10 يناير 2019
داعش .. فيدرالي الحكم وأصولي التشريع
عمر الجبوري (العراق)
اتبع تنظيم الدولة الإسلامية اللامركزية في الحكم منهجاً حكم به المناطق التي تحت سيطرته، إذ تعتبر هذه الإدارة للبلاد من الناحية الشكلية امتداداً لسياسة الحكم والإدارة الإسلامية على مر العصور، فقد انتهج هذه السياسة الخلفاء الراشدون منذ توليهم الخلافة، فقاموا بتعيين وﻻة وأمراء في الأمصار التي تقع تحت نفوذهم، ليتبعهم فيما بعد الأمويون والعباسيون، مروراً بالعصر الحديث، فقد حكم العثمانيون وغيرهم من الدول والإمارات الإسلامية الشاملة.
ولعل أبرز ما دعا إلى نجاح وسيطرة الدول الإسلامية، آنذاك، هو اتباعها اللامركزية في الحكم، ويعود السبب الرئيسي لإنشاء اللامركزية في الحكم إلى اتساع رقعة الدولة الإسلامية وانعدام وسائل اﻻتصال السريعة التي تمكن الخليفة، أو الحاكم، باتخاذ الإجراءات اللازمة لأي طارئ، قد يحصل في وﻻية من الوﻻيات البعيدة عن مركز الحكم والسلطة، فتم تعيين حكام ووﻻة يديرون شؤون الحياة اليومية، وتأسيس دواوين تعنى بشؤون الناس، مثل ديوان المستغلات وديوان الزكاة وديوان الصدقات وديوان الجند، وغيرها من الوزارات والدواوين التي لها التأثير المباشر على حياة الناس.
واقتصر عمل خليفة المسلمين على رسم الخطط الإستراتيجية الطويلة الأمد، وكذلك قيادة وتحريك الجيوش وتعيين الأمراء والحكام، أو عزلهم من مناصبهم، وإعلانه شن الحروب أو إنهاءها، فانحصرت هذه الصلاحيات بيد الخليفة حصراً، أي أنه ﻻ يمكن لأي والٍ، أو أمير، شن حرب على بلد ﻻ يقع تحت نفوذ الدولة الإسلامية إﻻ بموافقة الخليفة وقائد المسلمين.
وعند سيطرته على بعض المناطق في العراق وسورية، استحدث وﻻيات جديدة من هذه المدن، وعيّن وﻻة وأمراء يحكمون تلك الوﻻيات، لتوكل لهؤلاء الوﻻة مسؤولية إدارة هذه المدن، وتولي شؤونها الحياتية، معتبرين أنهم ينتهجون سياسة الحكم الإسلامي الشرعي، حسب وصفهم، واقتصر عمل الخليفة في قيادة وتوجيه الجيوش وتنصيبه أمراء ووﻻة يديرون شؤون الحياة اليومية.
وإطلاقه العفو عن المرتدين، حسب وصف التنظيم لهم، أو المتهمين بالردة الذين هم من أهل السنة، وبعد إعلان التنظيم دولته الإسلامية، وتنصيبه خليفة وأمراء على المدن، دخل في مرحلة التشريع واتخاذ القرآن والسنة النبوية المصدر الأساسي والوحيد للتشريع، حسب اعتقاد التنظيم، وهذا ما أحدث خلافا كبيرا بين أصحاب المنهج السلفي واختلافهم على مفهوم الحاكمية، ووصل بهم الأمر إلى تكفير بعضهم، وواصل تنظيم الدولة الإسلامية على هذه السياسة، حيث بنى محاكم إسلامية، وألغى المحاكم الأخرى، وفرض النقاب على النساء، وأجبر الرجال على صلاة الجماعة في المساجد، ومنع اﻻختلاط وفصل الذكور عن الإناث في المدارس والجامعات، وألغى مناهج دراسية يعتقد التنظيم أنها ﻻ تتناسب مع الشريعة الإسلامية، ودمر الآثار والمراقد، وأقام الحدود كحد الرجم والجلد وقطع الأيدي. وبهذه الحكم والتشريع، أعلن التنظيم أنه يحيي الخلافة الإسلامية، حاملاً شعار ''خلافة على منهاج النبوة"، حسب وصف التنظيم، ليبرر كل إرهابه وشطحاته الإجرامية باسم الدين.
واقتصر عمل خليفة المسلمين على رسم الخطط الإستراتيجية الطويلة الأمد، وكذلك قيادة وتحريك الجيوش وتعيين الأمراء والحكام، أو عزلهم من مناصبهم، وإعلانه شن الحروب أو إنهاءها، فانحصرت هذه الصلاحيات بيد الخليفة حصراً، أي أنه ﻻ يمكن لأي والٍ، أو أمير، شن حرب على بلد ﻻ يقع تحت نفوذ الدولة الإسلامية إﻻ بموافقة الخليفة وقائد المسلمين.
وعند سيطرته على بعض المناطق في العراق وسورية، استحدث وﻻيات جديدة من هذه المدن، وعيّن وﻻة وأمراء يحكمون تلك الوﻻيات، لتوكل لهؤلاء الوﻻة مسؤولية إدارة هذه المدن، وتولي شؤونها الحياتية، معتبرين أنهم ينتهجون سياسة الحكم الإسلامي الشرعي، حسب وصفهم، واقتصر عمل الخليفة في قيادة وتوجيه الجيوش وتنصيبه أمراء ووﻻة يديرون شؤون الحياة اليومية.
وإطلاقه العفو عن المرتدين، حسب وصف التنظيم لهم، أو المتهمين بالردة الذين هم من أهل السنة، وبعد إعلان التنظيم دولته الإسلامية، وتنصيبه خليفة وأمراء على المدن، دخل في مرحلة التشريع واتخاذ القرآن والسنة النبوية المصدر الأساسي والوحيد للتشريع، حسب اعتقاد التنظيم، وهذا ما أحدث خلافا كبيرا بين أصحاب المنهج السلفي واختلافهم على مفهوم الحاكمية، ووصل بهم الأمر إلى تكفير بعضهم، وواصل تنظيم الدولة الإسلامية على هذه السياسة، حيث بنى محاكم إسلامية، وألغى المحاكم الأخرى، وفرض النقاب على النساء، وأجبر الرجال على صلاة الجماعة في المساجد، ومنع اﻻختلاط وفصل الذكور عن الإناث في المدارس والجامعات، وألغى مناهج دراسية يعتقد التنظيم أنها ﻻ تتناسب مع الشريعة الإسلامية، ودمر الآثار والمراقد، وأقام الحدود كحد الرجم والجلد وقطع الأيدي. وبهذه الحكم والتشريع، أعلن التنظيم أنه يحيي الخلافة الإسلامية، حاملاً شعار ''خلافة على منهاج النبوة"، حسب وصف التنظيم، ليبرر كل إرهابه وشطحاته الإجرامية باسم الدين.
مقالات أخرى
08 ديسمبر 2016
16 يونيو 2016
06 مايو 2016