أحيا الفنان خالد الهبر، يوم أمس، حفلاً موسيقياً في قصر الأونيسكو ـ بيروت. تميّز الحفل بجو عائلي، إذ لا يوجد هذا الحاجز بين الفنان والجمهور، لم يكن هناك كرسيّ فارغ في القاعة كلها، التي تسع نحو 1000 شخص. يقف بعض الشباب في آخر القاعة يعانقون بعضهم البعض ويغنون أغاني الثورة مع خالد بحماس، تلك الأغاني التي تجسّد مأساة الواقع السياسي في لبنان. ومن ثمّ يقف معظم الحضور تقريباً ليشعل ولاعاته ولإضاءة هواتفه الخلوية مع أغنية "سنديانة حمراء"، التي أعاد ريان توزيعها هي ومعظم الأغاني التي قُدمت في الحفل.
خالد الهبر (تصوير حسين بيضون)
بدأ الحفل بمقدمة موسيقية جديدة، ستطرح قريباً ضمن الألبوم الجديد الخاص بالملحن والمؤلف الموسيقي ريان الهبر، من ثمّ قدم خالد أول أغنية في الحفل وهي "لو كان"، وربما هي الأغنية الوحيدة التي قُدمت بنسختها العادية دون أي تغيير في التوزيع، من ثمّ انتقل الجمهور إلى أغنية "القنطاري" التي أطلقها خالد هذا العام في 1 مايو/ أيّار الماضي، وهي من تأليف خالد، وقام ريان بتوزيعها مؤخراً. وتابع الحفل مع أغنيات: "في غزّة، أيام 60، رنا، ما تنسوا فلسطين، الله موجود (أيضاً قدّمها أول مرّة في مايو الماضي وهي من كلمات ريان الهبر)، بشارة"، ليعود ويطربنا الموسيقي غسان سحاب في عزف منفرد على آلة القانون مقدماً مقام النهوند، ومن ثم تابع ريان عبر تقديمه مقطوعة موسيقية بعنوان "ألبان أجبان"، وهي من تأليفه، ثمّ عاد خالد إلى المسرح ليقدم: "صبحي الجيز، رئيس الجمهورية، أرنون". ولأول مرّة، قدّم الموسيقي فرج حنا أغنية "مش هيّن أبداً مش سهل"، بعدما قدم مقطوعة موسيقية على مقام الرست على آلة البزق (آلة موسيقية وترية). اعتاد الجمهور أن يسمع أغنية "مش هيّن أبداً مش سهل" بصوت الممثل الكوميدي عباس شاهين، إلا أن الأخير لم يحضر الحفل. من بعدها قدم خالد: "تحية إلى الشيخ إمام، سنديانة حمراء، أصنام العرب، عائد إلى حيفا، شارع الحمرا".
قام ريان بمزج تجربته الموسيقية بأعمال والده، عبر إعادة توزيع معظم الأغاني التي أعجبت البعض، ولاقت استحساناً عند الجمهور، إلا أن هناك مَن يفضّل بساطة موسيقى خالد، التي تتمتع بالكلمة البسيطة واللحن القريب من القلب. لكن هذا لا يمنع من الاعتراف بموهبة ريان الموسيقية، الذي قدّم الاتجاه الشرقي بالموسيقى بطريقة مميّزة وملفتة للنظر.
ريان الهبر (تصوير حسين بيضون)
على صعيد الأغاني الثورية، ما زال خالد يتبع الطريقة المباشرة في التضامن مع القضية الفلسطينية والحريات بالعموم، أما البعض الآخر فيتبع الطريقة غير المباشرة، لا بل يعترف أحدهم بأنه لم يقدم أي عمل موسيقي للقضية الفلسطينية، مُقِرّاً بأنه لا يملك القوة الكافية ليدافع عن القضية، متمسكاً بصفة الموسيقي، فاسحاً المجال أمام مَن يملكون بندقية على الحدود. التضامن مع القضية الفلسطينية أمر لا نقاش فيه، إلا أن الحريات لا تنطلق من مبدأ سياسي، لا بل تنطلق من مبدأ مطلبي حقوقي، من هنا نستطيع أن نطالب بحريات كل الشعوب وأولهم فلسطين.