قبل أسبوعين من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية، تصاعدت حدة المواجهات بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وأبرز منافس له المرشح عن "حزب الشعب الجمهوري" محرم إنجه، لتشهد الحملات الانتخابية تبادلاً للاتهامات، وعرض مشاهد فيديو تظهر كل طرف وهو يناقض نفسه، في حين غاب بقية المنافسين.
ويبدو أن المنافسة انحصرت بين أردوغان وإنجه، إذ إن المنافسة، إن لم تحسم من الجولة الأولى، فإن الجولة الثانية ستكون بينهما، وفق استطلاعات الرأي، التي تشير إلى أن أردوغان عند حاجز 50 في المائة، فيما إنجه عند حاجز 25 في المائة، فتصاعدت حدة المواجهة بين المرشحين.
ضمن حملاته الانتخابية، يصف أردوغان إنجه دائماً بأنه "مجرد عامل عادي"، فيما هو أصبح معلماً في مهنته، ويرغب في أن يكون كبير الحرفيين، داعياً الشعب إلى التصويت له، فهو أنهى مرحلته الأولى في بلدية إسطنبول، واكتسب خبرته في رئاسة الوزراء، وأكمل في رئاسة الجمهورية حرفته ليصبح معلماً فيها، مطالباً الشعب بالتصويت له ليكون كبير المعلمين.
وتحدى أردوغان منافسه إنجه بأن يستقيل من حزبه حال خسارته الانتخابات، وهي دعوة كان قد وجّهها سابقاً إلى رئيس الحزب، كمال كلجدار أوغلو، الأمر الذي لم يقدم عليه الأخير، وتعرض لانتقادات من حزبه وعلى رأسهم إنجه.
وللتأكيد على دعوته، اعتمد أردوغان على مشاهد فيديو لتسجيلات سابقة تتضمن تصريحات إنجه عن كلجدار أوغلو، وذلك في ميادين التجمعات الانتخابية، وهو تكتيك جديد لجأت إليه المعارضة أيضاً. واليوم، بعد عرض مقطع فيديو خلال تجمع في ولاية دنزلي، قال أردوغان "هذا ما يقولونه لبعضهم حول الانتخابات، فهل ستستقيل يا سيد محرم إنجه إذا لم تحل أول؟"، قاصداً دعوة إنجه السابقة لكلجدار أوغلو إلى الاستقالة.
ورد إنجه على اتهامات أردوغان بالفيديو أيضاً، وتحدى أردوغان بأن يظهر معه في مواجهة تلفزيونية، ولكنه شكك في إمكانية قبوله بذلك، واصفاً أردوغان بـ"الرجل المنهك" الذي لم يعد قادراً على قيادة البلاد، فهو يتصارع مع العالم ناسياً الهموم المحلية، فيما هو مهتم بإيجاد فرص العمل للمواطنين وبناء المشاريع لهم، وحل أزماتهم الاقتصادية، بحسب زعمه.
إلى ذلك، شكل موضوع المقاهي الوطنية ساحة سجال في الأيام الماضية، إذ كشف أردوغان عن هذه المقاهي، وأنه سيعمل على نشرها في كل المناطق التركية، فتلقفت المعارضة هذا الإعلان ساخرة من أردوغان، ومبينة أن البلاد فيها مشاكل كثيرة فيما أردوغان منصرف إلى تأمين المقاهي للشباب، وتقديم "الكيك" لهم، في حين أن المعارضة تهتم بتأمين فرص العمل للشبان والشابات.
أردوغان رد على هذا الأمر بالتأكيد على أن اسم هذه المقاهي معناه مكان القراءة، ويقصد بها أنه يسعى لافتتاح هذه المقاهي التي تتضمن الكتب والإنترنت ويقدم فيها للشبان الشاي والقهوة و"الكيك" بالطبع، مستشهداً بزيارة قام فيها أخيراً لأحد هذه المراكز.
وفي إطار الحملات الانتخابية، يعتزم أردوغان الهبوط بطائرته مع رئيس الحكومة والوزراء في المطار الثالث بإسطنبول قبل الانتخابات بيومين، أي في 22 يونيو/ حزيران الجاري، في محاولة منه لكسب تأييد الناخبين أكثر، والدلالة على المشاريع الكبرى التي تنفذ، فيما يفتتح مشاريع كبرى أخرى، في وقت تنوي الحكومة افتتاح المرحلة الأولى من المطار الثالث، وهو أكبر مطار في العالم، في 29 أكتوبر/ تشرين الأول القادم.