خبراء يناقشون البطالة بشمال أفريقيا: النموّ لا يخلق الوظائف

25 ابريل 2019
مطالب بتحسين ظروف العمل (فرانس برس)
+ الخط -

أوصى خبراء خلال مؤتمر دولي افتتح أمس بالرباط، ببلورة برامج كفيلة بتوفير فرصة العمل للشباب في منطقة شمال أفريقيا، التي تعرف أحد أعلى معدلات البطالة في العالم، مؤكدين ضرورة إتاحة عمل لائق للشباب في المنطقة.

وينكبّ الخبراء والمسؤولون الذين يهتمون بالتشغيل في شمال أفريقيا، على البحث في فرص العمل في بيئة متغيرة، وعلاقة التشغيل بالأنظمة والحوكمة والسياسات العمومية، وعلاقة التمويل والمهارات والابتكار بالموارد وعوامل الإنتاج.

وقالت مديرة مكتب اللجنة الاقتصادية لأفريقيا لشمال أفريقيا ليليا هاشم نعاس، في افتتاح مؤتمر الحوار الرفيع المستوى، الذي يختتم اليوم الخميس، بشأن "الاستراتيجيات وسياسات التنمية من أجل خلق فرص العمل في شمال أفريقيا: تجديد العلاقات"، إن البطالة التي تطاول بشكل خاص الشباب، تشكل تحدياً كبيراً لشمال أفريقيا.

وذهبت إلى أن مستوى البطالة، يصل في منطقة شمال أفريقيا إلى 11.5 في المائة، بحسب بيانات المكتب الدولي للعمل، معتبرة أن ذلك المعدل يجعل من المنطقة إحدى أكثر المناطق معاناة من البطالة في العالم.

وتتصور أن منطقة شمال أفريقيا، التي تضم مصر والجزائر والمغرب وتونس وليبيا، لا تزال غير قادرة على إتاحة فرص عمل لائقة، بما يستجيب للطلب الذي يعبّر عنه العاطلون من العمل والخريجون، وذلك بالرغم من مستوى النموّ الاقتصادي الذي ارتفع في بلدان من المنطقة.

وتشير تقارير دولية إلى أن البطالة تظل ثابتة في منطقة شمال أفريقيا، حيث تطاول 8.7 ملايين شخص، هذا في الوقت الذي يرتفع عدد طالبي فرص العمل سنوياً.

وكانت منظمة العمل الدولية، لاحظت أن البطالة تصل بين الشباب في شمال أفريقيا إلى 28.8، أي ضعف المتوسط العالمي، داعية البلدان إلى تبني سياسات متشاور فيها من أجل تجاوز أزمة التشغيل وسط الشباب.

وتسجل المنظمة أن شمال أفريقيا سجلت ارتفاعاً قوياً للبطالة، التي يغذيها الخصاص على مستوى فرص العمل للشباب المتراوحة أعمارهم بين 15 و24 عاماً، حيث ينتظر أن يتجاوز معدل البطالة بين الشباب 30 في المائة في العام الحالي.

ويرى فيليب بوانسو، المنسق المقيم للأمم المتحدة بالمغرب، الذي يشارك في المؤتمر المنظم بالمغرب، أن التقارير الصادرة أخيراً، تكشف عن عائق يحول دون ولوج الشباب إلى سوق العمل، ويمثل الفجوة بين إمكاناتهم وضعف التدريب الذي يتلقونه.

وشدد بوانسو، الذي يرى أن العمل اللائق مرتبط بالنموّ الاقتصادي والاجتماعي، على ضرورة وضع برامج تتيح الاستجابة لحاجات الشباب في العمل، وتحفيز روح المبادرة لديهم.

واعتبر أحمد رضا الشامي، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بالمغرب، أن دور التشغيل لا يقتصر فقط على الإدماج والتماسك الاجتماعي، بل يساهم في حفز النموّ الاقتصادي عبر المساهمة في الاستهلاك والإيرادات الجبائية.


وشدد على ضرورة العمل على خلق دينامية جديدة للإدماج والنموّ، معتبراً أن بلدان شمال أفريقيا مدعوّة إلى العمل على عدة جبهات، من أجل تحسين مناخ الأعمال والحفاظ على التوازنات الاقتصادية، داعياً إلى تحسين القدرة التنافسية لاقتصاديات المنطقة.
المساهمون