سورية وليبيا محور مباحثات السيسي في باريس وروما

24 نوفمبر 2014
جولة السيسي الأوروبية الأولى منذ انتخابه (فاروق بطيشي/فرانس برس)
+ الخط -

تؤكد مصادر دبلوماسية مصرية لـ "العربي الجديد" أنّ المباحثات التي سيعقدها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في فرنسا اﻷسبوع الحالي، خلال زيارته الأولى إلى أوروبا والتي ستبدأ اليوم من إيطاليا، سوف تتركز على تناقض الموقف المصري المؤيد لاستمرار نظام بشار اﻷسد، مع مواقف كل من فرنسا والوﻻيات المتحدة ودول الخليج.

وتوضح المصادر أن الخارجية الفرنسية أشارت خلال التحضير للزيارة إلى أن "الرئيس الفرنسي فرانسوا هوﻻند يرغب في مناقشة الرؤية المصرية للوضع في سورية، وما إذا كان تغيير النظام السوري بالقوة سينعكس بالإيجاب على تخلص المنطقة من خطر تنظيم داعش في كل من العراق والشام".

وأوضحت المصادر أنّ "السيسي يؤمن بأن اﻷسد جزء من حل المستقبل في سورية، باعتبار أن العمليات العسكرية المستمرة هناك منذ من عام 2011 لم تسفر عن غلبة أي طرف، ولم تعد ثورة ضد نظام اﻷسد بالمعنى التقليدي، وهو في ذلك قريب من موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".

وإلى جانب سورية، يسعى السيسي إلى الدفع باعتبار "جماعة اﻹخوان المسلمين"، تنظيماً إرهابياً في أوروبا، في إطار ترويجه للنظام السياسي الحالي في مصر، وهو ما يتوقع أن يواجه بالتجاهل في الفترة الحالية، بحسب المصادر المصرية.

وتصف المصادر نفسها رحلة السيسي بأنها "حلقة في سلسلة محاولة إعادة مصر إلى العالم"، مشيرة إلى أن "تأخر انتخاب البرلمان هو آخر عقبة تحول من دون عودة العلاقات الطبيعية بين مصر ودول غربية أخرى مثل ألمانيا".

ويستهدف السيسي أيضاً تعريف الدوائر السياسية في روما وباريس على جهود مصر في مكافحة اﻹرهاب، والحرب التي تشنها القاهرة على التنظيمات التكفيرية في سيناء، بالإضافة لمحاولة جذب الاستثمارات من البلدين ورفع مستوى التبادل التجاري.

أما الموضوع الذي من المنتظر أن يسيطر على مباحثات السيسي في إيطاليا فهو الوضع في ليبيا، والذي تتطابق فيه حتى اﻵن رؤية الطرفين بمساندة برلمان طبرق والحكومة المنبثقة عنه.

وكان السيسي قد نفى أن تكون مصر قد أرسلت قواتها إلى ليبيا، إﻻ أنه وفي عبارة ملتبسة في حواره مع قناة "فرانس 24" الخميس الماضي، ذكر أن مصر "تدعم الجيش الليبي فقط". واستقبلت مصر فعلياً عدداً من قيادات وضباط الشرطة والجيش الليبي، وتلقوا دورات تدريبية في الأكاديميات العسكرية المصرية.

وتلفت المصادر إلى أن التعامل مع حكم المحكمة العليا في ليبيا ببطلان انعقاد البرلمان المنتخب وحلّه سيكون محوراً أساسياً للنقاش في مباحثات روما. وتشدد على أن "السيسي يعتبر الحكم مسيساً، نظراً لظروف إصداره وسيطرة ما يسميها الميليشيات اﻹسلامية على بنغازي".

يذكر أن هذه الجولة هي الأولى للسيسي في أوروبا، وسيتبعها في نهاية ديسمبر/كانون اﻷول المقبل زيارة إلى الصين، تشهد رفع مستوى الشراكة بين القاهرة وبكين إلى مستوى استراتيجي، بحسب ما أعلنه مسؤولو البلدين.

المساهمون