تعزيزات إلى ديالى العراق تلافيًا لانهيار أمني وشيك

16 يونيو 2020
أعمال عنف شبه يومية في محافظة ديالى (الأناضول)
+ الخط -
أفاد مسؤولون عراقيون بأن وزارة الدفاع أرسلت قوات إضافية إلى محافظة ديالى تلافياً لانهيار أمني وشيك ببعض مناطقها، التي تشهد أعمال عنف ينفذها عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي، يقابلها نشاط موازٍ للمليشيات المتواجدة فيها، محذرين من مغبة تقاعس الحكومة في التعامل مع ملف المحافظة.

وتشهد العديد من مناطق المحافظة، ومنها مناطق الوقف والعبارة وزهرة وزاغنية وخانقين والعظيم وغيرها تدهوراً أمنياً خطيراً، من خلال أعمال العنف والقصف العشوائي الذي يستهدف المنازل السكنية بشكل يومي.

النائب عن المحافظة، أحمد مظهر الجبوري، قال إن "المحافظة تشهد خروقات أمنية متزايدة، وإن هناك عمليات استهداف للقرى الآمنة وسقوط ضحايا"، مبيناً أنه بحث الملف الأمني للمحافظة مع وزير الدفاع جمعة عناد، الذي أوعز بإرسال قوات عسكرية إلى المناطق التي تشهد ارتباكاً أمنيا، حسب قوله.

وأكد الجبوري أنه "تم إرسال أكثر من فوج قتالي حتى الآن، مشيراً إلى أن الفوج انتشر في مناطق الشيخ بابا وأطراف خانقين، فضلاً عن دعم لواء المغاوير بـ 150 جندياً إضافياً مع مدرعات وآليات عسكرية".

ويحذر نواب في المحافظة من انهيار أمني وشيك في عدد من مناطقها، في حال عدم وضع الخطط المناسبة لضبط الأمن فيها بشكل عاجل.

وقال رئيس "تحالف سائرون" في المحافظة، برهان المعموري، إن "استمرار الخروقات الأمنية وتكرار الهجمات الإرهابية يشيران إلى تصاعد خطورة عناصر داعش، وتهديدهم الواضح لحياة المواطنين وأبناء الأجهزة الأمنية في عدد من مناطق ديالى"، داعياً، في بيان، إلى "وضع حد لتلك الهجمات وقطع خطوط الإمداد، وتوجيه ضربات لتجمعات الإرهابيين".

وحذر من "حدوث انهيار أمني أشبه بانهيار 2014 في المحافظة (حين تم اجتياحها من قبل داعش)، وخصوصاً في المناطق الشرقية والغربية والشمالية الغربية"، داعياً رئيس الحكومة إلى "إرسال قوات تكفي للسيطرة على المناطق الرخوة وضبط أمن الحدود التي تربط المحافظة بالمحافظات الشمالية".


مسؤولون محليون، في المحافظة أكدوا أن استمرار المجاملات في الملف الأمني هو الخطر الأكبر، لافتين إلى أن المحافظة  تحتاج إلى قرار عسكري وسياسي بوقت واحد.
وقال مسؤول في الحكومة المحلية، إن "التعزيزات التي وصلت هي تعزيزات شكلية فقط، وأنها تكفي لحفظ أمن منطقة واحدة فقط"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أن "أمن ديالى يحتاج إلى قرار سياسي وعسكري في وقت واحد، يقضي بإنهاء دور المليشيات التي باتت مهددا رئيسا للأمن، ومن ثم تنفيذ عملية عسكرية بالمحافظة بمستوى العملية التي جرت أخيرا في كركوك".

وشدد "يجب أن تحل قوات عسكرية رسمية، وبشكل دائم، بدلاً من تلك المليشيات التي تنتشر في عدد من المناطق بالمحافظة"، مؤكداً أنه "من دون اتخاذ قرار بشأن ذلك، وفي حال استمرار مجاملة الحكومة لقادة المليشيات، فإن مشاهد العنف ستبقى مستمرة وسينهار أمن المناطق تباعا".

ويؤكد أهالي ووجهاء المناطق التي تشهد تدهوراً أمنياً، استمرار أعمال العنف فيها من قصف واغتيالات وتفجير عبوات ناسفة بشكل يومي، وسط عجز أمني بوضع حد لها.

وقال الشيخ عبد المنعم البياتي لـ"العربي الجديد" إن العديد من مناطق المحافظة لم تشهد  استقراراً منذ أكثر من شهرين"، مبيناً أن "قذائف الهاون تمطر المناطق السكنية بشكل يومي"، وأن القناصين المجهولين يغتالون الشباب، فضلاً عن العبوات الناسفة.

وأضاف "العنف بلغ مرحلة خطيرة جداً بالمحافظة، تستدعي تدخلاً حكومياً عاجلاً" محذراً من اتجاه المحافظة "نحو المجهول". 

وتشهد محافظة ديالى ذات الحدود المشتركة مع إيران، منذ نحو شهرين أعمال عنف شبه يومية، تزايدت حدتها أخيراً، إذ عادت مشاهد عمليات القنص والاغتيالات وتفجير العبوات والقصف العشوائي بقذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا على المناطق السكنية، وسط ارتباك بإدارة ملفها الأمني ونشاط متزايد للمليشيات.

المساهمون