بينما يترقب العالم ردَّ روسيا على الضربة العسكرية الثلاثية، التي وجهتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا على مواقع للنظام السوري، تم رصد سفن حربية روسية محملة بالدبابات تغادر المياه التركية، متجهة إلى سورية، بحسب ما أفادت صحيفة "ديلي ميرور"، اليوم الإثنين.
وقالت الصحيفة البريطانية، في تقرير، إنّه "بينما من المتوقع أن يأتي رد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على شكل حرب إلكترونية في الغرب، انتشرت صور على الإنترنت تشير إلى أنّ روسيا ستعزز جهودها العسكرية في سورية".
وبحسب الصحيفة، فقد شوهدت سفينة النقل البرمائية الروسية "أورسك"، وهي تغادر مضيق البوسفور التركي، يوم الأحد.
وقال المراقب البحري يوروك إيسك، إنّها كانت متجهة إلى مدينة طرطوس في سورية، والتي تتواجد فيها القاعدة الروسية، وذلك للمرة الرابعة، بينما تم تحميلها على ما يبدو بالدبابات والشاحنات والمعدات العسكرية.
وأشار إيسك، إلى أنّ جهاز تشويش للاتصالات من طراز "بيلينا-6"، تم تركيبه على ما يبدو على هيكل إحدى الدبابات.
أما السفينة الثانية، الناقلة الصفراء "رورو ألكساندر تكاشينكو"، فظهرت أيضاً في الصور، وهي تحمل شاحنات ومواد لبناء الجسور، وفق الصحيفة.
— Yörük Işık (@YorukIsik) April 15, 2018
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— Yörük Işık (@YorukIsik) April 15, 2018
|
ووجهت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، فجر السبت، ضربة عسكرية ثلاثية، على مواقع للنظام في سورية، بعد الهجوم الكيميائي في دوما بالغوطة الشرقية.
وذُكر، بحسب الصحيفة، أنّ هاكرز روسيين يمكن أن ينشروا معلومات محرجة عن عدد من السياسيين، كجزء من "حرب قذرة" من شقين، للرد على الضربة الثلاثية في سورية.
كما يخشى مسؤولو المخابرات البريطانية، من أنّ الرئيس الروسي يخطط لسلسلة من الهجمات الإلكترونية التي من الممكن أن تشل البنية التحتية، بما في ذلك هيئة الخدمات الصحية الوطنية، وشبكات النقل والطاقة.
وذكرت الصحيفة، أنّه تم وضع ضباط المخابرات في مكاتب الاتصالات الحكومية البريطانية، ووزارة الدفاع، على أهبة الاستعداد للرد على أي حرب إلكترونية "بالتناسب".
"حرب قذرة"
نبّه وزير الأمن السابق آلان ويست، من أنّ بريطانيا قد تكون هدفاً لـ"حرب قذرة"، بينما يحاول بوتين الرد.
وقال ويست لـ"ديلي ميررو"، إنّه من غير المرجّح أن تشنّ روسيا أي عمل عسكري انتقامي، ولكنّها "ستعثر على طرق أخرى".
وتابع: "أعتقد أنّ بوتين سيريد فعل شيء ما. قد يكون قليلاً من السايبر"، مضيفاً "سوف يقوم (بوتين) برد، لكنّه لن يذهب لصواريخ في أكروتيري (قاعدة سلاح الجو الملكي البريطاني في قبرص) أو شيء من هذا القبيل".
ونقلت "ديلي ميرور"، عن مايكل كلارك، الأكاديمي المتخصص في الدراسات الدفاعية، قوله لشقيقتها صحيفة "صنداي ميرور"، إنّ هجوماً قد يكون وشيكاً في الأسبوعين أو الثلاثة المقبلة. وأضاف أنّ "الحرب الإلكترونية أمر محتمل للغاية. سيكون هجوماً على البنية التحتية الوطنية، وليس مجرد إزعاج مؤسسات المدينة، بل الدخول إلى نظام النقل، أو النظام الصحي، أو مراقبة الحركة الجوية".
ووفقاً لتقارير، فقد تم تحذير رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، من أنّه قد يتم استهداف السياسيين في أي هجوم إلكتروني روسي، كما حصل مع المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية 2016.
وفي السياق، نقلت الصحيفة قول أحد المصادر لصحيفة "صنداي تايمز"، "نحن نعرف ما في قواعد اللعبة الروسية. هناك مواد تستخدم كأدلة للمساومة، نحن جميعاً مستعدون لذلك"، مضيفاً "نحن نعلم أنّ لديهم القدرة على اختراق مثل هذا النطاق".
وأوضح "نحن لا نقول أنّ هناك صورة لـx سيتم نشرها، ولكن سيكون من المدهش لنا، أن لا يكون لديهم مثل هذه المواد".
وعن أي رد بريطاني على هجوم إلكتروني روسي محتمل، قال المصدر: "إذا قاموا بمهاجمتنا بعنف، سيكون لدينا بالتأكيد القدرة على القيام ببعض الأشياء لهم. ولكن خلافاً لروسيا، نحن نلتزم بالقانون، لذا فإنّ أي عمل سنقوم به سيتم تنفيذه بشكل متناسب".
وقال الكولونيل ريتشارد كيمب، الذي قاد عملية في أفغانستان عام 2002: "سوف ينظر الروس إلينا على أننّا عدو مباشر، وأعتقد أنّ الاحتمال الأكبر لردهم، هو زيادة نشاطهم التجسسي".
(إعداد: هناء نخال)