تسيطر أجواء حرب على جنوب إدلب وريف حماة الشمالي، مع اندفاع قوات النظام السوري بدعم من روسيا لتحقيق أكبر تقدّمٍ ممكن في جبهات ريف حماة الشمالي، وهو ما نجحت فيه جزئياً، في تل العثمان بداية، ثم بلدة كفرنبودة، وصولاً إلى قلعة المضيق. وعلى الرغم من أن ضراوة الضربات الجوية، شهدت تراجعاً محدوداً أمس السبت، مع انخفاض وتيرة تحليق وقصف الطيران الروسي، مقارنة بما كان عليه قبل أيام، إلا أن سكان عدة بلدات وقرى في شمال غرب سورية، استفاقوا أمس السبت، على ضرباتٍ جوية جديدة، بدأت مع ساعات الصباح الأولى، من قبل طيران النظام، الذي بقي يحوم في أرجاء شمالي حماة ومحافظة إدلب، المحافظتان اللتان تشهدان أكبر حملات القصف وأعنفها، منذ اتفاق سوتشي بين تركيا وروسيا، في سبتمبر/أيلول الماضي، وذلك فيما كان يوم أمس الأول الجمعة انتهى بسقوط 28 قتيلاً وجريحاً من المدنيين. هذا الوضع الميداني ترافق مع تطور سياسي هام، فبعد صمت تركي لأيام على هجوم النظام وروسيا على إدلب وحماة، برز أول موقف رسمي تركي من وزير الدفاع خلوصي أكار، أول من أمس الجمعة، الذي أعلن أن بلاده تنتظر من روسيا اتخاذ تدابير فاعلة وحازمة من أجل إنهاء هجمات قوات النظام على جنوبي محافظة إدلب.
وشنّ طيران النظام الحربي منذ ساعات الصباح الأولى ليوم أمس السبت، غارة على بلدة معرة حرمة، جنوبي إدلب، ثم قصف أطراف بلدة احسم، في حين ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة، حسب "مركز إدلب الإعلامي"، على بلدتي ركايا والنقير. وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن الطيران الحربي، شنّ منذ فجر أمس، أكثر من عشرين غارة جوية طاولت بلدات كفرسجنة والهبيط وإحسم وكفرنبل والفطيرة ومعرة حرمة وحيش والركايا في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي. وطاولت غارات أخرى بلدة الصياد وقرية السرمانية في ريف حماة ومنطقة الكبينة في جبل الأكراد بريف اللاذقية.
وجاءت الغارات تزامناً مع معارك عنيفة بين المعارضة المسلحة وقوات النظام على محور قرية الكركات في ريف حماة الشمالي الغربي المتاخم لريف إدلب الجنوبي. وقالت مصادر عسكرية لـ"العربي الجديد" إن معارك عنيفة دارت على محور الكركات الواقع شمال بلدة قلعة المضيق وشمال غرب بلدة كفرنبودة، وتمكنت المعارضة من تدمير عربة لقوات النظام وسيارة زيل في محوري حرش الكركات والمستريحة، فيما ذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن قوات النظام تمكنت من السيطرة على قرية المستريحة ومنطقة حرش الكركات.
وجاءت السيطرة وفق المصادر عقب معارك عنيفة مع الفصائل المسلحة أدت إلى تراجع الأخيرة، التي كانت قد شنت هجوما معاكسا صباح أمس على المحور الشرقي لحرش الكركات. ونفت المصادر سيطرة النظام على قرى العريمة وميدان غزال الواقعات شمال بلدة قلعة المضيق، مشيرة إلى أن المعارك ما تزال مستمرة بشكل عنيف هناك. وتقع قرية ميدان غزال على الحدود الإدارية الفاصلة بين ريفي حماة وإدلب، وفي حال السيطرة على القرية تكون قوات النظام قد اجتازت الحدود ودخلت محافظة إدلب من الجنوب الغربي.
وكانت الفصائل المتواجدة في المنطقة، وأبرزها "جيش العزة" و"جيش النصر"، ومجموعات تتبع "الجبهة الوطنية للتحرير"، بالإضافة إلى "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، استطاعت يوم الجمعة، التقاط أنفاسها، فيما بدا أنه امتصاص الصدمات الأولى، وشنّت هجوماً مضاداً لأول مرة. وهاجمت الفصائل من عدة محاور، انطلاقاً من مقراتٍ لها شمالي حماة، المناطق التي سيطرت عليها قوات النظام وروسيا، في كفرنبودة وقلعة المضيق وكرناز، وتمكنت هذه الفصائل الجمعة من السيطرة على قرى خسرتها قبل أيام، منها الشريعة وباب الطاقة وتل هواش، إلا أن قوات النظام استولت عليها مجدداً أمس وباتت على مقربة من الحدود الإدارية بين ريف حماة وريف إدلب الجنوبي.
اقــرأ أيضاً
واتبعت قوات النظام وروسيا سياسة الكثافة النارية. وذكرت إحصائية للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أن ألفي غارة تم شنها في إدلب وشمالي حماة، خلال الأيام العشرة الأولى من هذا الشهر، وهو رقمٌ ضخمٌ قياساً بالمساحة الجغرافية التي دارت فيها المواجهات البرية لاحقاً.
ولم تتحدث وكالة "سانا" التابعة للنظام أمس السبت، عن أي "تقدمٍ" جديد للقوات المهاجمة، واكتفت بالحديث عن تنفيذ "عمليات (هجومية) مكثفة"، في مناطق "حيش وكفرسجنة والشيخ مصطفى بداما وكفرنبل ومعرتمصرين في ريف إدلب وعابدين وحرش القصابين وأطراف كفرنبودة وكفرزيتا واللطامنة وحصرايا والزكاة والصياد والأربعين بريف حماة". في المقابل، ذكرت شبكة الإعلام الحربي السوري الموالية للنظام، أن قوات الأخير اشتبكت مع المعارضة خارج قرية ميدان غزال في محافظة إدلب.
سياسياً، برز أول موقفٍ واضح لتركيا، منذ بدء الحملة العسكرية الدامية في شمال غرب سورية، إذ قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إن بلاده تنتظر من روسيا اتخاذ تدابير فاعلة لإنهاء هجمات قوات النظام. وفي تصريحات صحافية له ليل الجمعة عقب ترؤسه اجتماعاً عسكرياً في ولاية هطاي جنوبي البلاد، في إطار جولة تفقدية للقوات التركية المنتشرة على الحدود مع سورية، أشار أكار إلى أن هجمات قوات النظام المتزايدة على جنوبي إدلب، تحوّلت إلى عملية برية اعتباراً من 6 مايو/أيار الحالي. وأضاف أن "النظام يسعى لتوسعة مناطق سيطرته جنوبي إدلب على نحو ينتهك اتفاق أستانة، ما أسفر عن سقوط ضحايا من المدنيين، ومغادرة السكان للمناطق التي يعيشون فيها". وتابع أن على هذا النحو تزداد المشاكل الإنسانية يوماً بعد يوم، وتظهر بوادر حدوث كارثة جديدة. وشدد على أن تلك الهجمات تشكل خطرا على أمن نقاط المراقبة التركية، وتسبب تعطيل دوريات القوات المسلحة التركية وتنقلاتها. وأضاف: "هذه الهجمات تسبّب تعطيل أنشطة تركيا التي تبذل جهوداً من أجل الإيفاء بمسؤولياتها في إطار اتفاق أستانة والأخرى الثنائية (مع روسيا)"، لافتاً إلى أن تركيا بذلت جهوداً حثيثة على كافة المستويات من أجل ضمان وقف إطلاق النار واستدامته (في سورية). ولفت الوزير التركي إلى أن بلاده تنتظر من روسيا اتخاذ تدابير فاعلة وحازمة من أجل إنهاء هجمات قوات النظام، وضمان انسحاب فوري للقوات إلى حدود إدلب المتفق عليها في مسار أستانة.
وفي السياق، كانت 11 دولة، أعربت في مجلس الأمن الدولي، عن "الفزع والقلق الشديد" إزاء استهداف المدنيين في محافظة إدلب وشمال حماة، ونزوح أكثر من 150 ألف شخص. وقال المندوب البلجيكي الدائم لدى الأمم المتحدة، مارك بيكستين، بعد جلسة لمجلس الأمن حول سورية ليل الجمعة، إن ممثلي الدول الـ11 "يدينون مقتل المدنيين في شمال غربي سورية، ويشعرون بالفزع والقلق الشديد إزاء استهداف حياة المدنيين". فيما ذكرت وكالة "فرانس برس" أن روسيا عارضت أي موقف مشترك خلال اجتماع مجلس الأمن حيال الوضع في إدلب.
وجاءت الغارات تزامناً مع معارك عنيفة بين المعارضة المسلحة وقوات النظام على محور قرية الكركات في ريف حماة الشمالي الغربي المتاخم لريف إدلب الجنوبي. وقالت مصادر عسكرية لـ"العربي الجديد" إن معارك عنيفة دارت على محور الكركات الواقع شمال بلدة قلعة المضيق وشمال غرب بلدة كفرنبودة، وتمكنت المعارضة من تدمير عربة لقوات النظام وسيارة زيل في محوري حرش الكركات والمستريحة، فيما ذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن قوات النظام تمكنت من السيطرة على قرية المستريحة ومنطقة حرش الكركات.
وجاءت السيطرة وفق المصادر عقب معارك عنيفة مع الفصائل المسلحة أدت إلى تراجع الأخيرة، التي كانت قد شنت هجوما معاكسا صباح أمس على المحور الشرقي لحرش الكركات. ونفت المصادر سيطرة النظام على قرى العريمة وميدان غزال الواقعات شمال بلدة قلعة المضيق، مشيرة إلى أن المعارك ما تزال مستمرة بشكل عنيف هناك. وتقع قرية ميدان غزال على الحدود الإدارية الفاصلة بين ريفي حماة وإدلب، وفي حال السيطرة على القرية تكون قوات النظام قد اجتازت الحدود ودخلت محافظة إدلب من الجنوب الغربي.
وكانت الفصائل المتواجدة في المنطقة، وأبرزها "جيش العزة" و"جيش النصر"، ومجموعات تتبع "الجبهة الوطنية للتحرير"، بالإضافة إلى "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، استطاعت يوم الجمعة، التقاط أنفاسها، فيما بدا أنه امتصاص الصدمات الأولى، وشنّت هجوماً مضاداً لأول مرة. وهاجمت الفصائل من عدة محاور، انطلاقاً من مقراتٍ لها شمالي حماة، المناطق التي سيطرت عليها قوات النظام وروسيا، في كفرنبودة وقلعة المضيق وكرناز، وتمكنت هذه الفصائل الجمعة من السيطرة على قرى خسرتها قبل أيام، منها الشريعة وباب الطاقة وتل هواش، إلا أن قوات النظام استولت عليها مجدداً أمس وباتت على مقربة من الحدود الإدارية بين ريف حماة وريف إدلب الجنوبي.
واتبعت قوات النظام وروسيا سياسة الكثافة النارية. وذكرت إحصائية للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أن ألفي غارة تم شنها في إدلب وشمالي حماة، خلال الأيام العشرة الأولى من هذا الشهر، وهو رقمٌ ضخمٌ قياساً بالمساحة الجغرافية التي دارت فيها المواجهات البرية لاحقاً.
ولم تتحدث وكالة "سانا" التابعة للنظام أمس السبت، عن أي "تقدمٍ" جديد للقوات المهاجمة، واكتفت بالحديث عن تنفيذ "عمليات (هجومية) مكثفة"، في مناطق "حيش وكفرسجنة والشيخ مصطفى بداما وكفرنبل ومعرتمصرين في ريف إدلب وعابدين وحرش القصابين وأطراف كفرنبودة وكفرزيتا واللطامنة وحصرايا والزكاة والصياد والأربعين بريف حماة". في المقابل، ذكرت شبكة الإعلام الحربي السوري الموالية للنظام، أن قوات الأخير اشتبكت مع المعارضة خارج قرية ميدان غزال في محافظة إدلب.
وفي السياق، كانت 11 دولة، أعربت في مجلس الأمن الدولي، عن "الفزع والقلق الشديد" إزاء استهداف المدنيين في محافظة إدلب وشمال حماة، ونزوح أكثر من 150 ألف شخص. وقال المندوب البلجيكي الدائم لدى الأمم المتحدة، مارك بيكستين، بعد جلسة لمجلس الأمن حول سورية ليل الجمعة، إن ممثلي الدول الـ11 "يدينون مقتل المدنيين في شمال غربي سورية، ويشعرون بالفزع والقلق الشديد إزاء استهداف حياة المدنيين". فيما ذكرت وكالة "فرانس برس" أن روسيا عارضت أي موقف مشترك خلال اجتماع مجلس الأمن حيال الوضع في إدلب.