حيدر العبادي.. إلى أين؟

13 سبتمبر 2014
+ الخط -

ماذا سيحصل إذا فشل حيدر العبادي في رئاسة الحكومة العراقية؟ ما هو الأساسي المطلوب من حكومته؟ ومن الذي يشكّل العقبة الكأداء والتهديد الخطير لتنفيذ برنامجه الذي أعلنه أمام مجلس النواب؟ ولو أنه أراد إدارة الدولة، وفق اجتهاده، بمعزل عن مفاهيم حزبه وثقافته السياسية، والتأثير الخارجي ما الذي سيحصل، وهل في وسعه ذلك؟

قبل العبادي، كان نوري المالكي وإبراهيم الجعفري، وسلكا سلوك حزب الدعوة، المرتكز على الطائفية، وأدى هذا السلوك إلى خراب العراق ودماره، وشل كل مفاصل الحياة فيه. فهل يستطيع العبادي فعل شيء مغاير، والخروج عن منهجية حزب الدعوة؟

لو أراد العبادي الحكم بمبادئ حزب الدعوة ومنهجيته، وهذا هو المتوقع، فإنه سيقع في ما وقع فيه المالكي والجعفري، وسيخسر ويكلف العراق الخسارة، وهذا يعني المراوحة في المثابة الأولى، وعدم استطاعته الشروع في الحركة والتقدم إلى الأمام، أو تغير شيء من حال العراق.

وإذا حكم العبادي وفق منهج الإرادة الدولية، كيف سيكون الحال؟ بالتأكيد، في هذا الخيار هناك مصالح متناقضة، وضغوط وابتزاز سياسي ومالي إلى أبعد حد. ولإيران، أيضاً، مصالح، وتسعى باتجاه جعل العراق مصدر قلق، وتجهد للسيطرة على مركز القرار فيه.

وكذلك لإسرائيل تأثير في الشأن العراقي، من خلال علاقتها القوية ببعض الأطراف، والتأثير على مواقفها وتحريكها في الاتجاه المطلوب، وهذه ليست مبالغة، بل حقيقة ثابتة، ومن أولويات المصلحة الإسرائيلية أن يبقى العراق ضعيفاً مفككاً مريضاً غير قابل للشفاء.

على الإيقاع عينه، حكام الدول العربية، فبعضهم لا يريد للعراق أن ينهض من جديد، ولا أن يتمتع بنظام علماني ديمقراطي سليم معافى، لأن ذلك سيكون نموذجاً يحفز جميع شعوب المنطقة.

لهذا كله، العبادي المكلف برئاسة الوزراء، سيلاقي صعوبة بالغة في تطبيق ما يصبو إليه الشعب العراقي. وعليه، سيكون حاله كما يقول المثل: "كأنك يا أبو زيد ما غزيت"، والرجل معذور إن حاول ولم ينجح، ولكن، إن سكن ولم يحاول، أو إن انتهج ما فعله الذين قبله، فهذا سيدمر العراق بلداً وشعباً.

CFD694FA-B0C3-4250-B93D-209510561943
CFD694FA-B0C3-4250-B93D-209510561943
عبد القادر أبو عيسى (العراق)
عبد القادر أبو عيسى (العراق)