استُبق إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، استراتيجيته الحربية الجديدة في أفغانستان، فجر الثلاثاء، بظهور مؤشرات ومواقف زادت المخاوف على مستقبل أفغانستان، مع فتح حركة "طالبان" جبهات متعددة للقتال، ربما رداً استباقياً منها على الاحتمال الذي كان كبيراً حول توجه أميركي لخصخصة الحرب من خلال الاستعانة بشركة "بلاك ووتر" الخاصة. وجاء آخر تحذير من خطورة الوضع من قِبل وزير الدفاع الأفغاني محمد شاه بهرامي، الذي حذر من أن أفغانستان تمر بمرحلة حرجة وحساسة بعد أن فتحت حركة "طالبان" جبهات القتال في 23 إقليماً من أصل 32، مشيراً إلى أن اثنين من تلك الأقاليم في خطر ويُخشى سقوطهما في يد "طالبان"، هما هلمند في الجنوب وقندوز في الشمال. كما شدد بهرامي على أن القوات المسلحة الأفغانية ترد بكل قوة على هجمات "طالبان"، وأنها غيّرت استراتيجيتها من خلال التركيز على تجهيز القوات الخاصة لدك معاقل "طالبان" الرئيسية، والاعتماد على العمليات العسكرية.
هذا التوجّه الذي لم يأخذ به ترامب في النهاية، كان محور نقاش في وسائل إعلام غربية، إذ قالت صحيفة "تايمز" البريطانية إن السلطات الأميركية تدرس الاستراتيجية التي وضعتها شركة "بلاك ووتر" للحرب ضد الجماعات المسلحة في أفغانستان، والتي يتم بموجبها إرسال قواتها الخاصة. ونقلت الصحيفة عن رئيس الشركة إريك برنس قوله إن ترامب سيدعوه ويتباحث معه بشأن الحرب في أفغانستان، مشيرة إلى أن مساهمة مثل هذه الشركات في الحرب ستحوّل قضية أفغانستان إلى كارثة، لأن جنود تلك الشركات لا سطوة لأحد عليهم، كما لا يُعرف مدى نجاح تلك الشركات في حرب معقّدة كالحرب في أفغانستان. وأضافت الصحيفة أن الخطوة إذا تم السير بها فإنها ستثير غضب الأفغان، وسيقف في وجه الحكومة الأفغانية الكثير من مؤيديها، لأنه بات من المعلوم أنه ليس حلاً ناجعاً.
كذلك قالت "ناشيونال إنترست" الأميركية في مقال لها إنه "إذا أردتم أن تدمروا أفغانستان، أرسلوا لها جنوداً بالأجرة". وأشارت إلى خطة العمل في أفغانستان التي قدّمتها شركتا أمن أميركيتان للحكومة الأميركية وهما: "بلاك ووتر"، و"داين كورب." واعتبرت المجلة أن من حسن الحظ أن وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس يخالف ما قدّمته الشركتان، ولكن ليس من المستبعد أن ينهي الرئيس الأميركي قرار وزيره بهذا الشأن.