ذكاء الفن.. عن رواد الطليعية الرقمية

يعرف الفن المعاصر اليوم ما يعرف بالطليعية الرقمية؛ والتي يمثلها مجموعة من الفنانين الذين طوّروا برامج باستخدام الذكاء الاصطناعي بهدف إنتاج عمل فني رقمي، محاولين توظيف الإمكانيات التي لا حصر لها التي يوفرها الواقع الرقمي الحالي، والآخذة في التطور باطّراد.

يرى الفنانون الرقميون بشكل أساسي أن التطوّرات الحديثة في الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق وتحليل البيانات تؤكد أن هذا النوع من الفن سيكون قادراً في المستقبل القريب على ابتكار عمل أكثر إثارة للاهتمام مما يتوقع كثيرون.

من أبرز هؤلاء الفنانين اليوم جينا سوتيلا وماريو كلينجيمان وولف ليزير، ويجتمع الثلاثة في معرض يعد الأول من نوعه في غاليري "دام" في برلين وينطلق عند الثالثة من مساء اليوم ليتواصل حتى الثالث من آذار/ مارس المقبل تحت عنوان "ذكاء الفن"، ويقام في اليوم نفسه ندوة تناقش الفن الطليعي الرقمي مع الفنانين الثلاثة.

المشترك بين سوتيلا وكلينجيمان وليزير أنهم لجؤوا إلى برنامج GANs أو Generative Adversarial Networks، وهو عبارة عن بنيات لوغاريتمية باستخدام شبكتين الواحدة منها تعمل ضد الأخرى، بهدف توليد حالات تركيبية جديدة من البيانات التي يتم استخدامها على نطاق واسع في توليد الصور والفيديو والصوت.

ابتكر هذه الشبكات، عام 2014، الباحث المتخصص في التعليم الآلي إيان جي غودفيلو (1985)، ومنذ ذلك الوقت حققت نجاحاً كبيراً، ووصفت بأنها الفكرة الأكثر إثارة للاهتمام في السنوات العشر الأخيرة في التعلم الآلي.

بالنسبة إلى الفنانة الفنلندية جينا سوتيلا، فإنها تعمل مع الكلمات والأصوات والوسائط الحية الأخرى، وتكاد أن تكون ثيمة الخطر واللحظات الاجتماعية المحفوفة بالخوف والشعور بالتهديد موضوعتها الأساسية، وفي ذلك قدمت تجهيزات مركبة وعرضت أعمالها في "غوغنهايم"، و"متحف طوكيو للفن المعاصر" وفي معارض خاصة في عواصم مختلفة.

أما الألماني ماريو كلينجمان، فأدواته المفضلة في العمل الفني هي الشبكات والخوارزميات، وتتركز اهتماماته على الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق والفن التوليدي والتطوري وتصنيف البيانات والتصور أو المنشآت الآلية، وإذا كان هناك قاسم مشترك واحد بين أعماله، فهو أنها تحاول فهم أي نظام تكنولوجي رقمي من الداخل، وبناء علاقة بينه الإدراك الإنساني والنظرية الجمالية.

أما وولف ليزر فهو فنان ألماني وأول من أسّس متحفاً افتراضياً رقمياً عام 1998، كما ألف كتاباً بعنوان "عالم الفن الرقمي"، ويعتبر من الفنانين الرواد الذي اشتغلوا في هذا المجال، ونشطوا في توفير منصّات له وصالات عرض إلى جانب تأليف دراسات حوله.