سيارات الأجرة في الجزائر.. ابتزاز السياح واقتناص الزبائن

17 مايو 2016
العرض والطلب يحكمان العلاقة بين سيارات الأجرة والزبون (فيسبوك)
+ الخط -
بلد سياحي يزيد طول ساحله على 1200 كيلومتر (يطل على البحر المتوسط)، أراضيه شاسعة ومناظره الطبيعية خلابة. إنها الجزائر بكل تضاريسها وجبالها وشواطئها ومناطقها الأثرية، تغري السياح من كل مكان، لكن للأسف يصعب على السائح إيجاد سيارة أجرة تقلّه، وإن حصل ووجدها فالسائق يفرض عليه الوجهة أو "يبتزه" بسعر خيالي.

شكوى تلقاها "العربي الجديد" من أحد زوار مدينة القصبة العتيقة بأعالي العاصمة الجزائرية، العاصمة البيضاء، والذي قال متذمراً "كيف تحفزون السياح على القدوم وسيارات الأجرة تفرض على الزبون وجهته أو يفرغون جيوبه؟". وعندما يطلب الزبون توصيلة إلى مكان ما يفرض سائق سيارة الأجرة الوجهة بالقول "ماشي طريقي"؛ أي ليس الطريق الذي سأسلكه.

منطق سائقي سيارات الأجرة في الجزائر عكس ما هو متعارف عليه في معظم عواصم العالم، وعلى حدّ تعبير ياسين (29 عاماً) لـ"العربي الجديد" فإن سيارات الأجرة في الجزائر موجودة في كل مكان، لكنها عالية التكلفة حسب الوجهة.

سيارات الأجرة الجزائرية تجد منافسة شرسة من الحافلات ومترو الأنفاق والترامواي والقطارات الكهربائية، إلا أن سيارات الأجرة تبقى الملاذ للمتنقلين في قلب العاصمة الجزائرية، ويبقى الزبون يطارد السائقين ويحاول التفاوض معهم من أجل التوصيلة.

يشتكي كثيرون من أن سيارة الأجرة في الجزائر باتت نادرة أو غالية لأنها ليست متاحة. ويوضح سيدي علي (32 عاماً) لـ"العربي الجديد" أنها عملة نادرة في بعض المناطق والأحياء بالعاصمة الجزائرية، ما يعطي السائقين فرصة "اقتناص" الزبائن، وفرض أسعار مرتفعة عليهم، خاصة في بعض الأحياء الراقية التي يلغي فيها السائق العداد ويفرض سعراً خيالياً على الزبون من أجل التوصيلة الخاصة التي تسمى بلغة الشارع الجزائري "كورسة"، ما يدفع الزبائن للبحث عن وسيلة نقل أخرى أو الرضوخ لمنطق السائقين.


في محطة المسافرين الكبرى بمنطقة الخروبة وسط العاصمة الجزائرية كما في مطار الجزائر، وفي محطة "آغا" للسكك الحديد، مسافات طويلة يقطعها المسافرون ليجدوا أنفسهم أمام أصحاب سيارات الأجرة، والذين يقتنصون الفرص ويغرون الزبائن بالتوصيلة، إنما بسعر باهظ وحارق للجيوب، بحسب ما يقول أحد الزبائن لـ"العربي الجديد".

احتجاجات كثيرة يطلقها الزبائن ضد سائقي سيارات الأجرة، إلا أن لهؤلاء رأياً آخر. ويقول السائق عبد السميع لـ"العربي الجديد" إنهم يقومون بعرض ثمن التوصيلة مسبقاً على الزبون؛ لأن هناك وجهات من الصعب الذهاب إليها، متحججاً بارتفاع أسعار النقل نظراً لارتفاع أسعار البنزين وانخفاض سعر الدينار الجزائري، لافتاً إلى أن المنطق الذي يحكم قطاع النقل في الجزائر هو منطق الرضوخ للأمر الواقع.

وبعيداً عن كلفة سيارات الأجرة، يعتقد سيد علي، وهو شاب في مقتبل العمر، أن هذا القطاع يعطي صورة سلبية للسياحة في الجزائر، فالسائح أو الزائر إلى أي ولاية، خاصة المدن الكبرى كالعاصمة الجزائرية، يجد صعوبة في إيجاد سيارة أجرة، متسائلاً كيف يمكننا أن نفتح المجال للسياح؟ وهذا القطاع لا يزال يتعامل بمنطق ابتزاز الزبون ويفرض عليه الوجهة التي يريدها وليس العكس.
دلالات
المساهمون