حكواتي: حكاية من وعن، وإلى أطفال سورية

02 يونيو 2014
طفل يخترع لعبة غريبة (Getty)
+ الخط -

طفل

ذلك الطفل الصغير الذي يرفع بنطاله إلى تحت إبطيه، حتى تكاد تعتقد بأن لا صدر له ولا بطن.
ذلك الطفل ذو الوجه المتسخ وكأنّ شاحنة مرّت من فوقه.
ذلك الطفل الذي خرجت أمه لتنثر بعض الأعشاب اليابسة على قبر أبيه، ولم تعد.
ذلك الطفل الذي ترعى في شعره عشرات الخراف.
ذلك الطفل الوحيد، وبعدما جمع المئات من الرصاصات الفارغة... صنع منها طفلاً آخر ليلعب معه.

 

 

الفنان الصغير

 إبن جارنا الصغير، يجيد الرسم بطريقة مميزة منذ كان عمره عاماً واحداً، وذلك باستخدام بوله.

كان كلّما امتلأت مثانته أسرع إلى الساحة الترابية في حارتنا وبدأ بتشكيل لوحته على التراب، ونحن ننتظر بفارغ الصبر فراغ مثانته حتى نتأمل عمله الجديد.
منذ سنة نزح جارنا الفنان الصغير مع عائلته إلى أحد المخيمات.
البارحة، أثناء حديثي مع والده عبر الهاتف، سألته عن طفله الفلتة، فأخبرني بأنّ مزاجه معكّر هذه الأيام، لأنّه كلّما خرج للتبوّل يخرج بوله كقطعة جليد بسبب البرد الشديد، ما يمنعه من ممارسة هوايته، لذا بدأ يفكر بتعلّم النحت.

المساهمون