وتمثل ليبيا منطقة جذب للهجرة غير الشرعية من الوطن العربي، فهي المعبر الأمثل في نظر المهاجرين إلى أوروبا من شمال أفريقيا، حيث يتم قطع البحر باتجاه جزيرة لامبيدوزا، التي تقع بين مالطا وتونس وتتبع إيطاليا إداريًا.
وأقرت الحكومات الليبية المتتابعة أنه يصعب على السلطات أحيانًا السيطرة على نشاط الهجرة غير الشرعية أو حصر أعدادها بدقة، على الرغم من الجهود المبذولة لإحكام السيطرة على النقاط الحدودية.
في هذا التقرير المصور، يرصد "العربي الجديد" إحباط محاولات بعض مراكب الهجرة لتهريب المهاجرين من الأراضي الليبية، وتظهر اللقطات المصورة تنوع المهاجرين إلى أوروبا بين عائلات وشباب.
يقول مسؤول في خفر السواحل الليبية لـ "العربي الجديد"، إنهم "توصلوا بنداء استغاثة حوالى الساعة الثالثة من صباح أمس خلال قيام دوريتهم بعملها الاعتيادي من استطلاع ومراقبة ساحل المنطقة الغربية، فتوجهوا للهدف الذي كان يبعد بحوالى 19 ميلاً بحرياً شمال مدينة سبراطة، وتمت المساعدة في إنقاذ المهاجرين وإعادتهم".
ويتابع "طبعاً نحن ضد استمرار هذا التدفق الكثير، وضد غرق الناس، لكن الواجب يحتم علينا حماية بلدنا ومكافحة الهجرة غير الشرعية بالطريقة السليمة".
بدورها، تقول إحدى الناجيات التي بدا التعب واضحاً على وجهها: "وجهنا نداء لخفر السواحل الإيطالي الذي تدخل لمساعدة قاربنا، ومدنا بسترات النجاة قبل أن تتم إعادتنا إلى هنا"، مشيرة إلى أن العرب "لا يعيرون اهتماماً للمهاجر أو معاناته، عكس أوروبا التي تمنحه اللجوء ويتمتع بحقوق الإنسان".
وعزا متحدث سبب غرق مراكب المهاجرين، إلى كون معظمها متهالكاً ويتجاوز قدرته الاستيعابية، لافتاً إلى أن المهاجرين الناجين يتلقون مساعدات طبية وإنسانية من منظمات دولية والهيئة الطبية الدولية، قبل أن تتم إحالتهم إلى جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية.
وكانت المنظمة الدولية للهجرة قد أعلنت إنقاذ 1005 أشخاص والعثور على 10 جثث على السواحل الليبية بين 12 و24 مايو/أيار الحالي، وذلك من جملة 63433 شخصاً تم إنقاذهم منذ بداية العام.
وأضافت المنظمة عبر حسابها على "تويتر"، أن "المعدل في مايو/ أيار يعتبر الأعلى مقارنة بالأشهر السابقة. تم إنقاذ أكثر من 850 مهاجراً قبالة ساحل الزاوية، فيما أنقذ البقية في ساحل تاجوراء".
وأشارت المنظمة إلى أنه تم تسجيل 1442 حالة وفاة في صفوف المهاجرين، فيما وصل إلى إيطاليا أكثر من 50 ألف مهاجر خلال هذه الفترة، وحسب إحصاء سابق للمنظمة الدولية للهجرة، فإن معدل خمسة آلاف مهاجر أو أكثر شهريًا يغادرون من السواحل الليبية.