لا تزال البضائع والسلع تنساب إلى السوق القطرية بوفرة، والمعوقات التي فرضها الحصار على قطر تم تذليلها بإجراءات عملية وتقنية، تسهم في زيادة الواردات السلعية والصادرات، وكذلك في توسيع شبكة التجارة الإقليمية والدولية.
وقد أعلن الرئيس التنفيذي لموانئ قطر، عبد الله الخنجي، عن تدشين خطين ملاحيين جديدين بين ميناء حمد وميناءي صحار وصلالة في سلطنة عُمان، لافتاً خلال اجتماع عقدته غرفة قطر، أمس، مع كافة الشركات المستوردة للمواد الغذائية، إلى أن أول سفينة قادمة من ميناء صحار العُماني قد وصلت إلى ميناء حمد.
وقال إن هذين الخطين سوف يساهمان بشكل كبير في تعزيز حركة استيراد السلع الغذائية، معرباً عن الشكر والتقدير إلى سلطنة عُمان على هذا الموقف الأخوي والدعم الكبير. وقال إن العديد من شركات القطاع الخاص العُماني أبدت استعدادها لتقديم الدعم اللوجستي للشركات القطرية المستوردة للمواد الغذائية.
تسيير الخطوط الدولية
وأشار الخنجي إلى خط النقل البحري المباشر بين ميناء حمد وعاصمة الصين الاقتصادية (شنغهاي) ضمن خدمة "New Falcon" التابعة لشركة البحر الأبيض المتوسط للنقل البحري "أم أس سي" بحيث تستغرق الرحلة من 14 إلى 20 يوماً.
إضافة إلى الخط البحري المباشر لتحالف "Ocean Alliance"، ما سيسهم في تعزيز حركة الاستيراد، لافتاً إلى أن موانئ قطر وفي ظل الوضع الحالي تعطي المواد الغذائية ومدخلاتها الأولوية القصوى، مشيراً إلى أن هناك تنسيقاً مع الجمارك لتيسير إجراءات الإفراج عن البضائع.
ومن جانبه قال الممثل عن شركة الملاحة القطرية، صالح عبد الله الهارون، إن شركة الملاحة القطرية تقوم بأقصى جهد في تقديم كل ما من شأنه تسهيل إجراءات استيراد السلع وتدفقها على السوق المحلية.
ولفت إلى أن الشركة تسير حالياً ثلاث سفن أسبوعياً إلى ميناء صحار العُماني وسوف تزيد من عدد السفن قريباً، كما أن هناك خطة لشراء عدد من السفن الجديدة، مشدداً على أن الوضع الحالي يتطلب مساهمة الملاحة القطرية والخطوط الجوية القطرية في دعم التجار وتسهيل إجراءات استيراد السلع.
خدمات الشحن مع عُمان
وكانت الشركة القطرية لإدارة الموانئ "مواني قطر"، قد أعلنت اليوم عن تدشين خط مباشر يربط ميناء حمد مباشرة بميناء صحار بسلطنة عُمان الشقيقة ضمن خدمة "دي أم جي" التابعة لشركة "ملاحة".
جاء الإعلان عن تدشين الخط الجديد خلال مؤتمر صحافي عقدته مواني قطر، اليوم الأحد، في ميناء حمد حيث قالت الشركة: "إنه في ضوء التطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة مؤخراً، وبتوجيه من وزارة المواصلات والاتصالات، تم العمل بالتنسيق مع شركائنا على ضمان استمرارية العمليات التجارية والشحن داخل وخارج دولة قطر".
وأضاف: "تود مواني قطر التأكيد على أن الأعمال التجارية تسير كالمعتاد دون أي تأثير، كما توضح أن عدداً من شركائها من مختلف أنحاء العالم قد قاموا بإضافة خدمات جديدة من شأنها أن تعزز التجارة الخارجية للدولة".
وأشار إلى أن سفينة الحاويات (Hansa Neuburg) التي وصلت إلى ميناء حمد اليوم تحمل على متنها بضائع متنوعة بحمولة إجمالية تبلغ 1696 حاوية نمطية من بينها 133 حاوية مبردة تحتوي على إمدادات غذائية.
وأوضح أن الخط الجديد سيوفر خدمات شحن مباشرة بين ميناء حمد وميناء صحار بمعدل 3 رحلات في الأسبوع، مشيراً إلى أن الرحلة بين الميناءين تستغرق يوماً ونصف اليوم تقريباً.
وسيعمل هذا الخط على ربط ميناء حمد بالعديد من الموانئ من مختلف أنحاء العالم، بما يعزز مساعي الشركة بتوفير منصة مستقرة لسلسلة الإمداد للسوق المحلية وللاقتصاد القطري على المدى القصير والطويل.
مساعٍ لتشكيل تحالفات تجارية
وناقشت الشركات المستوردة للمواد الغذائية خلال الاجتماع، كافة العقبات التي تواجه رجال الأعمال والتجار تمهيداً لحلها بما يضمن سهولة انسياب وتدفق السلع إلى السوق المحلية.
وتم خلال الاجتماع الاستماع إلى مقترحات رجال الأعمال من أجل تسهيل انسياب السلع إلى دولة قطر، خاصة مع وجود بعض المعوقات التي يطالبون بحلها ومن بينها ارتفاع أسعار الشحن بالنسبة للخطوط الجوية القطرية.
وكذا، عدم اشتراط عرض الخضار والفواكه التي يتم استيرادها جواً على المزاد لأن تكلفة استيرادها مرتفعة، وتسهيل الإجراءات بالنسبة للموانئ بما يسهم في تسهيل حركة استيراد البضائع.
واقترح محمد بن أحمد العبيدلي، رئيس لجنة الزراعة بالغرفة، على رجال الأعمال أن يقوموا بتشكيل تحالف أو شراكة لاستئجار طائرات خاصة وسفن من أجل شحن البضائع التي يقومون باستيرادها من الدول المختلفة، لافتا إلى أن غرفة قطر مستعدة للقيام بالتنسيق مع رجال الأعمال من أجل تحقيق هذه الغاية.
وأشار إلى أن الاجتماع خلص إلى الطلب من رجال الأعمال تقديم مقترحاتهم إلى الغرفة خلال ثلاثة أيام من اجل حل المعوقات وتسهيل انسياب السلع من مختلف الجدول سواء بحراً او جواً، وتحقيق فائض في السلع وليس فقط سد احتياجات السوق.