خلفت سهرات نهاية رأس سنة 2014 الماضية التلفزيونية لدى الجمهور التونسي الكثير من التعليقات الساخرة حولها على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي وصفتها بقربها من التهريج أكثر من الترفيه. لذلك، أعدّت التلفزيونات التونسية الرسمية والخاصة، سهرات لنهاية السنة الحالية لتجاوز خيبة السنة الماضية.
التلفزيون الرسمي التونسي (القناة الأولى) الذي اعتمد العام الماضي على الممثلة مريم بن حسين لتقديم سهرة نهاية السنة، والتي كلفت المؤسسة أموالا باهظة من دون تحقيق النتائج المنتظرة، قرر هذه السنة منح الإعلامية يسر الصحراوي، فرصة تقديم سهرة رأس السنة.
تلفزيون "الحوار التونسي" الذي حققت سهرته التي قدمها الإعلامي علاء الشابي السنة الماضية نجاحاً، مقارنة بالتلفزيونات التونسية الأخرى، اختارت هذه السنة الإعلامي سمير الوافي ليتولى تقديم سهرة رأس السنة وسيشاركه كل المقدمين في القناة السهرة، من خلال فقرات قصيرة. كما ستعتمد القناة في سهرتها على الفكاهيين العاملين في مختلف برامجها، وهما بسام الحمراوي وفيصل الحذيري، لتقديم فقرات ساخرة حول الوضع في تونس.
اقرأ أيضاً: "الحوار التونسي" الأكثر نقداً والأكثر مشاهدة
قناة "نسمة تي في" اختارت منذ السنة الماضية عدم تقديم سهرات فنية بل تكتفي بتقديم فيلم عالمي، وهو من اختيار إدارة القناة التي تعتمد في برمجتها على مسلسلات تركية وأفلام غربية وتكتفي ببرنامج سياسي مباشر واحد، يقدمه الإعلامي برهان بسيس.
أما قناة "تونسنا" فقد اختارت أن تعطي الممثلة مريم بن حسين فرصة تقديم سهرة خاصة بمناسبة نهاية السنة، في حين ستواصل قناة "حنبعل" التي تعاني من مشاكل مالية وإدارية الاعتماد على "ابن الدار" الإعلامي عبد الرزاق الشابي لتقديم سهرة متنوعة، مثلما حصل السنة الماضية، إذ يستضيف فيها بعض الفنانين التونسيين والعرب، رغم فشله في تحقيق نسبة مشاهدة عالية السنة الماضية.
لكن ما يجمع بين هذه السهرات، أنها ستكون مسجلة، وذلك لصعوبة حضور ضيوف في البثّ المباشر، خاصةً من المطربين والفكاهيين الذين عادة ما يكونوا حينها يغنون ويؤدون مقاطع فكاهية في النزل والمطاعم التونسية، التي تنظم هي الأخرى سهرات بمناسبة نهاية السنة.
أما الإذاعات الرسمية والخاصة، فجلّها أعدت سهرات فنية تجمع بين الجانب الإخباري والترفيهي، ونقاط ربط خارجية مع العاملين فى هذه الليلة. كما ستتولى بعض الإذاعات نقل السهرة التي سينظمها "ائتلاف المثقفين التونسيين" في جبل الشعانبي، على الحدود التونسية الجزائرية، وهي حركة رمزية من هذا الائتلاف للوقوف في وجه الإرهاب، خاصةً أن جبال الشعانبي تشهد تمركز العديد من المجموعات المسلحة من أهمها "كتيبة عقبة بن نافع" و"جند الخلافة".
الإذاعات المناطقية الرسمية والتي عادة ما ينتهي بثها بين منتصف الليل والساعة الواحدة بالتوقيت المحلي، قررت استثنائيًا بمناسبة نهاية السنة التمديد في بثها ليتواصل لمدة 24 ساعة من دون انقطاع.
سهرات رأس السنة التلفزيونية والإذاعية إضافة الى طابعها الترفيهي، هي فرصة لهذه التلفزيونات والإذاعات لاستقطاب الإعلانات التجارية التي تعرف تراجعًا غير مسبوق نتيجة الأزمة الاقتصادية التي تعرفها تونس منذ أربع سنوات.
اقرأ أيضاً: المغرب: قانون النشر أبرز أحداث العام 2015