اخترقت طائرة روسية من طراز "سوخوي 27"، أمس الإثنين، المجال الجوي لجزيرة بورنهولم الدنماركية، التي تقع بمحاذاة الساحل الجنوبي للسويد في بحر البلطيق.
واعتبر حلف شمال الأطلسي "الناتو"، ووزارة الدفاع الدنماركية، مساء الإثنين، الخرق الروسي العلني للمجال الجوي لبورنهولم "قلة احترام للقانون الدولي وقواعد اللعبة".
وكانت الدنمارك قد أعلنت، أمس الإثنين، أنّ طائراتها الحربية "قامت بتفعيل طرد جوي للطائرة الروسية قرب بورنهولم". ووصفت وزارة الدفاع الدنماركية ما جرى بأنه "يعد انتهاكاً خطيراً للمجال الجوي للبلد العضو في الناتو".
وذكر "الناتو" أنّ الطائرات الحربية الدنماركية قامت بمناورات "حماية السيادة للمجال الجوي الدنماركي بطرد (سوخوي 27) الروسية، وبقيت تحلق حماية لهذا المجال".
وبحسب المعلومات التي رشحت، صباح اليوم الثلاثاء، فإنّ الروس أطلقوا طائرتهم من مدينة كالينينغراد "في خطوة تشير إلى تحركات روسية مستفزة في المنطقة (البلطيق)"، وفقاً لـ"الناتو".
وكانت قاذفة "بي 52" الأميركية قد قامت بدورية جوية، رفقة 8 طائرات من حلف شمال الأطلسي، يوم الجمعة الماضي، فيما بدا أن الروس يخشون التحركات الغربية، وخصوصاً التدريبات في البلطيق، بمشاركة هذا النوع من الطائرات الأميركية، القادرة على القصف الاستراتيجي والنووي.
وجاء التحرك الجوي الأميركي، ودخول أجواء الدنمارك، ضمن تدريبات أشمل للحلف، بمشاركة طائرات حربية من أكثر 30 دولة و80 طائرة حربية بالتناوب.
استفزاز واضح
ويشير الخبير في "أكاديمية الدفاع" في الدنمارك، كارستن موروب، في حديث لـ"التلفزيون الدنماركي"، إلى أنّ التحركات العسكرية المتزايدة في البلطيق "تثير الاستغراب. وخصوصاً التحليق الخطر قرب طائرات حلف شمال الأطلسي، وتجريب الاقتراب من الأجواء الدنماركية".
الاستغراب الذي تحدث عنه موروب أثير أيضاً قبل أيام في استوكهولم، حيث بدأت السويد حالة تأهب وتعزيز تواجدها العسكري في البلطيق. فرغم أنّ السويد ليست عضواً في "الناتو" إلا أنها دخلت في شراكة دفاعية جوية مع دول الجوار الأعضاء فيه؛ الدنمارك والنرويج ودول البلطيق.
وسجلت استوكهولم أيضاً تحركات روسية "مريبة" في القرب من جزيرة غوتلاند بالبلطيق، والمقابلة لجيب كالينينغراد الروسي.
موروب: تحركات موسكو في المنطقة تعبر عن "استفزاز واضح
ويرى موروب، أنّ تحركات موسكو في المنطقة تعبر عن "استفزاز واضح، فعادة ما يلعب الروس على الحافة، ولا يقومون بخرق قواعد اللعبة، لكنهم بدأوا أخيراً اختراق المجال الجوي وهو ما لم يفعلوه لسنوات، بل كانوا يتراجعون كلما اقتربوا من المجال الجوي للدول المتشاطئة في بحر البلطيق".
ومنذ أعوام وحالة التوتر تتزايد بين معسكر غربي، حتى مع دول غير أعضاء في "الناتو"؛ السويد وفنلندا، والروس في البلطيق. وتعتبر موسكو من ناحيتها أن الحلف الغربي يقوم بعمليات مستفزة في البلطيق، وغيرها من المناطق.
ومنذ يوليو/ تموز الماضي، شهدت طائرات روسيا والغرب "تواجهاً" في أكثر من مكان من أجواء أوروبا والبحار المفتوحة.
وأثار الروس قلقاً من تحليق طائرتي "بي 52" الأميركية الاستراتيجية قرب المجال الجوي الروسي في بحر أوخوتسك، في أقصى شرق البلاد، يوليو/ تموز الماضي. وردت موسكو حينها بإرسال طائرات "توبوليف" الاستراتيجية، المماثلة لقدرات قاذفات "بي 52" الأميركية، حيث اضطرت القوات الجوية الأميركية إلى مواجهتها.
ويتسع توتر الطرفين ليشمل بحر الشمال والبحر القطبي الشمالي، حيث يراقب الجانبان التحركات والتدريبات العسكرية في المنطقة القطبية. وباشرت روسيا بناء مهبط طائرات بطول 3.5 كيلومترات في إحدى جزرها، إلى الشرق من جزيرة غرينلاند الدنماركية، وهو ما يراقبه حلف شمال الأطلسي بعين قلقة مع تسارع عسكرة المنطقة القطبية، وتسابق الطرفين لتعزيز وجودهما فيه.