كشف رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور، اليوم السبت، عن ملامح خطة أردنية استراتيجية شاملة، لمواجهة التطرف والإرهاب، ومعالجة الأسباب المغذّية له، بحيث تتضمّن الخطة إعادة النظر في جملة من الإجراءات السياسية والاجتماعية والتربوية، للقضاء على الفكر المتطرف.
النسور وخلال مشاركته في مؤتمر "نحو استراتيجية شاملة لمحاربة التطرف"، أشار إلى أنّ الخطة ترتكز إلى ثلاثة محاور، تبدأ بتحقيق الأمن بمفهومه الشامل، والذي يتضمن الأمن الفكري والسياسي والاجتماعي، وفي مجال المعالجة السياسية والحقوق والحريات، تقوم الخطة على ترسيخ الحكم الديمقراطي عبر مشاركة الأغلبية، وترسيخ دولة المؤسسات والقانون.
ولفت إلى أنّ الإجراءات الحكومية في هذا الخصوص، تتجلى في قوانين تعظّم المشاركة السياسية، على غرار قانون البلديات واللامركزية، وقانون انتخاب عصري، ينتظر أن يناقشها مجلس النواب قبل الصيف المقبل.
أما المحور الثالث، فيركز على المجال التربوي، من خلال إعادة النظر في المناهج الدراسية، وإعادة الاحترام للمسجد من خلال تأهيل الأئمة والوعاظ.
وفي هذا السياق، أقرّ النسور بأنّ الخطة تحتاج إلى وقتٍ لتلمس نتائجها، خاصة في ما يتعلق بالشق الهادف إلى تعديل صور الإسلام التي أساءت لها الممارسات المتطرفة، التي تقوم بها الجماعات الإرهابية باسم الإسلام، معتبراً أنّ "الإسلام هو الخاسر الوحيد، نتيجة الممارسات الإرهابية التي ترتكب باسمه"، مضيفاً "أصبح الإسلام نتيجة لتلك الممارسات مقلقا ومفزعا ومكروها".
من جهةٍ أخرى، أشار إلى دور الأوضاع الاقتصادية المرتبطة بالفقر والبطالة في تنمية التطرف، لافتاً إلى أن العالم الإسلامي والدول العربية المستفيدة رقم واحد من المنح العالمية بواقع 700 مليار دولار سنويا، ما يعكس واقع الفقر والبطالة فيها.
كما حدد العامل الأخير، بالظروف السياسية المحيطة، والقمع الواقع على الأمة، والفشل المزمن في حل القضية الفلسطينية، التي يستغل المتطرفون والإرهابيون بقاءها على حالها، ليبرروا فسادهم.
[اقرأ أيضاً: خطّة أوباما توسيع الحرب على "داعش" لحماية الأردن والسعودية]
وتأتي هذه الخطة كرد فعل على إقدام تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على إعدام الطيار الحربي الأردني، معاذ الكساسبة حرقاً، الأمر الذي اعتبره النسور دليلاً على نجاعة كل المواقف التي اتخذتها بلاده، والمجتمع الدولي في محاربة التنظيم.