أكد المنسق العام لتجمع قوى الثورة في غوطة دمشق الشرقية ورئيس مجلس إدارة المجالس المحلية فيها، نزار الصمادي، لـ"العربي الجديد"، أن "الائتلاف السوري المعارض لم يدعُ أحداً من الغوطة للمشاركة في المؤتمر الثاني لملتقى الداخل السوري (جذور)، متسائلاً: "كيف يمكن للائتلاف أن يعقد مؤتمراً باسم الداخل دون دعوة أحد منه؟"، مضيفاً أن "الائتلاف حاور نفسه في مؤتمره الذي عقده بعنتاب بحضور أشخاص لا علاقة لهم بالداخل ولا يعرفون شيئاً عن همومه".
وأوضح الصمادي أن "الائتلاف يخشى من صوت الداخل، لذلك لم يدعُ أحداً منه، وحسب علمي لم تتم دعوة أحد من كل المنطقة الجنوبية من سورية"، متهماً "الائتلاف بالمتاجرة بقضية الداخل من أجل الترويج الإعلامي أمام الرأي العام بأن له قاعدة شعبيه فيه. وتعكس الطريقة التي أدار بها الائتلاف مؤتمر الداخل الخطة الكاذبة التي أطلقها رئيس الائتلاف، هادي البحرة، القائمة على التوجه نحو الداخل".
وكان "الائتلاف السوري المعارض" قد أنهى، الجمعة، المؤتمر الثاني لملتقى الداخل السوري الذي أقامه في مدينة غازي عنتاب التركية، "لتعزيز العلاقة بين النشطاء والسياسيين المعارضين، وتطوير أداء الائتلاف والحكومة المؤقتة التابعة له، فضلاً عن تفعيل دور الحراك المدني في سورية"، حسب ما تضمّنه البيان الختامي للمؤتمر.
واستغرب أحد حاضري المؤتمر، مفضّلاً عدم كشف اسمه، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، "تواجد أربعة نشطاء من الداخل السوري فقط في الملتقى، من أصل 150 شخصاً حضروه، معظمهم من السوريين المقيمين في مدينتي غازي عنتاب واسطنبول".
وأشار إلى أن "الأشخاص الأربعة الذين جاؤوا من الداخل، دُعيوا إلى الملتقى بناءً على ارتباطات مع بعض أعضاء الائتلاف"، مضيفاً: "كنت أعتقد أني الوحيد المدعو من اسطنبول لحضور المؤتمر بسبب عدم القدرة على تأمين ممثل المنطقة التي أنتمي إليها، ولكنني فوجئت بأن جميع الحضور هم من الناشطين في عنتاب واسطنبول، أي من ناشطي الداخل التركي".
وبدأ ملتقى "جذور" فعالياته يوم الثلاثاء الماضي، وتضمّن ثلاث ورشات عمل، تناولت: التحالف الدولي ضد "داعش" والموقف منه، والعلاقة الناظمة بين الائتلاف والمؤسسات الأخرى، وكيفية تفعيل الحراك المدني في المدن السورية.
واعتبر الائتلاف، في بيانه الختامي، أنّ "الملتقى كان خطوة في الاتجاه الصحيح، واعترافاً بضرورة تفعيل الحراك المدني ودعم التشاركية في اتخاذ القرار السياسي"، مضيفاً: "لا ننكر أنّ هناك تأخراً في مثل هذه الخطوات، ولكن الوصول متأخرين خير من عدم الوصول أبداً".
وكانت الهيئة العامة للائتلاف قد عقدت اجتماعاً، في بداية الشهر الجاري، أفضى لانتخاب أحمد طعمة رئيساً للحكومة المؤقتة، وذلك بعدما سحب الممثّل الوحيد عن الداخل السوري، نزار الصمادي، ترشيحه، في كلمة له عبر "سكايب" أمام الهيئة العامة للائتلاف، معترضاً فيها على "طريقة التهميش" التي يمارسها الائتلاف بحق القوى الثورية العاملة في الداخل، ومطالباً بنقل مقر الحكومة المؤقتة إلى داخل سورية.