ريشة أطفال غزة ترسم بقايا مقتنياتهم المدمرة

26 نوفمبر 2014
ريشة أطفال غزة ( تصوير: عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
أكملت الطفلة جنى مهنا (7 سنوات) من مدينة غزّة رسم عروستها التي قُطعت رأسها خلال القصف الإسرائيليّ على بيتها في العدوان الإسرائيلي الأخير، بعد أنّ وضعت دميتها المقطعة على لوحة فنية، وأبدلت الأجزاء المفقودة بأخرى مرسومة بألوان غلب عليها اللون الأحمر.

لم تكن جنى الطفلة الوحيدة من القطاع التي فقدت ألعابها خلال العدوان الإسرائيلي، حيث فقد المئات من الأطفال ذويهم وبيوتهم وألعابهم وأرجوحاتهم الصغيرة، ما انعكس سلباً على حالتهم النفسية وسلوكهم اليومي.

الواقع السيئ الذي مرّ فيه الأطفال خلال العدوان وبعده انعكس بشكل كبير على اخيار الأطفال للألوان التي استخدموها في رسوماتهم التي عرضت في معرض أطفال غزّة "نحيا من تحت الركام"، والذي نظمته روضة وحضانة ميرا بالتعاون مع برنامج غزّة للصحة النفسيّة.

المعرض الذي تمّ تنظيمه غرب مدينة غزّة ضم عدداً كبيراً من دمى وألعاب الأطفال التي تمّ الحصول عليها من تحت المباني والبيوت المدمرة، والتي قام الأطفال باستخدامها ودمجها في لوحاتهم التي عرضت واقعهم خلال العدوان الإسرائيليّ، وفق تصورهم للأحداث.

أما الطفل فتحي الجعبري (7 سنوات) فوضع سيارته الصغيرة المهشمة في لوحة بسيطة رسم فيها أجواء الحرب والمصابين ولحظات الإسعاف، فيما وضعت الطفلة ميس تربان، رأس عروستها على لوحة ورسمت دماؤها تسيل وسط أجواء مضطربة، في ساحة حرب.

وعلى الجانب الآخر، حاولت الطفلة شهد ابنة الشهيد الصحافي رامي ريان رسم والدها الشهيد وهو في "الجنة"، وقد أحاطته بالطيور والفواكه واضعة خوذة والدها التي تحمل شارة الصحافة في منتصف لوحتها، أما شقيقتها ريماس فقد رسمت أجواء الحرب واستخدمت الألوان الداكنة.

إلى الجوار وضع الطفل وليد حرارة دمية الدب الذي حصل عليه وقد تغير لونه الأبيض بفعل بارود الصاروخ وتحوله إلى اللون الرمادي في لوحة غلب عليها الخوف والقلق، أما زميلته يقين الجعبري، فقد رسمت قطاراً بدون سكة حديدية، دون أن تظهر وجهته، مفضلة أن تبقى غامضة.


وتقول مديرة روضة ميرا وصاحبة فكرة المعرض وجدان دياب، إنّ 22 طفلاً من الأطفال التي هدمت بيوتهم خلال الحرب الإسرائيليّة على غزّة شاركوا في الرسومات التي تظهر مدى تأثرهم بالحرب، وقد استخدموا ألعابهم المكسورة والممزقة في إكمال اللوحات.

وتوضح في حديث لـ "العربي الجديد" أن طبيعة الأطفال تتجه إلى التعلق بالألعاب التي تعتبر جزء مكمّل لحياتهم الطفولية، مبينة أن استرجاع تلك الألعاب من تحت الركام جاء لتحفيز الأطفال على إخراج مشاعرهم المكبوتة على اللوحات، وكانت النتيجة واضحة بشكل كبير.

وتشير دياب الى أن المعرض شهد إقبالاً كبيراً خلال الساعات الأولى من افتتاحه، وتمّ تقديم ألعاب جديدة للأطفال المشاركين فيه، ودعت إلى ضرورة التركيز على الأطفال وتشجيعهم على إبراز مواهبهم كي يعلم الجميع واقع الأطفال الصعب في غزة المحاصرة.

المساهمون