11 يونيو 2019
حين يستشهد رئيس الحكومة بماركس
محمد محسن عامر (تونس)
العودة الدائمة إلى ماركس ولينين وتروتسكي وماو بالنسبة لليسار العالمثالثي هي استعادة للزمن الأسطوري البطولي لكومونة باريس تارة، أو للثورة البلشفية، أو للحرب الأهلية الثورية في سهول الصين الشاسعة.. أي أنها تمارس فعل مناجاة رمزية لشخوص أكملوا رحلة تعاليهم الإيديولوجي، ليحلّوا محل الآلهة. هكذا يكون استحضارهم الرمزي، عبر أقوالهم تكراراً طقوسياً، يرّسخ الماركسية ممارسة رمزية سحرية كهنوتية، لا كهوية سياسية واجتماعية تاريخية.
وهذا العجز على تكوين نسق رمزي يساري جديد، يجعل كلّ محاولة نقد أو استعمال خارج السياق المقدس الإيديولوجي انتهاكاً يرتقي إلى الحرام يجب رفضه وتكفيره.
كلمة رئيس الحكومة التونسية، يوسف الشاهد، التي استعار فيها مقولة شهيرة لكارل ماركس أثارت حالة واسعة من اللغط والسخرية، بدأت بنوبة ضحكٍ بين النواب داخل البرلمان، وصولا إلى جمهور "فيسبوك".
في حقيقة الأمر، هذا الاستغراب المشوب بالسخرية سببه أنّ رئيس الحكومة قام باستعارة انتهاكية لمنظومة رمزية مملوكة حصراً لليسار، بالتالي، فهذا الفعل "الحرام" يجب مكافحته عبر الاحتجاج، عبر السخرية.
لا يمكن النظر إلى هذه الاستعارة الطريفة لرئيس الحكومة، إلا من خلال الفقر الدلالي الفادح للخطاب الليبرالي في تونس، وإلا لما كان من الممكن استعمال جملة في مضمونها الفكري العميق معادية، بل مناقضة للمشروع السياسي الذي يقوده الشاهد وحكومته.
هذه الاستعارة الثانية في تاريخ خطابات الشاهد بعد استعارة كلمة الشهيد اليساري، شكري بلعيد، تقول بوضوح إنّ النبش المضني، أو محاولات البحث عن لسان لرئيس الحكومة عديم الخبرة، جعلته يزور كل البيوت الفكرية، بحثاً عن خطاب يحشو به متون إطلالاته المرتبكة.
الوضع الانتقالي العام السياسي بعد الدستوري يصب بثقله، حتى على سياقات إنتاج الخطاب السياسي الذي من خلاله يظهر التمايز بين المكونات السياسية، بالتالي، لا يمكن القول إلا أنّنا ما زلنا في مرحلة التخبط الشيزوفريني، حتى امتلاك لسان سياسي حقيقي.
وهذا العجز على تكوين نسق رمزي يساري جديد، يجعل كلّ محاولة نقد أو استعمال خارج السياق المقدس الإيديولوجي انتهاكاً يرتقي إلى الحرام يجب رفضه وتكفيره.
كلمة رئيس الحكومة التونسية، يوسف الشاهد، التي استعار فيها مقولة شهيرة لكارل ماركس أثارت حالة واسعة من اللغط والسخرية، بدأت بنوبة ضحكٍ بين النواب داخل البرلمان، وصولا إلى جمهور "فيسبوك".
في حقيقة الأمر، هذا الاستغراب المشوب بالسخرية سببه أنّ رئيس الحكومة قام باستعارة انتهاكية لمنظومة رمزية مملوكة حصراً لليسار، بالتالي، فهذا الفعل "الحرام" يجب مكافحته عبر الاحتجاج، عبر السخرية.
لا يمكن النظر إلى هذه الاستعارة الطريفة لرئيس الحكومة، إلا من خلال الفقر الدلالي الفادح للخطاب الليبرالي في تونس، وإلا لما كان من الممكن استعمال جملة في مضمونها الفكري العميق معادية، بل مناقضة للمشروع السياسي الذي يقوده الشاهد وحكومته.
هذه الاستعارة الثانية في تاريخ خطابات الشاهد بعد استعارة كلمة الشهيد اليساري، شكري بلعيد، تقول بوضوح إنّ النبش المضني، أو محاولات البحث عن لسان لرئيس الحكومة عديم الخبرة، جعلته يزور كل البيوت الفكرية، بحثاً عن خطاب يحشو به متون إطلالاته المرتبكة.
الوضع الانتقالي العام السياسي بعد الدستوري يصب بثقله، حتى على سياقات إنتاج الخطاب السياسي الذي من خلاله يظهر التمايز بين المكونات السياسية، بالتالي، لا يمكن القول إلا أنّنا ما زلنا في مرحلة التخبط الشيزوفريني، حتى امتلاك لسان سياسي حقيقي.
مقالات أخرى
22 ابريل 2018
03 يناير 2018
29 مايو 2017