وأضاف روحاني، تعليقاً على العملية التركية المرتقبة شمالي سورية، "إننا ندعو تركيا كبلد صديق وشقيق وحكومتها، إلى مراعاة الدقة والمزيد من الصبر في هذه الأمور، وإعادة النظر في الطريقة التي اختارتها".
وأكد روحاني، خلال اجتماع لحكومته، أنّ "الحل لتوفير الأمن على الحدود الشمالية السورية والحدود الجنوبية التركية، هو استقرار الجيش السوري هناك" في إشارة إلى جيش النظام السوري، داعياً الدول الأخرى إلى "التحضيرات اللازمة لعودة القوات السورية إلى هذه المناطق الشمالية والشرقية السورية".
كما طالب روحاني، وفقاً لما أورده موقع الرئاسة الإيرانية، "أكراد سورية، بالوقوف إلى جانب النظام السوري وجيشه"، معتبراً أنّ "القضية الأساسية اليوم ليست شمال سورية وشرق الفرات، وإنما المشكلة الأولى هي منطقة إدلب، حيث يجتمع فيها جميع الإرهابيين"، بحسب تعبيره.
ونوّه الرئيس الإيراني إلى وجود توافقات سرية بين أنقرة وواشنطن من خلال القول إن "الطريقة التي اختيرت اليوم والتوافقات التي حصلت خلف الكواليس ليست لصالح المنطقة".
وأضاف روحاني أن هذه الطريقة "ليست مناسبة للمنطقة التي بحاجة إلى الهدوء هذه الأيام ليعود اللاجئون السوريون إلى بلادهم سريعا".
التوترات مع واشنطن
على صعيد آخر، قال روحاني إن "مؤامرة الضغط الأقصى الأميركية فشلت" ضد بلاده، فيما أشار وزير خارجيته محمد جواد ظريف، إلى أن الضغوط الأميركية "تتصاعد"، وأن استراتيجية طهران في مواجهة هذه السياسة الأميركية "هي المقاومة القصوى بالاعتماد على القدرات الداخلية".
وقال روحاني إن "البيانات والأرقام وكذلك معنويات الشعب تظهر أن تأثير الضغط الأقصى الأميركي انتهى"، مضيفا "لا أقول بأن العقوبات القصوى والإرهاب الاقتصادي الأميركي ستفشل، بل أؤكد أنها هزمت وفشلت".
وأوضح واعظي "نعرف قلاقل تركيا في حدودها، لكنها لن تزول ولن يتحقق الأمن عبر مهاجمة الأراضي السورية"، مشيرا إلى أن "ذلك يضر بالمنطقة".
وفي السياق، تحدّث واعظي عن حرب اليمن، مشيراً إلى أن السعودية أدركت أن الحرب لا يمكن أن تنهي الأزمة اليمنية، معلنا أنه "في حال كانت السعودية جادة في إقامة علاقات مع إيران وحل مشكلة اليمن، فحن نرحب بذلك".
من جهته، قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، إن "تركيا دولة صديقة لنا وبيننا مصالح مشتركة ثنائيا وفي المنطقة"، داعيا أنقرة إلى "ضبط النفس".
وأضاف ربيعي أن "إدلب مهمة بالنسبة لنا وهي معقل تنظيم داعش، ويجب أن يتم تحديد مصيرها"، معلنا ترحيب بلاده بمغادرة القوات الأميركية من سورية.
إلى ذلك، قال وزير خارجية إيران، في تصريحات خلال المؤتمر الدولي "الاقتصاد العالمي والعقوبات"، المنعقد في العاصمة الإيرانية طهران، إن العقوبات الأميركية "تستهدف بالدرجة الأولى المواطنين العاديين"، مشيرا إلى أنها "تمثل جريمة حرب".
وأضاف ظريف أن "المدنيين في الحروب العسكرية يمثلون أهدافا ثانوية، لكن في الإرهاب الاقتصادي هم الهدف الأول".
ولفت إلى أن انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي المبرم عام 2018 وما تبعه من عقوبات "أحدث مشاكل عديدة للأنشطة التجارية الإيرانية"، مضيفا أن "هذه الضغوط تتزايد باستمرار"، لكنه قال أيضا إن "القدرات الداخلية أيضا في مواجهة هذه الضغوط تتزايد".
وأوضح ظريف أن الاستراتيجية الإيرانية في مواجهة هذه السياسة الأميركية "هي المقاومة القصوى اعتمادا على القدرات الداخلية".
واعتبر الوزير الإيراني أن العقوبات الأميركية ضد البنك المركزي الإيراني، خلال الشهر الماضي، "غير قانونية"، مضيفا "عندما يفرضون عقوبات على البنك المركزي كمؤسسة سيادية، فمعنى ذلك أن هذا البنك لن يتمكن من استيراد الدواء والغذاء".
واتهم ظريف، الولايات المتحدة الأميركية "بتحويل مشكلتها مع إيران إلى قضية عالمية"، قائلا "في حال تمكنت من ذلك، فإن التكاليف السياسية وغير السياسية لضغوطها على إيران تتضاءل لأميركا فورا، وأن الدول ستمارس تلقائيا الضغط على إيران".
مناورات مفاجئة
وتشارك في المناورات التي تنظم تحت شعار "رصاصة واحدة لهدف واحد"، وحدات التدخل السريع والوحدات المتحركة الهجومية، بإسناد من مروحيات السلاح الجوي في المنطقة العامة أطراف مدينة أورومية، مركز محافظة آذربايجان الغربية.
وذكر الجيش الإيراني، في بيانه، أنّ أهداف المناورة هي رفع الجهوزية القتالية وسرعة العمل والتحرك وتنقل الوحدات العسكرية.
وتأتي هذه المناورات، بينما تستعد القوات التركية، صباح اليوم الأربعاء، لتنفيذ عملية عسكرية ضد المليشيات الكردية شمالي سورية.
أسرع عوامات بحرية
إلى ذلك، أعلن قائد القوات البحرية للحرس الثوري الإيراني، العميد علي رضا تنكسيري، أنه سيتم إزاحة الستار، اليوم الأربعاء، عن "أسرع عوامات بحرية تبلغ سرعتها 90 عقدة".
ووفقاً لما أوردته وكالة "فارس"، أكد تنكسيري أنّ البحرية الإيرانية تسعى إلى زيادة هذه السرعة لاحقاً إلى 100 عقدة، مشدداً على أنّه "لا يمكن حل مختلف القضايا مع العدو من خلال التفاوض"، في إشارة إلى الولايات المتحدة الأميركية.
وحذّر تنكسيري من أنّ "تلك القوى تهدف من خلال بيع الأسلحة إلى دول المنطقة إلى إشعال الحروب والمواجهات"، لافتاً إلى أن بلاده "أبلغت دول الخليج مراراً بأن هذه المنطقة تعود للدول المطلة على الخليج، وأننا قادرون على تأمينها بالتعاون الجماعي".