامية. جملة بالية من لغة خشب تعود إلى القرون الوسطى... هذا الكلام ليس عسكرياً البتة".

وأضاف "لا توجد وزارة دفاع واحدة في العالم قامت بكتابة مقال افتتاحي يحمل تهديدات تكاد تكون صريحة ضد أحد المواطنين، تزامنت مع فبركة قضايا. هذه أساليب تُعرف بها عادة العصابات والمافيا، وليس دول القانون".

وتابع بوكروح "أنا لم أهاجم الجيش، ولم أقلل من احترامه، ولم أدعه إلى الانقلاب كما تزعمون، ولن أجرؤ على ارتكاب مثل هذا أبدا، ليس خوفا من تهديداتكم، لكن لقناعتي العميقة بعدم جدوى ذلك. وكوني تعرضت في الماضي إلى بعض المشاكل مع الجيش، فالسبب أنني هاجمت بعض الجنرالات الذين لطّخوه".

وأوضح "كل ما فعلته هذه المرة هو أني طلبت من المسؤولين العسكريين الحاليين والسابقين الذين قبلوا بالعهدة الرابعة، أو يستعدون للقبول بخامسة أو بسيناريو مشابه لذلك، أن يحتكموا إلى العقل قبل 2019، كي لا يرهنوا مصير البلد مرة أخرى، فالجزائريون لن يقبلوا بذلك. هذه المرة سيبلغ السيل الزبى".

يذكر أن مجلة "الجيش"، الناطقة باسم المؤسسة العسكرية في الجزائر، نشرت افتتاحية وصفت فيها كتابا وشخصيات سياسية أخرى بـ"الأقلام المأجورة التي باعت نفسها للشيطان". وجاء فيها أن "إنجازات الجيش دفعت بعض الأقلام المأجورة إلى تنصيب نفسها مدافعة عن حرية الشعب، وهي التي وصفته بالأمس القريب بكل النعوت والأوصاف".

ولم تسمّ قيادة الجيش هذه الأطراف، لكنها لمّحت بوضوح إلى توصيف يمكن منه فهم المعنيين ببيان الجيش، وكتبت "أقلام مأجورة خاضت في كل المواضيع والاختصاصات، من الشريعة إلى التاريخ، مرورا بعلم الفلك والسياسة والاقتصاد وغيرها من المعارف والعلوم، وعندما أخفقت وفشلت وتيقنت من عجز فكرها ومحدودية تأثيرها عرّجت على مؤسسة الجيش، معتقدة أنه بتلفيق التهم وتزوير الحقائق وسرد التعاريف الأكاديمية المملة والاستعانة بالكنايات والاستعارات والسجع والطباق، سيفرش أمامها البساط الأحمر وسيصطف الشعب يهلل ويصفق وسيصنفها في خانة الأبطال والصالحين".

وأضافت افتتاحية مجلة "الجيش" أن "المواطن الجزائري ليس بذلك البليد أو المعاق لا يحتاج إلى وصي تلجمه المناصب والمسؤوليات، ولما يعزل يبيع نفسه للشيطان ويؤجر قلمه لكل آثم حقود".

ونشرت "الجيش" هذه الافتتاحية رداً على مطالبات للجيش بالتدخل في الوضع السياسي الراهن، وكتبت "لكل من يطالب سرا أو جهرا أو ضمنيا بالانقلابات العسكرية، نذكر أن جيشنا سيظل جيشا جمهوريا ملتزما بالدفاع عن السيادة الوطنية وحرمة التراب الوطني، حافظا للاستقلال، جيشا لا يحيد أبدا عن القيام بمهامه الدستورية مهما كانت الظروف والأحوال".

وقبل أسبوعين، نشر بوكروح رسالة مطولة طالب فيها الجيش بالتحرك لإنقاذ البلاد، واتهم العسكريين السابقين بالجبن قائلاً "أنتم الجبناء، أيها السادة، لا تفروا من هذا البلد الذي أمدكم بأكثر مما أعطيتموه. كونوا شجعانا واخرجوا إلى العلن وقولوا كلمتكم، وإذا لزم الحال، من أجل الجيش الذي صنعتموه، كي لا يكون بعدها وسيلة قمع الشعب بأمر من مستبد أو جهة، أو حتى بأمر مباشر من المافيا والعصابات غدا؟".

ووُجهت رسالة المجلة أيضاً إلى شخصيات أخرى، مثل الكاتب الإعلامي أحميدة العياشي، ورئيس حزب "جيل جديد"، سفيان جيلالي، إذ كتب العياشي، قبل أسبوعين، مطالباً قائد أركان الجيش الجزائري بـ"إنقاذ البلد وإعادة الأمل". وحرض الجيش على "وقف من تجرؤوا على ملامسة الخط الأحمر وهم يبرهنون اليوم أن لا قوة تقف أمام أطماعهم وجنونهم في الحكم والانفراد به، وفي نهب ما تبقى من ثروات الوطن، لذا فكل صمت تجاههم يعني الموافقة على الإسراع بدفع البلاد نحو هاوية غير مسبوقة، وعندئذ يكون الوقت قد فات ولات ندم".

وطالب حزب "جيل جديد" بتدخل الجيش لحماية الديمقراطية، واعتبر حزب "جبهة القوى الاشتراكية" أن الجيش ليس طرفاً خارجياً.

المساهمون