عقدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في ساعة متأخرة من مساء أمس السبت، مؤتمراً صحافياً عقب مسيرة حاشدة في بلدة عصيرة الشمالية إلى الشمال من مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية المحتلة، نصرة ومساندة للأسير بلال كايد المضرب عن الطعام لليوم الخامس على التوالي احتجاجاً على تحويله للاعتقال الإداري، عقب قضائه 14 عاماً ونصف في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وشارك المئات من الفلسطينيين في المسيرة التي انطلقت من أمام مبنى بلدية عصيرة، وجابت شوارع القرية وصولاً إلى منزل عائلة الأسير حيث عُقد المؤتمر هناك، وتخلله إلقاء بيان صحافي صادر عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، منظمة فرع سجون الاحتلال، وكلمة نادي الأسير الفلسطيني، وكلمة أخيرة لعائلة الأسير.
ودعا البيان الذي ألقاه الأسير المحرر ماهر حرب إلى التركيز على الفعل الجماهيري والمسيرات الحاشدة التي من شأنها أن توصل الرسالة للمحتل الإسرائيلي، وتوسع رقعة التحرك وشموليته، مشيراً إلى أن الشعب الفلسطيني يثق بالقوى الحية القادرة على تغيير المعادلات التي تفرضها عليه سلطات الاحتلال.
وأبرق البيان رسالة إلى وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية، طالب فيها تسليط الضوء على قضية بلال كايد وتحويله للاعتقال الإداري، واستخدام هذا النموذج الحي لإيصال صورة وطبيعة ما يمارس من قبل أجهزة الاحتلال الأمنية والاستخباراتية للعالم أجمع في اختراقها لحقوق الأسرى والأسيرات.
وطالب البيان وسائل الإعلام المرئية المحلية، للعد اليومي لإضراب الأسير بلال، الذي يخوضه منذ خمسة أيام، ووضع شارة على هوامش المحطات التلفزيونية، والوقوف بجانبه، وتسليط الضوء على قضيته كي لا يتجاوز إضرابه مدة طويلة.
وأضاف البيان: إن خطوات احتجاجية وغاضبة سيخوضها الأسرى احتجاجاً على قرار تحويل بلال إلى الاعتقال الإداري، علماً أنهم أضربوا عن الطعام ليومين كخطوة أولى. وأشار إلى أن كافة الأسرى سيضربون يومي الثلاثاء والأربعاء القادمين، وسيتبعه بعد ذلك إضراب مفتوح عن الطعام ما لم يتم الإفراج عن بلال.
وأشار إلى أن مصلحة السجون باشرت بعقوبات قاسية بحق أسرى الجبهة الشعبية الذين خاضوا إضراباً عن الطعام لمدة يومين، وقررت منع الزيارات عن الأسرى المضربين، ونفذت حملات نقل تعسفي لعدد من الأسرى طاولت سجون مجدو وعوفر نفحة والنقب. واعتبر البيان هذه الخطوات سابقة خطيرة بحق الأسرى، منبهاً من احتمال إقدام مصلحة السجون على خطوات أقسى من هذه، داعياً الأحزاب الفلسطينية والمؤسسات والجماهير لليقظة لما سيجري في الأيام القادمة، وألا تقف مكتوفة الأيدي إزاء ذلك.
بدوره، قال مدير نادي الأسير الفلسطيني رائد عامر: "كان من المفترض أن نحتفل بتحرير الأسير بلال، إلا أن قرار تحويله للاعتقال الإداري حال دون ذلك"، واصفاً القرار بجريمة إنسانية جديدة، تُضاف إلى سلسلة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق الأسرى والأسيرات داخل سجون الاحتلال.
وأكد عامر أن قضية بلال ستتابع قانونياً من خلال هيئة شؤون الأسرى والمؤسسات الحقوقية، لرفعها إلى أعلى المستويات حتى انتزاع قرار الإفراج عنه، وعودته إلى بلدته حراً قاهراً للسجان، كما دعا الجاليات العربية والفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم لضرورة التحرك للضغط من أجل إنهاء قضية بلال بالحرية.
كذلك، وجه محمود كايد شقيق الأسير بلال رسالة للاحتلال الإسرائيلي بأن قراره لن يقلل من عزيمة والدته وأهله الذين ينتظرونه منذ أكثر من 14 عاماً، مشيراً إلى أن بلال ليس فقط إبن بلدة عصيرة والجبهة الشعبية، بل إنه رأس حربة الفلسطينيين وعلى الجميع أن يقفوا وقفة جادة حتى نيل بلال الحرية.
وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إبان انتفاضة الأقصى الثانية عام 2001، واتهمته بالانتماء لكتائب الشهيد أبو علي مصطفى، الجناح العسكري للجبهة، وقيامه بعمليات فدائية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وحُكم بالسجن لأربعة عشر عاماً ونصف، إلا أنه وبعد إنهاء حكمه حُوّل للاعتقال الإداري بحجة وجود ملف سري لدى جهاز الشاباك الإسرائيلي.