استمع إلى الملخص
- استهدفت الضربات الإسرائيلية القطاع الطبي، بما في ذلك مستشفيات ومراكز طبية وجمعية الصليب الأحمر والدفاع المدني، مما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى في صفوف العاملين الصحيين.
- شدد الأبيض على أن هذه الاستهدافات تشكل جرائم حرب، داعياً المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته، والتواصل مع المنظمات الدولية لحماية العاملين الصحيين.
أعلن وزير الصحة العامة اللبناني في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض، اليوم الخميس، أنّ حصيلة الضحايا الإجمالية للعدوان الإسرائيلي على لبنان بلغت 1974 شهيداً، من بينهم 127 طفلاً و261 امرأة، و9384 جريحاً، منذ الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، لافتاً إلى أنّ إسرائيل استهدفت تسعة مستشفيات و45 مركزاً طبياً و128 مركبة إسعاف أو إطفاء. وبيّن أنّ أكثر من 40 عامل إسعاف وإطفاء قُتلوا في لبنان بنيران إسرائيلية في الأيام الثلاثة الماضية، الأمر الذي يرفع عدد عمّال الإسعاف والإنقاذ الذين قتلتهم إسرائيل منذ نحو عام إلى 97 شهيداً.
وتناول الأبيض، في مؤتمر صحافي عقده اليوم، الاعتداءات الإسرائيلية التي طاولت القطاع الطبي والمراكز الصحية والعاملين فيها، وذلك في إطار العدوان الإسرائيلي المتفاقم على لبنان أخيراً. وبيّن وزير الصحة العامة أنّ الضربات الإسرائيلية استهدفت جمعية الصليب الأحمر اللبناني، فسقط ثلاثة جرحى من طواقهما فيما تضرّرت واحدة من آلياتها. أضاف الأبيض أنّ الدفاع المدني استُهدف كذلك، فسقط أربعة شهداء و25 جريحاً من طواقمه، فيما تضرّرت تسعة مراكز صحية تابعة له وكذلك ستّ آليات من مركبات الإسعاف والإطفاء. وتابع أنّ ثلاثة مراكز طبية تابعة لجمعية عامل الدولية استُهدفت عسكرياً من قبل المقاتلات الإسرائيلية، في حين سقط 18 شهيداً و62 جريحاً من كشافة الرسالة الإسلامية، إلى جانب تضرّر 15 مركزاً طبياً تابعاً للجمعية الكشفية و57 من مركبات الإسعاف والإطفاء.
97 شهيداً من الطواقم الصحية في لبنان
وأوضح وزير الصحة العامة أنّ إجمالي عدد الشهداء من المسعفين الصحيين وعمّال الإطفاء، حتى مساء اليوم الخميس، بلغ 97 شهيداً، إلى جانب 188 جريحاً. كذلك أشار إلى أنّ من بين أفراد الطواقم الصحية الذين استشهدوا في استهدافات عسكرية، ممرّضَين اثنَين و11 عاملاً صحياً.
في سياق متصل، أفاد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس الصحافيين في جنيف، اليوم الخميس، بأنّ "في لبنان وحده قُتل 28 عاملاً في مجال الصحة في الساعات الأربع والعشرين الماضية". أضاف: "كنّا نعتزم إرسال شحنة كبيرة من المعدّات الطبية إلى لبنان غداً، لكن لسوء الحظ لم يعد بوسعنا فعل ذلك بسبب الإغلاق شبه الكامل لمطار بيروت".
وقد عدّد الأبيض المراكز الصحية والمستشفيات التي استهدفتها الغارات الإسرائيلية، وهي مستشفى ميس الجبل الحكومي، ومستشفى الشهيد صلاح غندور، ومستشفى تبنين الحكومي، ومستشفى خرّوبي (الصرفند)، ومستشفى المرتضى، ودار الأمل الجامعي، ومستشفى العاصي، ومستشفى بهمن، ومستشفى قانا الحكومي، ومستشفى الزهراء الجامعي. ولفت إلى أنّ ثلاثة شهداء سقطوا في خلال الاستهدافات التي طاولت القطاع الاستشفائي، إلى جانب 26 جريحاً.
إسرائيل تستهدف العمّال الصحيين في لبنان بحجج واهية
وشدّد وزير الصحة العامة اللبناني على أنّ تبرير الاستهدافات التي تطاول القطاع الصحي يأتي على خلفية حجج واهية. وقال إنّ الإشارة إلى "وجود أسلحة أو غير ذلك في عدد من المركبات أو المستشفيات تُعَدّ حججاً واهية وقديمة وكذباً، وقد سمعنا ذلك في قطاع غزة (في خلال الحرب الإسرائيلية عليه) والعدوّ يكرّر الأمر اليوم في لبنان". ولفت الأبيض إلى أنّ "الاستهداف لا يشمل فقط أشخاصاً عزّلاً، إنّما أشخاصا يسحبون (يسعفون) جرحى والقوانين الدولية واضحة بشأن حماية المسعفين"، فيما سأل "من أعطى إسرائيل الحقّ بأن تكون في الوقت نفسه القاضي والجلاد؟".
وأفاد الأبيض، في المؤتمر الصحافي نفسه، بأنّ "على المجتمع الدولي مسؤوليات وعليه القيام بواجباته"، مشيراً إلى أنّه اتّصل بمنظمة الصحة العالمية وباللجنة الدولية للصليب الأحمر "الموكلة إليهما حماية العاملين الصحيّين. لكنّنا للأسف، ما زلنا أمام نداءات استنكار، فيما الاعتداءات (الإسرائيلية) متواصلة والشهداء يسقطون. ولا نرى أيّ جهد جديّ لحماية هؤلاء العاملين (الصحيين)". وأكمل: "كذلك تقدّمنا في لبنان بشكوى إلى مجلس الأمن وسنتقدّم بشكوى أخرى، ونضع كلّ المعلومات التي في حوزتنا بتصرّف محكمة العدل الدولية ومنظمة حقوق الإنسان، فلن نترك هذه الجرائم تحصل أمامنا من دون أن نرفع الصوت".
وأكد الوزير اللبناني أنّ "ما يحصل جرائم حرب وانتهاك لكلّ القوانين الإنسانية والدولية، وبدورنا نوجّه رسالة إلى المجتمع الدولي ولا سيّما الغربي الذي تحصل هذه الجرائم أمام عينَيه، لا بل أحياناً بالأسلحة التي يوفّرها هو لإسرائيل". أضاف: "هذا المجتمع، لا يمكنه أن يبقى صامتاً، وإذا استمرّ على صمته فهذا يعني أنّه مشارك في الجرائم التي تحصل، من هنا ندعوه إلى تحمّل كل مسؤولياته".