بعدما تحدّث تقرير سابق لـ"العربي الجديد"، عن ترقّب الأوساط الحكومية العراقية للزيارة، وصل بالفعل وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، اليوم الإثنين، بطائرة شحن عسكرية إلى العاصمة بغداد، على رأس وفد رفيع المستوى يضم جنرالات ومستشارين بارزين، غالبيتهم ممن عمل في العراق خلال سنوات احتلال البلاد.
وأكد مسؤولون عسكريون عراقيون، لـ"العربي الجديد" أنّ ماتيس الذي كان في استقباله، اليوم الإثنين، أعضاء السفارة الأميركية وضباط بالجيش الأميركي، التقى في صالة التشريفات الكبرى بمطار بغداد مع وزير الدفاع العراقي الجديد عرفان الحيالي، ورئيس أركان الجيش عثمان الغانمي.
ومن المقرر، وفقاً للمصادر ذاتها، أن يلتقي ماتيس مع رئيس الوزراء حيدر العبادي، ومسؤولين آخرين، قبل أن ينتقل للقاء جنوده في قواعد عسكرية أميركية شمال العراق.
زيارة ماتيس الأولى له منذ توليه منصبه بعد تعيينه من قبل الرئيس دونالد ترامب قبل نحو شهر، وصفها مسؤول في وزارة الخارجية العراقية، لـ"العربي الجديد"، بأنّها متوقعة "لكن ما يحمله في هذه الزيارة لا يمكن توقعه، وقد نحصل على دعم أكبر مقابل جملة شروط جديدة"، بحسب قوله.
وتأتي زيارة ماتيس، غداة إعلان العبادي، أمس الأحد، عن انطلاق عمليات تحرير الجانب الغربي لمدينة الموصل، من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بمشاركة مختلف صنوف القوات العراقية، ودعم من طيران التحالف الدولي.
وقبيل الزيارة التي لم يعلن عنها، قال ماتيس لمجموعة صغيرة من الصحافيين تسافر معه أثناء مناقشة أهداف الرحلة، وفق ما أوردت "رويترز"، إنّ "الجيش الأميركي ليس في العراق للاستيلاء على نفط أحد" لينأى بذلك بنفسه عن تصريحات ترامب.
وقال ترامب، في يناير/كانون الثاني الماضي، في خطاب أمام موظفي الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) إنّه "كان علينا أن نحتفظ بالنفط. لكن حسناً.. ربما تتاح لكم فرصة أخرى".
ولدى سؤاله عما إذا كان التهديد بالسيطرة على النفط العراقي على جدول أعماله في زيارته للعراق، استبعد ماتيس صراحة أي نية من هذا النوع. وقال ماتيس للصحافيين، "أعتقد أنّنا جميعنا هنا في هذه الغرفة وكلنا في أميركا ندفع مقابل ما نحصل عليه من غاز ونفط، وأعتقد أننا سنستمر في ذلك في المستقبل"، مضيفاً "لسنا في العراق للاستيلاء على نفط أحد".
وتصريحات ماتيس هي أحدث مثال فحسب على اختلافاته السياسية عن ترامب، إذ اعترف الرئيس الأميركي بأنّ ماتيس لم يوافقه الرأي بشأن فائدة التعذيب كوسيلة استجواب، وفي إشارة إلى نفوذ ماتيس قال ترامب إنّه سيحيل الأمر لوزير دفاعه.
وتأتي الزيارة بعد تقرير لـ"العربي الجديد" نقل فيه عن مصادر بالحكومة العراقية، قبل أيام، أنّ زيارة يرتقب حصولها للوزير ماتيس إلى بغداد، من أجل لقاء القادة العراقيين، تزامناً مع معركة الموصل.
كما من المرجح أن تحضر في زيارة الوزير الأميركي أسئلة بشأن تصريحات ترامب وأفعاله، لا سيما بعدما شمل قراره التنفيذي حظر سفر العراقيين المؤقت إلى الولايات المتحدة، وقوله إنّ واشنطن كان عليها أن تسيطر على نفط العراق، بعد الإطاحة بنظام صدام حسين في العام 2003.