حكواتي: طُزّ في الزمن الدائري

25 ابريل 2014
الطزّ.. في الدائرة
+ الخط -
 
حتّى هذه اللحظة لا أعترف بأنني متخلّف في عين ابني الذي دخل عامه التاسع عشر.

لكن هناك بوادر مؤسفة.

كان جدّي يدوخ إذا ركب الحمار.

أنا أدوخ من الباب الزجاجي الدوّار في مدخل الفندق ولا أحب استخدامه.

جدّي كان يمكن أن يسألك أمام العالمين: قدّيش بتقبض من شغلك؟ أو: قدّيش بقبضوك؟

أبي يمكن أن يسأل بكل أريحية أمام رهط من الحارة: مَرَتك حبلت ولا لسّه؟ أو بفصاحة أكثر: ما حبلتوش لسه؟

 

أنا لا أفعل ما يفعله جدي وأبي، وظننت أنني عابر للزمن.

لكن تعال.

فأنا أثير ضحك ابني من كثرة ما أستخدم تعبير "شو اسمه" الذي يعادل "الماخوذ" الذي يعادل كما شرحها مرة إميل حبيبي "البتاع" بالمصري.

كما أن انجليزيتي مثار سخرية ابني. أضف إلى ذلك أنني أنادي على أربعة أشقاء لي من أمي وأبي قبل أن أصل إلى الاسم المعني.

وإنّ غداً لناظره لقريب.

سيعمل ابني بعد التخرّج بحول الله، ثم سأسأله: قديش بتقبض؟ وفي ما بعد سأسأل: حبلتوا ولا لسّه؟

طز في الزمن الدائري.

**

وعلى سيرة الزمن والدائرة، يقال إنّ حكاية الطُز بدأت أول ما بدأت في مصر أيام الحكم العثماني.

ملح بالتركي يعني طُز.

وموظف الدولة كان لا يأخذ جمارك من تجار الملح، لأنّ قوافلهم تحمل بضاعة لا تستحق الجمركة.

إنّه مجرد ملح أي إنه مجرد طز.

والحمد لله أن طزّ بعد تعريبها أصبحت تعني أيّ شيء في الكون ما عدا الملح.

تخيل أن ترُشّ حبيبتك "طز" على جرحك!

ماذا سيكون موقفك بين الجيران؟

 

 

 

دلالات
المساهمون