سعادة آسيا اقتربت!

27 اغسطس 2014
الحلم يقترب للهلاليين (getty)
+ الخط -

جلست قبل أن أكتب هذا المقال، أقلّب ورقات كتاب يحمل بين صفحاته كلمات وأقوال لبعض الحكماء والفلاسفة. وقعت عيني على إحداها، وقلت في نفسي إن هذه المقولة هي أجمل وأنسب ما أستهلُّ بها مقالي هذا. المقولة كانت تقول، "السعادة هي أن يكون لديك ثلاثة أشياء، شيء تعمله، وشيء تحبه، وشيء تسعى إليه".

ربما تكون السعادة في أمور أخرى، في غير ماذكر حكيمنا وفيلسوفنا، لكني وجدت ما ذُكر ينطبق تماماً على من أود أن أتحدث عنه. حديثي بالطبع رياضي بحت، حديثي عن نادي الهلال السعودي ومشواره في بطولة آسيا المستعصية عليه منذ زمن، والمشكلة أنها مستعصية على زعيمها.

كيف يرسم الهلال الابتسامة على شفاه أعضائه وأنصاره ومشجعيه ومحبيه وعشاقه، بالطبع كل هلالي سيقول "كما عودنا فريقنا فسعادتنا بتحقيقه البطولات، بل بتحقيق تلك البطولة التي ستضع النقاط على آخر الحروف، لنتغنى بحاضر عظيم كما الماضي تماماً، بتحقيق آسيا، فقد طال الشوق والانتظار".

السعادة ترسمها لنفسك ولجمهورك، أولًا بشيء تعمله، وهاهو الهلال يصل إلى نصف نهائي آسيا بعمل دؤوب واجتهاد واضح يقدمه كل مسؤول هلالي "صغيراً كان أم كبيراً"، ومستويات مقنعة وعطاءات متميزة يقدمها لاعبوه ومدربه وطاقمه، فأسعدوا جمهورهم ومحبيهم بعملهم الذي تعبوا من أجله قبل إسعادهم أنفسهم.

السعادة ترسمها لنفسك ولجمهورك بشيء تحبه، وهل آسيا لا تحب الهلال ولاعبيه، وهو زعيمها إذا ما قلّبنا صفحات تاريخها؟ فمحبة الهلالي لآسيا وتحقيقها، أظن، لا تساويها ولا تضاهيها محبة.

السعادة ترسمها لنفسك وجمهورك، أيضاً بشيء تسعى إليه، فآسيا وبطولتها هي حلم كل هلالي، وهي مطلب جماهيري لكل رئيس نادي، والغاية الأولى من قدوم أنجح المدربين إلى الهلال خلال سنوات مضت، فتحقيقها والسعي إلى إحراز لقبها هو الكمال الكروي في نظر المشجع الهلالي فما أعظمه من شيء تسعى إليه يا هلال.

لم يتبقى للهلال والهلالي إلا القليل للوصول إلى عرش آسيا من جديد، لكن حتى خسارة هذا القليل معناها خسارته كل شيء، إذن لابد من تسيير كل مباراة على حدة، كما مباراتي السد ذهاباً وإياباً، كان الفريق يعرف ماذا يريد من كل مباراة، فالتعامل الأمثل مع كل مباراة من أساسيات نجاح أي هدف يسعى إليه أي فريق كان.

قد نشاهد آسيا تعانق الهلال من جديد في مشهد طال انتظاره، فيسعد بذلك جمهوره الذي كان مختلفاً في حضوره ومساندته لفريقه في حله وترحاله، وقد نشاهد آسيا تعاند الهلال من جديد في مشهد تكرر في السنين الاخيرة، فلا نشاهد سعادة ولا هم يحزنون. حينها سأغلق كتابي الذي قلّبت أوراقه في البداية، وسأقول: لقد أخطأتَ في وصف السعادة يا فيلسوف، بل أخطأ الهلال في رسم سعادته على محبيه.

لمتابعة الكاتب  ..https://twitter.com/ITALY_00

المساهمون