عزيزي "سوبر ماريو": بينما كنت راقداً بالأمس أُشاهد التلفاز وأتجول بين القنوات، إذا بي أجد صورتك أمامي في إحدى هذه القنوات، فتوقفتُ مُباشرة، واضعاً "الريموت" جانباً، مُعتدلاً في جلستي، لأُتابع باهتمام ما الذي يقولونه عنك؟؟
فإذا بي أكتشف أنهم يحتفلون بعيد ميلادك الثلاثين، فوجدت أنه من الضروري أن أكتب لك مُهنئاً: كل عام وأنت بخير يا "ماريو".
أُعذرني على مُخاطبتك باسمك مباشرة، فأنا لا أعرف اسم طفلك الصغير كي أُناديك به، فأنا أعتقد أنك بالتأكيد قد تزوجت فلقد صار عمرك ثلاثين عاماً، وأُخمن أيضاً أنك قد كللت "رحلة حب" أفنى فيها الملايين أعمارهم، وتزوجت من "الأميرة" التي كانت تنتظرك في آخر كل مرحلة، أرجوك لا تُخبرني بأن أباها رفض أن يُزوجها إليك كونك "سباكاً"، وزوّجها من ابن خالتها "تاجر العُملة" الذي كانت تتساقط منه بعض العملات الذهبية والتي كنا نحاول أخذها.
أُعذرني على مُخاطبتك باسمك مباشرة، فأنا لا أعرف اسم طفلك الصغير كي أُناديك به، فأنا أعتقد أنك بالتأكيد قد تزوجت فلقد صار عمرك ثلاثين عاماً، وأُخمن أيضاً أنك قد كللت "رحلة حب" أفنى فيها الملايين أعمارهم، وتزوجت من "الأميرة" التي كانت تنتظرك في آخر كل مرحلة، أرجوك لا تُخبرني بأن أباها رفض أن يُزوجها إليك كونك "سباكاً"، وزوّجها من ابن خالتها "تاجر العُملة" الذي كانت تتساقط منه بعض العملات الذهبية والتي كنا نحاول أخذها.
رُبما كان هناك سبب آخر يجعلني أُخاطبك باسمك مُباشرة غير كوني لا أعرف اسم طفلك، وهو أنني أشعر بأنك وثيق الصلة بي كأحد أفراد عائلتي، رُبما أنت لا تعرفني مُطلقاً ولكني أعرفك جيداً، لقد أفنيت من عمري عدداً ليس بالقليل من السنوات معك في "دايرة الرحلة" كما يُسميها شخص لدينا اسمه، محمد منير، ورُبما لم تسمع عنه مُطلقاً ولكنه بالتأكيد سمع عنك.
لقد كنت أجلب نقوداً بكل الطرق المشروعة (مصروفي) أو غير المشروعة (كالتفتيش في بوك أمي) من وقت لآخر كي أبدأ معك "دايرة الرحلة"، أجري معك في الطُرقات هنا وهناك، أقفز من فوق السلاحف والأشرار، أتجنب الوقوع في الحفر، أبحث عن الوجبة الصغيرة فأتناولها كي أستطيع مواصلة الرحلة، أُواجه مكر الطُفيليات الغاضبة التي كانت تسير ببطء والتي كنا نُسميها "أبو الغضب"، أتطلع لمحاولة معرفة كل الطُرق المختصرة لتسهيل المُهمة علينا، أسعى للوصول معك إلى "الأميرة" الصغيرة مُحاولين خداع الديناصور المُرعب، ذي اللهب الحارق، الذي يحتجزها خلفه، كنا ننجح أحياناً ونفشل أحياناً. وهذه هي طبيعة الحال (في دايرة الرحلة).
لقد صُعقتُ عندما عرفت من التقرير التلفزيوني أن عمرك صار ثلاثين عاماً. أعلم أن السنوات أصبحت تحترق أسرع من أصابع الشمع، ولكنه وقْعُ المفاجأة يا عزيزي، الذي يحدث لكل شخص منا كل عام عند احتفاله بعيد ميلاده.
عزيزي "ماريو": لا أستطيع إنهاء خطابي دون توجيه رسالة عتاب لك، ليست مني وحدي، ولكنها من جيل بأكمله كنت أنت سبباً في خداعه، جيل في مثل سنك الآن أو أصغر قليلاً، أوهمتَه بأنه كي يحصل على "أميرته" ما عليه سوى القفز من فوق الأشرار، ولكن عندما جاؤوا ليقفزوا من فوق الأشرار فوجئوا بأن الأشرار يُطلقون عليهم "الرصاص الحي" و"الخرطوش" و"قنابل الغاز".
أوهمتَهم بأنكَ عندما تقع في أيدي أحد الأشرار، كل ما سيحدث لك أنك ستنكمش قليلاً، ولو كنتَ صغيراً، وسيُعيدونك من حيث بدأتَ مُحاولاً مرة أخرى، ولكن عندما حاولوا ووقعوا تحت أيدي الأشرار قاموا بسجنهم والضغط على زر "pause" لحياتهم لسنوات، تصل عند بعضهم إلى عدد سنوات عُمرك الآن.
أوهمتَ جيلاً بأكمله بأنكَ حين تفشل مرة فستنجح في الأخرى، فـ"الغيم أوفر" لا تأتي إلا بعد ثالث مرة على أقل تقدير، ولكن عندما حاولوا، اكتشفوا أن "الغيم أوفر" تأتي من أول مرة ببساطة.
المُرسل
جيل الثمانينيات والتسعينيات الذي خدعه سوبر ماريو!!
(مصر)
لقد كنت أجلب نقوداً بكل الطرق المشروعة (مصروفي) أو غير المشروعة (كالتفتيش في بوك أمي) من وقت لآخر كي أبدأ معك "دايرة الرحلة"، أجري معك في الطُرقات هنا وهناك، أقفز من فوق السلاحف والأشرار، أتجنب الوقوع في الحفر، أبحث عن الوجبة الصغيرة فأتناولها كي أستطيع مواصلة الرحلة، أُواجه مكر الطُفيليات الغاضبة التي كانت تسير ببطء والتي كنا نُسميها "أبو الغضب"، أتطلع لمحاولة معرفة كل الطُرق المختصرة لتسهيل المُهمة علينا، أسعى للوصول معك إلى "الأميرة" الصغيرة مُحاولين خداع الديناصور المُرعب، ذي اللهب الحارق، الذي يحتجزها خلفه، كنا ننجح أحياناً ونفشل أحياناً. وهذه هي طبيعة الحال (في دايرة الرحلة).
لقد صُعقتُ عندما عرفت من التقرير التلفزيوني أن عمرك صار ثلاثين عاماً. أعلم أن السنوات أصبحت تحترق أسرع من أصابع الشمع، ولكنه وقْعُ المفاجأة يا عزيزي، الذي يحدث لكل شخص منا كل عام عند احتفاله بعيد ميلاده.
عزيزي "ماريو": لا أستطيع إنهاء خطابي دون توجيه رسالة عتاب لك، ليست مني وحدي، ولكنها من جيل بأكمله كنت أنت سبباً في خداعه، جيل في مثل سنك الآن أو أصغر قليلاً، أوهمتَه بأنه كي يحصل على "أميرته" ما عليه سوى القفز من فوق الأشرار، ولكن عندما جاؤوا ليقفزوا من فوق الأشرار فوجئوا بأن الأشرار يُطلقون عليهم "الرصاص الحي" و"الخرطوش" و"قنابل الغاز".
أوهمتَهم بأنكَ عندما تقع في أيدي أحد الأشرار، كل ما سيحدث لك أنك ستنكمش قليلاً، ولو كنتَ صغيراً، وسيُعيدونك من حيث بدأتَ مُحاولاً مرة أخرى، ولكن عندما حاولوا ووقعوا تحت أيدي الأشرار قاموا بسجنهم والضغط على زر "pause" لحياتهم لسنوات، تصل عند بعضهم إلى عدد سنوات عُمرك الآن.
أوهمتَ جيلاً بأكمله بأنكَ حين تفشل مرة فستنجح في الأخرى، فـ"الغيم أوفر" لا تأتي إلا بعد ثالث مرة على أقل تقدير، ولكن عندما حاولوا، اكتشفوا أن "الغيم أوفر" تأتي من أول مرة ببساطة.
المُرسل
جيل الثمانينيات والتسعينيات الذي خدعه سوبر ماريو!!
(مصر)