رقصة اليولة...تراث إماراتي

07 فبراير 2017
تجسّد الرقصة معاني القوة والفروسية (Getty)
+ الخط -
تزخر منطقة الخليج العربي بالعديد من الفنون التراثية التي لا تزال حاضرة عبر الأجيال. وتعد رقصة "اليولة" واحدة من الاستعراضات التي تُقامُ لها المسابقات، وتقدَّم الهدايا الثمينة للفائزين، كما أصبحت تحظى بجمهورٍ جديدٍ بعد المشركات المتعددة في المهرجانات الفنية الخارجية.
تُمارِس جميع المراحل العمريّة رقصة اليولة الآن؛ وذلك بصورة فردية وثنائية ورباعية. وفيها، يقوم الراقص بأداء حركات تبيّن مدى مهارته في التحكُّم في العصا والسلاح. وفيما يبدو، أن هذه الرقصة تعد مرحلة متطوراً من رقصة العيالة التي كانت تؤدّى بصفة أساسية بعد الانتصار في الحرب. وكان يقوم بها أفراد القبيلة المنتصرة، وبذلك فهي عند قبائل العرب تحمل تجسيداً لمعاني القوة والفروسية التي أهَّلت صاحبها للانتصار في الحرب. وإذا كانت العيالة قد نشأت في نجد وانتشرت في باقي دول الخليج خاصة عُمان؛ فإن اليولة تعد اليوم وفقاً لباحثين في التراث الشعبي، فناً إماراتياً أصيلاً.

واليولة فقرة أساسية محببة في الاحتفالات الشعبية والأعراس، إذ يقومُ الراقص الذي يسمونه "اليويل" بالإمساك بالسلاح وتدويره فوق الرأس أو من الأمام، ورفعه إلى أعلى ثم التقاطه بخفة ورشاقة قبل أن يسقط أرضاً، وهو جاثٍ على ركبة واحدة. هذا السلاح، كان في العصور السابقة بندقية ثقيلة، وفي بعض الأحيان كان سيفاً، بينما اليوم تم تعويضه بسلاح صوري خاص بالرقصة ربما يكون خشبياً، كما يستخدم الراقصون سلاحاً يشبه الكلاشنكوف، لكنَّه مُجوَّف من الداخل، وخالٍ من الذخيرة. ومع خفَّة وزن السلاح المستخدم، أصبح الأطفال الصغار يشاركون في عروضها بسهولها، بعد أن كانت حكراً على الرجال الأشداء.

اليولة في أصلها رقصَةٌ ذكوريّة لا تمارسها النساء. وكانت تتطلب قوّة عضليّة ولياقة بدنية تسمح للراقص بإدارة السلاح في يده مع التوازن الجسدي، إضافة إلى ضرورة انسجام حركة قدمية مع إيقاع الموسيقى والأهازيج الشعبية التي تسمى "الشلة الحربية" التي يقوم بغنائها رجال يسمون "الرزيفة"، وهم يقفون في صفين متقابلين ممسكين بعصي من الخيزران يحركونها إلى أعلى وإلى أسفل، وأحياناً يثبتون أطراف عصيهم في الأرض.
في المناسبات وحفلات الأعراس، عادةً ما يعلن صاحب الحفل أو والد العريس مكافأة لأكثر الشباب استعراضاً بالسلاح، وقد يتكفّل في بعض الأحيان أحد الحضور من كبار الشخصيات بتكريم الأوائل عبر منح الفائزين جوائز نقدية أو عينية يطلق عليها "شارة" مثل الدروع والأوسمة أو غيرها من الهدايا القيمة، خاصة إذا سبق الإعلان عن الفكرة موعد الحفل، ويتحمَّل حينها شاعر الفرقة الحربية، أو أحد الشعراء المشاركين، أو صاحب الحفل مهمة تقييم "اليويلة".
تنظِّم الإمارات العديد من المسابقات في هذا الاستعراض، إذ تقدم الجوائز والدروع والأوسمة للفائزين، ومن أشهر تلك المسابقات بطولة "فزاع لليولة" التي تقام في إمارة دبي. ونظراً لجماهيرية اللعبة، فقد أطلقت مُؤخَّراً لعبة إلكترونية إماراتية ثلاثية الأبعاد تسمى "أبطال اليول"، وحُظِيت اللعبة بإقبال خليجي كبير فور إطلاقها. 
تحوَّلت اليولة من استعراض يؤدي في مناسبات معينة إلى هواية أصبحت تشكِّل هوساً للشباب والأطفال الإماراتيين، ومن ثم مسابقة، إذ تجدهم الآن يتبارون للحصول على لقب "اليويل الأفضل".
دلالات
المساهمون