دراويش برداء أخضر... ما عليك مشاهدته من "نوبة" صوفيي السودان

29 يونيو 2018
8D709834-C2FA-4AB6-B4BF-DD498787DC6E
+ الخط -
بجلباب أخضر ومسبحة حول عنقه، كان السبعيني السوداني يدور حول نفسه متخذا من عصاه المصنوعة من الخيرزان مركزا لدائرة تتسع لمئات يرددون بصوت واحد ومنسجم "الله الله الله.."، في مشهد هو مبتدأ "النوبة"، أشهر طقوس الطرق الصوفية بالسودان.

في مجتمع تدين أكثريته بالولاء للطرق الصوفية، فإن "النوبة"، وهو الاسم الشعبي الذي يطلق على حلقات الذكر، تعدّ من أبرز معالم التراث الصوفي، ويحرص أتباع هذه الطرق على التجمع في مكان بعينه قبل غروب شمس الجمعة من كلّ أسبوع لتلاوة أورادهم.

في ضريح الشيخ حمد النيل، أحد أشهر شيوخ الطريقة القادرية، والذي عاش في القرن التاسع عشر، تحتفظ "النوبة" بألق خاص بسبب مئات المحتشدين أسبوعيا لإحياء طقسهم بجوار مرقد شيخهم الواقع في مدينة أم درمان، غرب العاصمة الخرطوم.

تبدأ "النوبة" عادة بعد صلاة العصر، وتنتهي برفع أذان المغرب، وفيها يصطف أتباع الطريقة على شكل دائرة، وهم يرتدون جلالبيبهم المميزة باللون الأخضر، ويقومون بتلاوة أذكارهم وترديد الأناشيد التي تمجد النبي ومشايخ طريقتهم.
ولا يقتصر حضور النوبة على الرجال، بل يمتد إلى النساء والأطفال الذين يصطفون على مقربة من الحلقة الرئيسية التي يشكلها الرجال، ليرددوا الأوراد ذاتها.

وخلال هذا الطقس يبرز "الدراويش"، وهم المنقطعون للعبادة كليا خلافا لبقية أتباع الطريقة، ويتولون ضرب الدفوف بتناغم متكرر مع ترديد الحاضرين للأذكار.
ويعتبر الدراويش أيقونة "النوبة"، فهم يتولون جميع شؤونها ابتداءً من تنظيف المكان وتعطيره بالبخور، وتنظيم الحشود وتوفير مياه الوضوء لهم، والمشاركة في ترديد الأوراد، وتحفيز المشاركين عليها.

(الأناضول)

دلالات

ذات صلة

الصورة
توزيع مساعدات غذائية لنازحات من الفاشر إلى القضارف (فرانس برس)

مجتمع

ترسم الأمم المتحدة صورة قاتمة للأوضاع في مدينة الفاشر السودانية، وتؤكد أن الخناق يضيق على السكان الذين يتعرّضون لهجوم من كل الجهات.
الصورة
متطوعون في مبادرة لإعداد وجبات طعام بود مدني (فرانس برس)

مجتمع

زادت الحرب في السودان عدد المحتاجين الذين وقعوا ضحايا للظروف السيئة وواقع خسارتهم ممتلكاتهم وأعمالهم واضطرارهم إلى النزوح.
الصورة

سياسة

كوارث هائلة لا تزال حرب السودان تتسبب بها بعد مرور عام على اندلاعها. مقدار المآسي وغياب آفاق الحل والحسم يفاقمان هشاشة أحوال هذا البلد.
الصورة
أطفال سودانيون في مخيم زمزم في ولاية شمال دارفور في السودان (الأناضول)

مجتمع

أفادت منظمة أطباء بلا حدود بأنّ طفلاً واحداً على الأقلّ يقضي كلّ ساعتَين في مخيّم زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور غربي السودان بسبب سوء التغذية.
المساهمون