وقال الناشط الإعلامي أمين العبد لـ"العربي الجديد"، إن "الطيران الحربي استهدف بالصواريخ مواقع لتجمع المدنيين قرب فرن الأندلس في شارع تل أبيض، الشارع الرئيسي لمدينة الرقة المزدحم بالسكان، ما أدى إلى مقتل 35 مدنياً، وجرح نحو 40 آخرين، وسط توقعات بارتفاع أعداد الضحايا خلال الساعات المقبلة".
وأظهر شريط مصور بثه "مركز الرقة الإعلامي" على موقع "يوتيوب"، دماراً كبيراً في البنى التحتية، بينما يقوم الأهالي بالبحث عن الضحايا بين الأنقاض، وسط غبار كثيف يحيط بالمنطقة.
من جانبه، بيّن مدير "شبكة سورية مباشر"، علي باز لـ"العربي الجديد"، أن "النظام شن ست غارات أخرى على مدينة الرقة، استهدفت محيط جامع الشراكة ومبنى الخدمات الفنية، ومنطقة صوامع الحبوب ومنطقة الجرعية ومحطة الكهرباء، ما أوقع مزيداً من القتلى والجرحى".
وأوضح باز أنه "شوهدت طائرات الاستطلاع تحوم فوق المدينة ولساعات طويلة لليوم الثاني على التوالي، لتحديد الأهداف وإرسال الإحداثيات إلى الطائرات الحربية، ما يشير إلى تقصد قوات النظام استهداف المدنيين وارتكاب المجازر في المدينة".
وتكثف القوات النظامية السورية من قصفها الجوي على محافظة الرقة، منذ صدور قرار مجلس الأمن بفرض عقوبات على "جبهة النصرة" وتنظيم "داعش"، فيما يبدو أنه محاولة للتقرب من الولايات المتحدة بشكل خاص والغرب بصفة عامة، غير أنّ هذه الغارات تصيب في معظمها أهدافاً مدنية.
قيادة موحدة في المنطقة الجنوبية
في غضون ذلك، أعلنت مجموعة من فصائل المعارضة العاملة في درعا والقنيطرة عن تشكيل القيادة العسكرية الموحدة للمنطقة الجنوبية.
وذكر بيان مصور بثّ على موقع "يوتيوب"، أن "تشكيل القيادة جاء في خطوة أولى على طريق الوحدة والاجتماع، كأحد المقومات الأساسية لتحرير سورية وإسقاط النظام، داعية كافة القوى العاملة على الأرض إلى الانضمام للقيادة الموحدة تماشياً مع الواجبات الشرعية والوطنية".
ومن أبرز الفصائل المشاركة في القيادة العسكرية المجلس العسكري في القنيطرة والفرقة 70 والألوية 91 و92 و93 و94 وكتيبة مغاوير حوران ولواء عاصفة حوران واللواء 305 مشاة.
وأشار مصدر مطلّع، رفض الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، أن "هذه الخطوة تأتي لتستكمل سلسلة من الخطوات التي اتخذتها المعارضة لتوحيد نفسها في المنطقة الجنوبية". وأشار إلى "الاتجاه إلى عمل عسكري واحد في القنيطرة ودرعا، لطرد القوات النظامية من هناك".
وتأتي هذه الخطوة في ظل تحقيق المعارضة المسلحة سلسلة من الانتصارات في المنطقة الجنوبية، كان آخرها عبر معركة "الوعد الصادق"، والتي نجح من خلالها مقاتلو المعارضة في السيطرة على معبر القنيطرة من الجانب السوري لهضبة الجولان المحتلة، ورفع راية "سورية الحرة" فوقه.
شهادة رهينة سابق
على صعيد آخر، كشف الرهينة الفرنسي السابق في سورية نيكولا هينان، أن "مهدي نموش، المتهم بمهاجمة المتحف اليهودي في بروكسل في مايو/أيار الماضي كان أحد خاطفيه"، وذلك في شهادة نشرها موقع صحيفة "لوبوان" التي يعمل لديها.
وفي السياق، نقلت وكالة "فرانس برس"، عن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف، أن أجهزة الشرطة "نقلت إلى القضاء عناصر توحي بأن نموش يمكن أن يكون أحد محتجزي رهائننا". وأكد بذلك معلومات نشرتها صحيفة "لوموند".
وجاء في مقتطفات من شهادة هينان "عندما لم يكن نموش يغني كان يقوم بالتعذيب. كان واحداً من مجموعة فرنسيين يثير قدومها رعب نحو 50 معتقلاً سورياً محتجزين في زنازين متجاورة. كل مساء تنهال الضربات في القاعة التي تم استجوابي فيها. التعذيب يستمر طوال الليل حتى صلاة الفجر. ومع صراخ الأسرى ترتفع أحياناً صيحات باللغة الفرنسية".
وشدّدت صحيفة "لوبوان" على أن "هذه المعلومات كان يفترض أن تظل سرية لعدم تعريض حياة نحو عشرين رهينة غربيين، لا يزالون محتجزين في سورية لدى داعش للخطر، نزولاً عند طلب الصحافيين الفرنسيين الأربعة هينان وبيار توريس وديدييه فرنسوا وادوار الياس، الذين أُطلق سراحهم في أبريل/نيسان الماضي". لكنّها قررت نشر شهادة هينان بعدما كشفت "لوموند" معلومات حول الموضوع.