وفي الوقت الذي بدا فيه لدى الجميع خلال الجلسة المخصصة لبحث الدور الأميركي تجاه اليمن والخليج شبه إجماع على استحالة نجاح أي حل عسكري للأزمة اليمنية، فقد تميز الجمهوريون بتشديدهم على ضرورة إيجاد نوع من التوازن بين الدوافع الإنسانية لحل الصراع والمصالح الاستراتيجية مع الشركاء في دول مجلس التعاون الخليجي، بحيث لا يطغى دافع على الأخر.
وفي هذا الإطار، أعرب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، السيناتور الجمهوري بوب كوركر، عن قلقه من أن تؤدي مخاوف البيت الأبيض من كارثة إنسانية في اليمن في حال استمرار الحرب هناك إلى التواني في دعم الشركاء الاستراتيجيين في الخليج.
وحذر السيناتور الأميركي البارز في إدارة الرئيس أوباما من الاندفاع نحو سياسات قد تخلق شرخا في العلاقات الاستراتيجية مع دول مجلس التعاون الخليجي الست، وخصوصا مع بدء تطبيق الاتفاق النووي مع إيران الذي كان الجمهوريون قد حذروا مسبقا من تبعاته المحتملة على العلاقة مع دول مجلس التعاون الخليجي.
ومن جانبه، دعا السيناتور الديمقراطي البارز في اللجنة إلى العمل على التوصل إلى حل سياسي للصراع الدائر في اليمن، معربا عن اتفاقه مع رأي إدارة أوباما، القائل بأنه لا يمكن ضمان نجاح أي حل عسكري للصراع.
واستمعت اللجنة لشهادة خبيرين في الشأن اليمني وفي العلاقات الأميركية الخليجية وهما السفير الأميركي الأسبق لدى اليمن، ستيفن ساش، وسيدة الأعمال الأميركية، ماري بيث لونغ، التي عملت سابقا في وزارة الدفاع الأميركية ولها خبرة وثيقة وصلات في المنطقة.
ورأى ساش أن مخاوف الحلفاء في دول مجلس التعاون الخليجي من تبعات الاتفاق النووي مع إيران جعلهم يتصدون بحزم لمحاولات إيران تمديد نفوذها إلى اليمن، لكنه دعا كذلك إلى حل سياسي في اليمن معربا عن قناعته باستحالة الحل العسكري.
أما ماري بيث لونغ فقد كانت أكثر وضوحا في القول بأن إيران تستغل الصراع الدائر في اليمن لتوسيع نفوذها الإقليمي. ونبهت لونغ الإدارة الأميركية وأعضاء اللجنة إلى خطورة ما وصفته بالتنسيق الإيراني الروسي في اليمن، وفي المنطقة بشكل عام، قائلة إن روسيا وإيران تقومان بتوزيع الأدوار بينهما.
كما حذرت الخبيرة الأميركية من أن الخطر الذي يمثله التطرف والإرهاب في اليمن على الخليج والولايات المتحدة سيكون أكبر بكثير من الخطر الحالي لتنظيم "الدولة الإسلامية" في سورية والعراق. وتوقعت لونغ أن يسفر التحالف الروسي الإيراني القائم حاليا عن زيادة الأوضاع اشتعالا في اليمن والمنطقة العربية خلال الشهور المقبلة.
اقرأ أيضاً: بعد الحوثيين.. حزب صالح يعلن التزامه بالقرار 2216