أصبحت أنجلو وجهاً نسائياً معروفاً في السودان وخارجها، منذ أن أطلقت مبادرتها في التسعينيات لتعليم النساء الأشغال اليدوية بهدف مساعدتهن في التخلص من الفقر والعوز، وتخفيف الأثر النفسي للحرب، إضافة إلى توفير فرصة تعلم القراءة والكتابة في مركزها أيضاً.
واختيرت أنجلو عام 2005 من بين أكثر النساء في العالم وأدرج اسمها وسيرتها ضمن كتاب أعدته مؤسسة نوبل للسلام في ذلك العام، تكريماً لجهودها في إعطاء الأمل للنساء بتغيير حياتهن ومواجهة مصاعب الحياة والحرب.
وعبرت سهام لـ"العربي الجديد" عن فخرها بالتكريم، مؤكدة أن فخرها الأكبر بالنتيجة التي حققتها على مدى العقود السابقة مع نساء صرن يعملن في مناطق الجبال، وأصبح لديهن مشاغلهن الخاصة بعد أن وضعت الحرب أوزارها.
بدأت سهام مشروعها في أوائل التسعينيات، ساعدها في ذلك نيلها حظاً وافراً من التعليم. وتخبر أنها قصدت عجلاتي في السوق وطلبت منه صناعة إبر للخياطة من عجلات الدراجات الهوائية، وبالفعل تمكن من ذلك. وأصبح لدى سهام أول إبرة تستخدمها في مركزها لتعليم نساء جبال النوبة الخياطة والتطريز حتى يصبحن منتجات في المجتمع.
وتوسع مشروع سهام بعد أن تعرفت إلى سيدة كندية جلبت للنساء تسع ماكينات خياطة. وتتذكر سهام هذه الأحداث جيداً، خصوصاً أن ضابط الجمارك في المطار أعفاها من الرسوم الجمركية بعد معرفته بمشروعها غير الربحي.
وإلى جانب العمل والتدريب والتعليم في منزل سهام ومشغلها، يتحول المكان في حي أم درمان أيضاً إلى معرض للمنتجات التي تصنعها النساء من ضحايا الحرب الطويلة في جبال النوبة. كما تتيح لهن المشاركة في معارض تنظمها منظمات إنسانية وحقوقية تهدف إلى تسويق مطرزات اللاتي استطعن التغلب على ويلات الحرب وبدء حياتهن من جديد.
روضة جبرين واحدة من ضحايا الحرب في جبال النوبة، نزحت إلى العاصمة الخرطوم إبان حملة عسكرية شنتها قوات حكومة الصادق المهدي في عام 1987. الصدفة جمعت روضة بسهام أنجلو التي تنحدر بدورها من مناطق جبال النوبة. كانت وحيدة وغريبة عن المكان بصحبة طفليها، ولم يكن أمامها سوى خيار العمل بأعمال هامشية كغيرها من نساء كثيرات قدمن من مناطق الحروب.