رواء حجازي... "دُميتك" حسب رغبتك

05 مارس 2018
تختلف أحجام الدمى التي تصنعها حجازي (عبدالحكيم أبو رياش)
+ الخط -
كسرت الفنانة الفلسطينية، رواء حجازي، من مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، القواعد النمطية والتقليدية لصناعة دمى الأطفال، لتصبح لافتة، تصنع حسب ملامح الطفل ورغبته، أو حسب المناسبة، ما يضفي عليها لمسة فنية خاصة، تميزها عن غيرها من متعلقات الأطفال والكبار أيضاً.

وساهمت مواقع التواصل الاجتماعي، إلى جانب الأقارب والأهل بتثبيت خطى حجازي على طريقها للفن، والذي اختارت أن تعبّره من خلال دمى الأطفال، والتي يتم تصميمها حسب الرغبة، إذ حصلت على التشجيع بعد أن قامت بنشر صور للدمى التي صنعتها مؤخراً، وقد حملت طابعاً فنياً مميزاً.

ولم تمنع المعيقات التي يعاني منها قطاع غزة المُحاصر الفتاة من تحقيق حلمها في صناعة قطع فنية مميزة، إذ تمكنت من تشكيلها، وإرسال واحدة منها إلى مدن الضفة الغربية رغم إغلاق المعابر، وما زالت تحلم بإرسال قطع أخرى لدول عربية، كانت قد وصلتها طلبات منها.
وتقول رواء حجازي (23 عاماً)، خريجة الفنون الجميلة من جامعة الأقصى لـ "العربي الجديد"، إنها حاولت أن تسلك طريقاً جديداً في الفن للتعبير عن ذاتها، يختلف كلياً عن الفنون الموجودة، مضيفة: "تمكنت من صنع أول دمية تحمل ملامح صاحبتها، وبعد حصولي على التشجيع الكافي، قمت بتكرار التجربة وصنع المزيد منها".

وتوضح أنها بدأت بعمل عدد من الأشغال اليدوية بعد تخرجها عام 2015، وقد تنوعت بين أطواق الورد، الرسم على الزجاج، الحرق على الخشب، وغيرها. لكنها توقفت عن العمل بسبب انتشار البضائع التجارية، والتي أدت إلى التأثير السلبي على أسعار الأشغال اليدوية، إلى جانب الحالة الاقتصادية السيئة، وقلة طلب الزبائن.

وعادت بعد فترة من الركود إلى حياكة الدمى، وصنع العرائس، وتقول: "أعشق عالم الكارتون وأبطال الرسوم الكارتونية، والعرائس، ما دفعني إلى تطبيق تلك الأفكار عبر الدمى، التي أحاول صبغها بروح الطفولة، وأميز ملامحها ببراءة الأطفال".

وتضيف حجازي: "نشرت أعمالي على وسائل التواصل الاجتماعي، ما دفع عددًا من المتابعين إلى إرسال طلبات، وبعد نحو خمسة أشهر، قمت بصنع دمية على هيئة طفلة، ونشرت صورة الطفلة، والدمية التي تحمل ملامحها، ما زاد من إعجاب المتابعين، وضاعف الكميات المطلوبة".

أما في ما يتعلق بمراحل صنع الدمية، فتقول إنها تبدأ في المرحلة الأولى بتصميم مجسم الدمية، وتطريزه باستخدام "الكروشيه" أو الصوف، وبعد تجهيزه، يتم حشوه بـ الفايبر "المخصص لحشو الوسائد"، وبعد الانتهاء من الحشو، يتم رسم الملامح المطلوبة عبر التطريز على الوجه، واستخدام إبر معينة، ومن ثم خياطة ملابس الدمية، وتركيب الشعر.

وتبين حجازي أنها شاركت في معرض خاص بمركز شؤون المرأة لعرض مشغولاتها، ولاقت أعمالها ثناء كبير. كذلك شاركت في مشروع "رياديات" لعرض المشاريع المميزة، وقد فاز مشروعها إلى جانب 15 مشروعاً، مشيرة إلى أنها تحاول تطوير عملها، ومتابعة كل جديد.
وتختلف أحجام الدمى التي تصنعها حجازي، إذ لا يتجاوز حجم القطعة الصغيرة 20 سنتيمتراً، والمتوسطة 37 سنتيمتراً، بينما يصل حجم القطعة الكبيرة إلى 50 سنتيمتراً، وتوضح أنها تستغرق ثلاثة أيام لصنع دمية واحدة، بعد مرورها بمراحل التصنيع.

وتشير إلى أن الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي يعتبر أحد أبرز المشاكل التي تواجهها في عملها، إذ تحتاج إلى حياكة ملابس تلك الدمى عبر ماكينة تعمل على الكهرباء، إلى جانب غلاء أسعار المواد الخام، وإغلاق المعابر، إذ يساهم ذلك في مضاعفة أسعار توصيل الطلبات، لكنها في الوقت ذاته دعت أصحاب المواهب إلى عدم الركون للواقع الصعب، وتحديه بالتصميم والإنجاز.
دلالات
المساهمون