مع فوز شركة "مكسيما تليكوم"، المشغلة لخدمة الإنترنت اللاسلكي في مترو العاصمة الروسية موسكو، بعقد لتزويد العربات بكاميرات مراقبة ذات خاصيَّة التعرف على الوجه تتزايد مخاوف خبراء الأمن المعلوماتي على خصوصية المواطنين، لا سيما في حال استخدمت البيانات لتتبع شخصيات بعينها أو حدوث اختراقات للمنظومة.
ولفتت صحيفة "فيدوموستي" الروسية، في عددها الصادر اليوم الأربعاء، إلى أن قيمة العقد تبلغ ما يقارب 20 مليون دولار.
ويشمل المشروع تركيب أكثر من 12 ألف كاميرا في العربات، و428 خادماً للتعرف على الوجه وغيرها من المعدات. وذكّرت الصحيفة بأنّ عمدة موسكو، سيرغي سوبيانين، وعد بالانتهاء من إقامة المنظومة المتكاملة في مترو العاصمة بحلول 1 سبتمبر/أيلول المقبل، بعد أن طبق نظام تحليل الفيديو في الشوارع على نطاق واسع منذ بداية العام.
وأوضح مدير عام شركة "أفانبوست" المتخصصة في مجال الأمن المعلوماتي، أندريه كونوسوف، أن تجهيز عربات المترو بالكاميرات ضروري لضمان الأمن من جهة، و"لكن هذه مسألة أخلاقية من جهة أخرى".
أما الخبير في مجال الأمن المعلوماتي، دينيس باترانكوف، فأشار إلى أن نظام التعرف على الوجه "يستخدم بالفعل وأثبت فاعليته عند الكشف عن المخالفين"، مُعتبراً أنَّ تزويد العربات بالكاميرات "خطوة منطقية"، وأن العامل النفسي والإدراك أنه تجري المراقبة بالفيديو "هو أمر كفيل وحده بثني المجرمين والمشاغبين عن أعمالهم"، على حد قوله.
ومع ذلك، حذر باترانكوف من أنّ نظام تحليل البيانات يُشكّل اختراقاً للمجال الشخصي للمواطنين، مُشدداً على أهمية ضمان عمل المنظومة مع الالتزام التام بالأهداف المعلنة، وصون حقوق وحريات المواطنين العاديين.
وسبق للحقوقيين أن وجهوا انتقادات لنظام التعرف على الوجه في موسكو، كما تقدَّمت امرأة تدعى أليونا بوبوفا وزوجها فلاديمير ميلوف الذي شغل منصب نائب وزير الطاقة الروسي سابقاً، إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بشكوى من استخدام هذه التكنولوجيا أثناء الاحتجاجات في أعقاب انتخابات مجلس نواب موسكو، في سبتمبر/ أيلول 2019.