في فرنسا، تعدّدت في السنين الأخيرة المبادرات لتأسيس جامعات غير رسمية، تظلّ أشهرها "الجامعة الشعبية" لميشيل أونفري، و"جامعة كل المعارف" لـ إيف ميشو، وقد استفادت الأولى من الدعاية كون مؤسّسها شخصية ذات حضور طاغي في المنابر الإعلامي، فيما استغلّت الثانية الموقع الأكاديمي لمطلقها فلم تقطع حبل السرة مع الثقافة الرسمية.
من بين التجارب الأخرى ضمن نفس التوجّه نذكر "جامعة لنحرّر الفنون من الاستعمار" والتي تُعنى بتقاطعات الدراسات ما بعد الكولونيالية بالفنون، وتقدّم بشكل دوري ورشات وندوات، وكانت إلى وقت قريب جمعية ثقافية قبل أن تطوّر نشاطها إلى "جامعة مفتوحة" بحسب عبارة المشرفين عليها.
يوم غد، في قاعة "كولوني" في باريس، تنظّم الجامعة ضمن أنشطتها الدورية محاضرة بعنوان "المرايا المتشردة أو التحرر من كولونيالية المعارف" تلقيها الباحثة الفرنسية الجزائرية سلوى لوست بولبينة بداية من الساعة السابعة مساء.
بحسب إعلان المنظمين، تهتمّ المحاضرة بالإجابة على سؤال هل يوجد تحرّر من الكولونيالية الفكرية في تواصل مع نزعة التحرّر التي بدأت سياسياً في منتصف القرن العشرين وأخذت منحى ثقافياً في الدراسات الأدبية منذ نهاية السبعينيات.
لا يبدو هذا السؤال طارئاً على بولبينة بل لعلّه سؤال جوهري في مسيرتها البحثية حيث تعدّ صاحبة مساهمات أساسية في التنظير للتحرّر من الكولونيالية وهو ما نجد أثره مثلاً في آخر إصداراها "أفريقيا وأشباحها.. أن نكتب الما بعد" (2015)، وقبله كتاب "هل يمكن للعرب أن يتكلموا" (2011) الذي يعدّ تطبيقاً لأشهر نتائج المدرسة ما بعد الكولونيالية على العالم العربي.